كشفت محكمة عراقية أنه تم تحريك شكوى ضد نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة إليه، والتي تحدث فيها عن الوضع في البلاد واتهم فيها خصومه السياسيين -خاصة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر- بالعمالة.
وقال قاضي أول محكمة تحقيق الكرخ لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن “عدة شكاوى رفعها عدد من المواطنين بخصوص هذه التسريبات”، مشيرا إلى أن “المحكمة دونت أقوال المشتكين وقررت مفاتحة مديرية التقنيات والمعلوماتية في قسم الجريمة الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية العراقية بغية تزويدها بالتسجيلات المنشورة من الموقع الذي سرب التسجيلات، ولم ترد الإجابة بعد، وما زالت الإجراءات مستمرة”.
وأشار إلى أن “المحكمة قررت تدوين أقوال صاحب الموقع الذي سرب التسجيل الصوتي، وبانتظار معرفة عنوانه الدقيق لتبليغه بذلك”.
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق أعلن في وقت سابق فتح تحقيق بشأن التسريبات المنسوبة إلى المالكي.
وذكر المركز الإعلامي في المجلس في بيان تلقت وكالة الأنباء العراقية (واع) نسخة منه أن “محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلبا مقدما إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص هذه التسريبات”، مؤكدا أن “التحقيق الأصولي بخصوصها يجري وفق القانون”.
تفاصيل التسريبات
وكان المالكي حذر -في تسريبات صوتية منسوبة إليه- من أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة قتال في العراق، وهاجم الصدر مجددا.
وقال المالكي -في التسريب الرابع الذي نشره في وقت سابق الإعلامي العراقي المقيم في أميركا علي فاضل- إن “المرحلة المقبلة هي مرحلة قتال، وإن الصدر يريد الدم كما يتحدث هو بذلك، وأخبرت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أني لا أثق بالجيش والشرطة، وكل واحد سيدافع عن نفسه، وأنا سأدافع عن نفسي وأنا أعمل لها، ولدينا دبابات ومدرعات ومُسيّرات، وهناك إحساس من قبل الناس، وأول عشيرة استعدت لذلك هي عشيرة بني مالك (قبيلة المالكي) التي ستعلن -في مؤتمر صحفي بالبصرة وبغداد- أنه في حال التحرش به (المالكي) فإننا سنتدخل، لذلك أتمنى على أمة الأخيار أن نكون مستعدين، فالمسألة ليست إعلاما، بل استعداد نفسي وعملي بالسلاح وتوفير الغطاء”.
وأضاف المالكي أن “العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فإذا أسقطنا مشروعهم نجا العراق، وفي حال عدم استطاعتنا ذلك فإن العراق سيدخل في الدائرة الحمراء”.
الجزء الرابع من التسجيل المُسرب لنوري المالكي
المالكي : المرحلة القادمة هي مرحلة قتال و سأهجم على ( النجف ) من اجل قتال مقتدى الصدر .
المالكي : ابلغت الكاظمي اني لا اثق لا بجيشك و لا بشرطتك وانما انا سأقوم بتسليح نفسي وأُقاتل ولدينا دبابات و مدرعات و مُسيرات .#شارك_المقطع pic.twitter.com/YNfhDbi4FZ— Ali Fadhil _ علي فاضل (@ali_alifadhil) July 16, 2022
ويتحدث التسريب الخامس الذي نشر الأسبوع الماضي عن مجموعة تدعى “كتائب أئمة البقيع” ضمن جماعة كبرى كما يبدو تطلق على نفسها “أمة الأخيار” بقيادة مرجع ديني يشار إليه في التسجيلات باسم “سماحة آية الله الميرزا”، ويوحي التسجيل أن المجتمعين ينتمون إلى تياره.
ويتحدث المجتمعون في التسجيل المزعوم الأخير صراحة عن “وجوب سفك الدماء” وفقا لـ”خطة رشيدة” من أجل تسليم الحكم للمالكي، ويقولون إنهم مطيعون له.
ولا يبدي المتحدث الرئيسي -الذي يزعم أنه المالكي- موافقته صراحة على تلك الخطة، لكنه لم يعترض عليها واكتفى بالدعاء لمحاوريه.
الجزء ال 5 من التسجيل المُسرب ل نوري المالكي:
يجب إراقة الدماء في العراق بموافقة مراجع وقيادات وبها شرعية!
الفتح والكتائب والعصائب وسيد الشهداء وبدر تابعين لإيران
قادة الحشد لايهمهم شىء غير المزارع والأموال وهم بعالم اخر
انصحكم بالذهاب مع الحرس الثوري لا مع الاطلاعات#انشر_المقطع pic.twitter.com/JpiTaOxvsd— Ali Fadhil _ علي فاضل (@ali_alifadhil) July 18, 2022
وفي الجزء الأول من التسجيل المسرب اتهم المالكي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني بـ”ضرب الشيعة” عبر احتضان “السنة”، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر، وفق قوله.
وفي التسجيل الثاني قال المالكي “أنا أعرفهم (أي الصدريين).. ضربتهم في كربلاء وفي البصرة وفي مدينة الصدر.. جبناء، والآن صاروا أجبن، لأن أيديهم صارت متروسة دهن وفلوس وحرام”، حسب تعبيره.
وتساءل المالكي “كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟ وخطف بسيارات البطة (تويوتا كراون)”، وقال “أردت جعل الحشد الشعبي مشابها للحرس الثوري الإيراني”.
وقال المالكي -وفق التسجيل المنسوب إليه- إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر “جاهل” و”لا يفهم بالسياسة”، وإن إيران دعمته من أجل جعله “نسخة ثانية” من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، محذرا من تسلم الصدر السلطة في العراق.
أما التسجيل الثالث فقد أشار إلى أن “منظمة بدر (التي يتزعمها هادي العامري) لديها قوة وتأخذ رواتب لـ30 إلى 40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألفا جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب لـ12 ألفا”.
ووفق ما زعم القائمون على تسريب التسجيل، فإنه جرى خلال اجتماع المالكي مع عدد من كوادر وأعضاء حزب الدعوة قبل عدة أشهر.
وكان الصدر استنكر الاتهامات التي وجهها المالكي في التسريبات المنسوبة إليه، وطالبه بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي وتسليم نفسه للقضاء.
في المقابل، نفى المالكي صدور الكلام الوارد في التسريبات عنه، وحذر من عمليات “التزوير والتزييف واستخدام أجهزة التقنية الحديثة في نسب تصريحات لي ولغيري”.