الاخبار العاجلةسياسة

انتهاء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بالدوحة دون إحراز تقدم وواشنطن تتهم طهران برفض المبادرة الأوروبية

أكدت واشنطن والاتحاد الأوروبي انتهاء جولة المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي عقدت في الدوحة بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 دون إحراز تقدم.

وعقدت المفاوضات يومي الثلاثاء والأربعاء في أحد فنادق العاصمة القطرية بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، سعيا للخروج من المأزق الذي آلت إليه جولات المحادثات التي عقدت على مدى 11 شهرا وتوقفت في مارس/آذار الماضي.

وكان منسق شؤون المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا هو الوسيط في هذه الجولة، في حين جلس كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري والمبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران روبرت مالي في غرفتين منفصلتين.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إن المحادثات غير المباشرة في الدوحة انتهت، وعبر عن خيبة أمله لأن “إيران رفضت مرة أخرى الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لم يتمّ إحراز أي تقدم”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن المحادثات فشلت لأن “إيران أثارت نقاطا لا علاقة لها بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وهي لا تبدو مستعدة لاتخاذ القرار الجوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أم دفنه”.

كما نقل موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري عن مسؤول أميركي قوله إن جولة المفاوضات غير المباشرة في الدوحة لم تحرز تقدما، وإن الإيرانيين أثاروا قضايا قديمة تمت تسويتها وقضايا أخرى جديدة لا علاقة لها بالاتفاق النووي.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الإيرانيين هم الجانب الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن العودة إلى الاتفاق النووي وكان يتعين عليهم اتخاذه منذ أشهر، وفق ما نقله الموقع الإخباري.

وقبل ذلك، قال المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إنريكي مورا، إن المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة في الدوحة انتهت دون إحراز التقدم المأمول.

وأضاف مورا -في تغريدة على تويتر- أنه سيواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الاتفاق الرئيسي إلى المسار الصحيح، حسب تعبيره.

مفاوضات مكثفة

في المقابل، قالت الخارجية الإيرانية أمس إنها أجرت مفاوضات مكثفة في الدوحة، وتبادلت المقترحات مع الطرف المقابل حول القضايا العالقة.

وأضافت -في بيان- أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري سيتواصل مع المنسق الأوروبي إنريكي مورا بشأن المرحلة المقبلة من المفاوضات.

اقرأ ايضاً
البيت الابيض: ان تحويل مسار طائرة لاعتقال معارض إهانة للقواعد الدولية

ووفقا للخارجية الإيرانية، فإنه تم الاتفاق منذ البداية على أن محادثات الدوحة ستكون ليومين.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أكد جدية طهران في التوصل إلى اتفاق جيد ودائم خلال محادثات الدوحة؛ لكنه شدد على أن إيران لن تتراجع عما تعتبره خطوطا حمراء.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” عن مصادر مطلعة أن سبب انتهاء جولة المحادثات في الدوحة هو إصرار واشنطن على مواقفها السابقة التي لا تضمن تأمين مصالح إيران الاقتصادية من الاتفاق النووي.

وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي لتقييد برنامج إيران النووي، من دون ضمان وصول طهران إلى مزايا الاتفاق الاقتصادية.

ووفقا لوكالة أنباء تسنيم فإن وفد الاتحاد الأوروبي انتقد أيضا الموقف الأميركي في عدم بذل الجهود لإحياء الاتفاق النووي.

وفي سياق متصل، أعلنت الخارجية الإيرانية أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري التقى أمس في الدوحة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري.

وأكد باقري أن استضافة قطر للمحادثات النووية دليل على حسن نية الدوحة في تبني سياسة التعامل والحوار، مشددا على أن طهران تدعم الدور البناء الذي تقوم به قطر في الملفات الإقليمية والدولية.

كما بحث وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، العلاقات الثنائية ومستجدات محادثات الاتفاق النووي.

الدور القطري

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري -في مقابلة مع الجزيرة- إن الدور القطري يتمثل في استضافة المباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

وشدد على أن ذلك دليل على ثقة الأطراف بقطر، وما بذلته من جهود.

وأضاف الأنصاري أن التركيز حاليا في هذه الجولة التكميلية ينصب على إعادة الثقة بين الأطراف، باعتبارها التحدي الأكبر.

وقبل توقفها في مارس/آذار الماضي، حققت مفاوضات فيينا تقدما جعل الأطراف المعنية بالاتفاق النووي الإيراني قريبة من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب قضايا محل خلاف بين الإيرانيين والأميركيين، خصوصا فيما يتعلق بمطلب طهران شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” التي تعتمدها واشنطن.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى