جوهانسبرغ – أعربت حكومة جنوب أفريقيا عن مخاوفها من استمرار احتلال إسرائيل “أجزاء كبيرة من الضفة الغربية”، مؤكدة أن تطوير وبناء مستوطنات جديدة هناك هو مثال “صارخ لانتهاكات القانون الدولي”.
وأشارت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور، في الاجتماع الثاني لرؤساء البعثات الفلسطينية في أفريقيا والذي عقد في العاصمة بريتوريا، إلى أن “الرواية الفلسطينية الحاصلة الآن تستحضر تجارب تاريخ جنوب أفريقيا في زمن الفصل العنصري والقمع”.

دوله فصل عنصري
وبيّنت باندور أن الجنوب أفريقيين بماضيهم والاضطهاد الذي عانوا منه بشكل مباشر، لا يمكنهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي في وقت يُترك فيه جيل آخر من الفلسطينيين وراء الركب.
وقالت باندور إن حكومة بلادها تعتقد أنه يجب تصنيف إسرائيل دولة فصل عنصري، مؤكدة أن موقف جنوب أفريقيا من فلسطين كان “دائما واضحا ومتسقا ومتقاربا مع المجتمع الدولي”.
في حين أشار وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في حديثه بالمؤتمر، إلى أنه “إذا كانت هناك أي دولة يمكنها استيعاب معاناة فلسطين والنضال من أجل الحرية والاستقلال فهي جنوب أفريقيا”.
العدالة لشيرين أبو عاقلة
وصرحت باندور بأنها بصدد تشكيل لجنة دبلوماسية نسائية في أفريقيا وأوروبا بالتعاون مع وزيرة الخارجية النرويجية، لتحقيق العدالة في قضية مقتل الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وقالت في تصريح خاص للجزيرة نت إنه لا يمكن ترك قضية مقتل الصحفية أبو عاقلة، وإن النساء لا يجب عليهن أن يكن صامتات تجاه هذه القضية، بل إن عليهن المطالبة بتحقيق مستقل.
وأوضحت أنها تعتقد أن شيرين قُتلت بطريقة وحشية، وأضافت أنها تدعم حرية التعبير بقوة، وأن الصحفيين يجب أن يزاولوا أعمالهم في جو من الحرية والأمان.

محاسبة إسرائيل
هذا وكانت جنوب أفريقيا قد حثت المجتمع الدولي الشهر الماضي على محاسبة إسرائيل على الأعمال اللاإنسانية التي تمارسها تجاه الفلسطينيين، فيما أدانت العام الماضي منح الاتحاد الأفريقي دولة الاحتلال صفة مراقب في الاتحاد، وهي خطوة تم التراجع عنها في وقت سابق من العام الجاري.
وكانت الوزيرة باندور قد أوضحت في المؤتمر الصحفي أن تقارير حقوق الإنسان الدولية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون مهمة في زيادة الوعي العالمي بظروفهم، مؤكدة أنها توفر المصداقية والدعم لمجموعة هائلة من الأدلة الواقعية، وكلها تشير إلى “حقيقة أن إسرائيل ترتكب جرائم الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين”.
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، وهو منظمة مدنية مقرها في قطاع غزة، قُتل ما يقرب من 5418 فلسطينيا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر خلال السنوات الـ15 الماضية، من بينهم 1246 طفلا وطفلة، و488 امرأة.
وكانت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة قد أشارت مؤخرا في تقريرها الخاص بالتحقيق في الانتهاكات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس المحتلة، إلى أن إسرائيل مسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان هناك.
View this post on Instagram
حليف قوي
وافتتحت أول سفارة فلسطينية في جنوب أفريقيا عام 1995، وذلك إيذانا ببداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في حين ظلت حكومة جنوب أفريقيا على مر السنين حليفا قويا للفلسطينيين، إذ قدمت الدعم للقضية على جميع المستويات، ودانت التجاوزات الإسرائيلية في المحافل الدولية.