الاخبار العاجلةسياسة

مبعوث أميركي وسجال علمي واعتراض رئاسي.. سد النهضة يعود لصدارة الاهتمامات المصرية

القاهرة – بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد الحديث في مصر من جديد عن سد النهضة في ظل الحديث عن بدء إثيوبيا الملء الثالث للسد قبل نحو أسبوعين، فضلا عن سجال علمي بشأن تأثيرات السد المستقبلية.

واستقبلت مصر -أول أمس الأحد- المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر، ضمن زيارة تشمل أيضا الإمارات وإثيوبيا، لدعم مساعي الحل الدبلوماسي لقضية سد النهضة.

من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مباحثاته مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود تناولت ملف سد النهضة الإثيوبي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك أمس الاثنين، أشار السيسي إلى توافق الطرفين على خطورة السياسات الأحادية عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية.

وأكد السيسي حتمية الالتزام بمبدأ التعاون والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها، اتساقا مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد استنادا إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي سبتمبر/أيلول 2021، حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليميين.

المبعوث الأميركي الخاص

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية المصرية بدء مايك هامر -أول أمس الأحد- زيارة إلى القاهرة، في إطار جولة تشمل كلا من مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا.

وقال بيان للسفارة الأميركية بالقاهرة إن رحلة هامر تستمر من 24 يوليو/تموز الجاري حتى الأول من أغسطس/آب المقبل، لتقديم دعم بلاده الرامي إلى التوصل لحل دبلوماسي للمسائل ذات الصلة بسد النهضة الإثيوبي، بما يحقق مصالح الأطراف كافة ويسهم في المزيد من السلام والاستقرار في المنطقة.

وحسب البيان، سيتشاور هامر أيضا في أديس أبابا مع الاتحاد الأفريقي الذي تجري المحادثات ذات الصلة بالسد تحت رعايته.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر يسافر إلى مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا

الملء الثالث

من جانبه، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إن الملء الثالث لسد النهضة بدأ في 11 يوليو/تموز الجاري، وإن صور الأقمار الصناعية، أظهرت تخزين 2 مليار متر مكعب من المياه.

وتوقع شراقي -خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية”، المذاع عبر قناة “إم بي سي مصر” (MBC مصر)، السبت الماضي- تخزين 3 مليارات متر مكعب من المياه خلال الأسبوعين المقبلين بسبب زيادة الأمطار، وأن المياه ستمر أعلى السد من الممر الأوسط، نهاية الأسبوع الأول من أغسطس/آب المقبل.

وأكد شراقي، أحد أبرز المدافعين عن موقف مصر، أن مخزون المياه خلف السد العالي يجعل المواطن المصري في أمان تام، لكنه لا يمنع مطالبة مصر بحقوقها، وعدم اتخاذ أي خطوة من تخزين أو تشغيل إلا بناء على اتفاق.

سجال علمي

تأتي تطورات قضية السد الأخيرة وسط سجال علمي بين عالم الفضاء المصري عصام حجي وفريقه العلمي في مواجهة 3 علماء (مصريين وإثيوبي) بشأن التأثير السلبي لسد النهضة على تفاقم العجز المائي لمصر.

جاء ذلك بعد نشر حجي وفريقه ورقة علمية جديدة في مجلة “إنفايرونمينتال ريسيرتش ليترز” (Environmental Research Letters) العلمية المتخصصة في القضايا البيئية، للرد على تشكيكات طالت بحثا سابقا حول العجز المائي المتوقع في مصر نتيجة إنشاء سد النهضة.

وكان التشكيك قد جاء في تعليق قدمه الباحثون الثلاثة: تيروسو عاصفة وهو إثيوبي بمصلحة مياه مدينة تامبا الإثيوبية، وكل من المصريين أحمد العدوي من جامعة المنصورة، وصقر النور من جامعة جنوب الوادي، وهما يعملان حاليا خارج مصر.

اقرأ ايضاً
غزيون يبحثون عن الأمان تحت سقوف متداعية

وحملت دراسة حجي وفريقه السابقة عنوان “العجز المائي في مصر والسياسات المقترحة لتخفيفه أثناء ملء سد النهضة الإثيوبي”، وأوضحت أنه في حين يوفر السد فرصا تنموية واعدة لإثيوبيا، فإن التدفق المتغير لنهر النيل سيشكل عجزا مائيا لمصر بنحو 31 مليار متر مكعب سنويا، أي ما يعادل 40% من إجمالي موازنة مصر الكلية من المياه.

وأورد البحث حلولا عملية للتخفيف من آثار العجز المائي الذي قد يتفاقم في مصر خلال سنوات ملء السد.

وشهدت الأيام الماضية نقاشات مستمرة بين الفريقين، وقال حجي وفريقه إنهم أثبتوا أن الادعاءات الموجودة في تعليق الباحثين الثلاثة تستند بشكل كامل إلى اقتطاع أجزاء وبيانات من 3 أبحاث بعينها منشورة مؤخرا، كما ترتكز أيضا على ادعاءات من وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من البرامج التلفزيونية الضعيفة المصداقية.

في المقابل، نفى الباحثان المصريان أن يكون التعليق على بحث حجي يتبنى وجهة النظر الإثيوبية، أو أن يكون تم استخدامهما من الدكتور الإثيوبي الأميركي تيروسو عاصفة، قبل أن يقوم أحد الباحثين -أحمد العدوي- بإغلاق حسابه على موقع تويتر الذي شهد أغلب السجال بين الطرفين وأنصارهما.

نهاية التهديد العسكري

في هذا الإطار، استنكر الناشط السياسي والاستشاري الهندسي ممدوح حمزة أن يأتي الهجوم على عصام حجي وبحثه حول العجز المائي الناتج عن إنشاء سد النهضة الأثيوبي من مصريين.

وأوضح حمزة أن ما قام به حجي وفريقه من إثبات الضرر القادم من سد النهضة يستدعي قانونا مشاركة مصرية في سد النهضة للحفاظ عليها من الضرر.

كما نقل الناشط السياسي المصري -عن أستاذ هندسة السدود محمد حافظ- وصول المياه إلى سد “السرج” الذي يُمكّن السد الخرساني من تخزين كم كبير من المياه، والذي يعني أن توجيه أي عمل عسكري للسد لا يعني غرق السودان فحسب، بل يهدد كذلك بتغيير مجرى النهر.

ورغم توقف المفاوضات، فإن إثيوبيا تواصل عمليات إنشاء السد بشكل أحادي، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، في حين تؤكد إثيوبيا أنها تسعى لعلاج أزمة نقص الطاقة لديها.

وتتبادل كل من مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات السد، التي يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ شهور، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل والملء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى