الاخبار العاجلةسياسة

محكمة مصرية تطالب بإعدام قاتل طالبة المنصورة على الهواء.. هل يحقق الردع؟

القاهرة- لا تزال أصداء مطالبة إحدى المحاكم المصرية -في سابقة من نوعها- بإذاعة حكم الإعدام أو جزء منه على الهواء مباشرة تتردد في الشارع المصري، ولاقت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالبت محكمة جنايات المنصورة، الأحد الماضي، ضمن حيثيات حكمها بالإعدام بحق محمد عادل المتهم بذبح زميلته الطالبة الجامعية نيّرة أشرف، المشرّع بإدخال تعديل على قانون تنظيم السجون المنظمة لتنفيذ عقوبة الإعدام، يسمح بإذاعة تنفيذ أحكام الإعدام أو جزء منها على الهواء، لتحقيق الردع العام.

وتنص المادة 474 من قانون الإجراءات الجنائية على أن يكون “تنفيذ حكم الإعدام إجراء خاصا في تنفيذ العقوبة في أحد السجون العمومية، بحضور أحد وكلاء النائب العام، ومأمور السجن، وطبيب السجن أو أي طبيب آخر ينتدبه السجن”.

وذكرت المحكمة في حيثياتها “والمحكمة في نهاية حكمها، تنَوه بمناسبة هذه ‏الدعوى، بأنه لما كان قد شاع في المجتمع -مـؤخرا- ذبح الضحايا بغير ‏ذنب جَهارا نهارا والمَهوسُـون بالمـيديا يبثون الجُـرم على المَلأ فيرتاع ‏الآمنون خوفا وهَلعًا، وما يَـلبث المُجتمع أن يُفجــع بمثلِ ذاتِ الجُـرم من ‏جديد، فمِـن هذا المنطلـق، ألمْ يأنِ للمُـشرع أن يَجعلَ تنفيذ العقاب بالحق ‏مشهودا، مثلما الدم المسفوح بغير الحـق صار مشهودًا”. ‏

وتابعت المحكمة أن “الأمر الذي معه تهيب المحكمة بالمشرع، أن ‏يتناول بالتعديل نص المادة الـ65 من قانون تنظيم مراكز ‏الإصلاح والتأهيل المجتمعي المُنظمةِ لتنفيذ عـقوبةِ الإعدام؛ لتجـيزَ إذاعةَ ‏تنفيذ أحكام الإعدام مصورة على الهواء، ولو في جــزء يسير من بـدء ‏إجراءات هذا التنفيذ، فقد يكون في ذلك، ما يحَـقــقُ الــردعَ العامَ المُبتَـغَى ‏الذي لم يتحَقـق -بعـد- بإذاعة منطوق الأحكام وَحــدَه. ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ ‏قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِـبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ (سورة التوبة/ من الآيتين 14، 15). ‏

وتصدر وسم “نيرة أشرف” موقع التواصل الاجتماعي تويتر في مصر، وطالب كثيرون بتنفيذ حكم الإعدام على الهواء مباشرة أمام الرأي العام، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالتعدي على أرواح الناس الآمنين.

بينما أعرب البعض الآخر عن رفضهم لإذاعة حكم الإعدام عبر التلفاز، مشيرين إلى أنه ليس من المطلوب التشفي في المتهم أو في أهله، خاصة أن العقوبة التي أنزلتها المحكمة بالمتهم رادعة في حد ذاتها لمن يريد أن يرتدع.

عقوبة الإعدام رادعة في حد ذاتها

القضية التي شغلت الرأي العام المحلي والإقليمي وتجاوز صداها إلى وسائل الإعلام العالمية صدر الحكم فيها بشكل عاجل، على غير العادة، بعد أن أصبحت حديث الناس خاصة أنه تم توثيقها بكاميرات مراقبة وجرى بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار حفيظة وغضب الشارع المصري.

بعيدا عن الانسياق وراء العواطف ورغبات الرأي العام وأهل القتيلة في التشفي من القاتل أو الرغبة في الردع العام، يقول القاضي السابق محمد سليمان “رغم وحشية الجريمة وطريقة تنفيذها فإن عقوبة الإعدام هي رادع في حد ذاتها، والعدالة الناجزة هي في سرعة التقاضي وإنزال العقوبة المناسبة لجريمة القتل العمد”.

وأوضح سليمان -في تصريحات للجزيرة نت- أن “مطالبة المحكمة بإذاعة الحكم على الهواء هي سابقة من نوعها؛ وما تم عرضه من مشاهد قبل تنفيذ الإعدام في مرات قليلة ونادرة كانت بتوجيه مباشر من السلطة التنفيذية وليس من القضاء”.

ولفت سليمان -الذي شغل منصب رئيس محكمة سوهاج جنوب البلاد سابقا- إلى أن المجتمع المصري يشهد يوميا حالات قتل وتصدر في العديد منها أحكام بالإعدام، فلا يتصور إذاعة جميع تلك الأحكام أو جزء منها، لأنها لن تكون رادعة كما يتصور البعض بل سوف يعتادها الجمهور.

ماذا حدث في المنصورة؟

وكانت مدينة المنصورة -شمال العاصمة القاهرة- شهدت جريمة بشعة يوم 20 يونيو/حزيران الماضي، حيث ذبح طالب زميلته بالجامعة أمام بوابة كليتها بعد مشادة كلامية بينهما، فيما تمكن الأهالي من ضبطه والإمساك به. ولقيت الجريمة صدى وتفاعلا واسعين على منصات التواصل الاجتماعي مصريا وعربيا.

وبعد 48 ساعة من وقوع الجريمة أُحيل المتهم إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامه بقتل الطالبة المجني عليها نيرة أشرف عمدا مع سبق الإصرار، وباغتها بسكين طعنها به طعنات عدة ونحرها قاصدا إزهاق روحها. ولم تستغرق المحكمة سوى يومين قبل أن تصدر قرارها بإحالة ملف القضية للمفتي، والذي يكون قبل أن تقرر المحكمة إنزال عقوبة الإعدام على المتهم أم لا.

ليست المرة الأولى

وسبق للتلفزيون المصري أن قام بإذاعة حكم الإعدام لعدد من المتهمين، وبحسب مواقع محلية، فقد أذاع التلفزيون عام 1998 لحظات ما قبل تنفيذ الإعدام بحق 3 متهمين بقتل المهندسة نانيس فؤاد ونجلتها هديل وابنها أنس بغرض السرقة.

وكان قرار إذاعة إجراءات الإعدام على الهواء مباشرة بأمر من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وليس بناء على طلب المحكمة.

كان آخر حكم إعدام تم إذاعة صور منه في مصر، هو ظهور ضابط الجيش المصري السابق هشام عشماوي المدان بحكمين نهائيين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، قبل تنفيذ حكم الإعدام شنقا في مارس/آذار 2020.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى