الاخبار العاجلةسياسة

تداعيات الهجوم على المنتجع العراقي.. مجلس الأمن يدخل على الخط وأردوغان يجدد نفي مسؤولية بلاده

يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا لمناقشة الهجوم الذي وقع على منتجع عراقي الأسبوع الماضي، في حين نفت تركيا مجددا وقوفها وراء الهجوم، وحمّلت حزب العمال الكردستاني المسؤولية عنه.

ويأتي اجتماع مجلس الأمن، استجابة لطلب من العراق لبحث الهجوم التركي على الأراضي العراقية، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 23 بجروح.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد وجه بإعداد ملف شامل لما وصفها بالانتهاكات التركية المستمرة للأراضي العراقية وتقديمه إلى مجلس الأمن، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة الماضي، إلى إجراء تحقيق عاجل في القصف المدفعي على دهوك.

rerer
أعضاء مجلس الأمن نددوا أمس الاثنين بالهجوم على المنتجع العراقي (رويترز)

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي نددوا -أمس الاثنين- بأشد العبارات بالهجوم الذي وقع في قضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان العراق. وأكد المجلس -في بيان- أنه يدعم السلطات العراقية في التحقيقات بشأن الهجوم، ويحث جميع دول الأعضاء على التعاون مع الحكومة العراقية لدعم التحقيقات.

وجدد أعضاء المجلس التأكيد على دعم استقلال وسيادة ووحدة الأراضي العراقية، والعملية الديمقراطية والازدهار في العراق.

ورحبت وزارة الخارجية العراقية بالبيان الأممي، وقال المتحدث باسمها أحمد الصحاف، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن البيان هو “الأول من نوعه في سياق سلسلة الانتهاكات التركية لسيادة وأمن العراق”، وأضاف أن “مضمون البيان يدعم موقف العراق ويضع إجراءات النظر بالاعتداء على السيادة الوطنية في سياق جديد”.

Turkish President Recep Tayyip Erdogan
أردوغان: القصف نفذه “إرهابيون” ويهدف إلى الإضرار بالعلاقات التركية العراقية (الأناضول)

نفي تركي

وتنفي تركيا علاقتها بالقصف واتهمت مسلحي حزب العمال الكردستاني بالتسبب فيه، في حين قالت وزارة الخارجية العراقية إن “جميع المؤشرات تؤكد مسؤولية أنقرة عن الاعتداء”. ونفى حزب العمال الكردستاني الاتهامات التركية، وقال إن قواته ليست “موجودة في المنطقة التي وقع فيها القصف”.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس الاثنين إن القصف الذي وقع بمنتجع سياحي عراقي الأسبوع الماضي نفذه “إرهابيون”، ويهدف إلى الإضرار بالعلاقات التركية العراقية.

وأكد أردوغان -في مقابلة بثتها قناة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية- أن بلاده أبلغت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن بينهم الولايات المتحدة، والسلطات العراقية بموقفها من الهجوم، وأنه دعا العراق إلى عدم الوقوع في “فخ” دعاية مسلحي حزب العمال الكردستاني.

وأضاف أنه “بنفس الشكل قلنا ذلك لأصدقائنا وأشقائنا العراقيين، ودعوناهم لأخذ تصريحاتنا بعين الاعتبار؛ فمن المستحيل أن تقوم تركيا بعمل كهذا بحق أصدقائها وأشقائها، وإن الهجوم أحد الأعمال المعتادة للتنظيم الإرهابي”، وتابع أن “الشغل الشاغل للإرهابين تخريب التطورات الإيجابية بين تركيا والعراق، وهناك البعض من أصحاب الحكمة من أشقائنا وأصدقائنا العراقيين الذين أدلوا بتصريحات إيجابية، ولكن البعض أدلى بتصريحات معاكسة، وأحدهم طلب بعدم مشاركة العراق في ألعاب (التضامن) الإسلامية المزمع إقامتها في قونية التركية”.

وشدد الرئيس التركي على ضرورة عدم اتخاذ العراق خطوة كهذه، مؤكدًا أن تركيا ترغب في رؤية العراق مشاركا في هذه الألعاب.

وقررت اللجنة الأولمبية العراقية -في وقت سابق- الانسحاب من دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة التي تنطلق في التاسع من أغسطس/آب المقبل بمدينة قونية التركية، احتجاجا على قصف المنتجع العراقي.

وأثار القصف غضب الرأي العام العراقي، لا سيما أن غالبية الضحايا من وسط وجنوب البلاد، الذين يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هربا من الحر.

وقرر مجلس النواب العراقي، السبت الماضي، تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق ميدانيا.

ضبط الحدود

وعلى وقع هذه التطورات، دعا الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري -نائب رئيس قائد العمليات المشتركة في العراق- اليوم الثلاثاء إلى تحرك “سريع” ومشترك مع إقليم كردستان والدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب التركي من أجل ضبط الأوضاع على الحدود.

ووصل صباح اليوم الثلاثاء وفد عسكري رفيع برئاسة الشمري، يرافقه معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد قوات حرس الحدود، إلى مقر لواء حرس الحدود الأول في منطقة باطوفة بمدينة زاخو في إقليم كردستان لتقييم الوضع الأمني على الحدود العراقية التركية.

وقال الشمري “زيارتنا إلى الحدود العراقية التركية جاءت تنفيذا لقرار مجلس الأمن الوطني يوم الأربعاء الماضي الخاص بتكليف قيادة العمليات المشتركة بتقييم الوضع الأمني على الحدود”. وأضاف “نقوم حاليا بزيارة النقاط على الحدود التابعة لقيادة حرس حدود المنطقة الأولى، ولاحظنا حجم التوغل التركي داخل الأراضي العراقية وانفتاح نقاطه”.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى