اخبار العالم

ولي العهد السعودي يصافح ماكرون في جولة إعادة تأهيل لنفسه

دخل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في مصافحة طويلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه يوم الخميس، في أحدث مؤشر على اعادة تأهيل ولي العهد لنفسه خلال أول زيارة له لأوروبا منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو أربع سنوات.

جاءت رحلة ولي العهد إلى فرنسا، حيث حضر عشاء عمل مع ماكرون، بعد ان توقف في اليونان هذا الأسبوع لتوقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية.

هذه اللقاءات رفيعة المستوى مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان كان من الصعب تخيلها منذ وقت ليس ببعيد. لكن الحرب في أوكرانيا وتراجع الاقتصاد العالمي أعادت التأكيد على مكانة المملكة العربية السعودية كمصدر مهم للطاقة والاستثمار العالميين واجبرت قادة العالم بمطالبة المساعدة منها، بما في ذلك زيادة إنتاج النفط.

توصل ماكرون وبايدن وبعض القادة الغربيين الآخرين الى نتيجة تفيد بأنه لا توجد طريقة لمعالجة الأزمات العالمية، مثل الحرب في اليمن دون مساعدة ولي العهد، الذي قد يحكم المملكة العربية السعودية لعقود.

انتقادات لاستقبال ولي العهد السعودي

استقبال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في قاعات قصر الإليزيه الفرنسي مساء الخميس تشير لتقدم آخر فيما يتعلق بمحاولته لإعادة القبول على الساحة الدولية.

قال سيباستيان سونز الباحث في المملكة العربية السعودية في مركز أبحاث CARPO: “هذا يغير قواعد اللعبة على المستوى الشكلي”. “إنه يعتقد أنه يستطيع الآن البناء على الاحتياجات الأوروبية من حيث الطاقة وهذه هي بالضبط الرواية التي يحاول ايصالها في الوقت الحالي.”

استقبال ولي العهد السعودي
استقبال ولي العهد السعودي

جاءت الزيارات الدبلوماسية التي قام بها ولي العهد في ظل الضغط المستمر من جماعات حقوق الإنسان لمحاسبته على مقتل خاشقجي. فقد وصف اجتماع بايدن مع ولي العهد بأنه “خيانة” من قبل جماعات حقوق الإنسان والمعارضين السعوديين.

وقبل ساعات من موعد لقاء ماكرون و ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، قالت مجموعة حقوقية إنها رفعت شكوى جنائية في فرنسا ضد الأمير و وصفته بأنه “شريك” في تعذيب واغتيال جمال خاشقجي.

بينما جاء في بيان صادر عن مجموعة “الديمقراطية للعالم العربي الآن” DAWN: “بصفتها طرفًا في اتفاقيات الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الانسان، فإن فرنسا ملزمة بالتحقيق مع بن سلمان في حال كان موجودًا على الأراضي الفرنسية”.

تمثل رحلة ولي العهد السعودي هذا الأسبوع أول جولة له في أوروبا الغربية منذ مقتل الصحفي.

ومن ناحية اخرى، أثنى المسؤولون في اليونان على ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. حيث قال وزير التنمية أدونيس جورجيادس لصحيفة “عرب نيوز”: “نحن نكرم ونقدر قيادته ورؤيته للمملكة العربية السعودية والطريقة التي تتقدم بها المملكة”.

ولي العهد السعودي يغير صورة السعودية

سعى الأمير السعودي لتصوير بلاده على أنها أكثر من مجرد حنفية نفط عالمية، ولكن أيضًا كنموذج صديق للبيئة. ولهذا كشف النقاب عن تفاصيل جديدة عن رؤيته لـ “نيوم”، وهي مدينة صحراوية مستقبلية تتكون من ناطحات سحاب يزيد طولها عن 100 ميل ومشروع اسكاني ضخم يدعى ذا لاين.

علاوة على ذلك فقد وقعت اليونان والمملكة العربية السعودية اتفاقية لتعميق التعاون في مجال الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين.

ولي العهد السعودي وماكرون
ولي العهد السعودي وماكرون

قال سونز: “أعتقد أن هذا هو بالضبط الطريقة التي تريد المملكة العربية السعودية أن يُنظر إليها، اي ليس فقط كمورد للنفط، ولكن أيضًا كشريك فيما يتعلق بالطاقة المتجددة”، مضيفًا أن التركيز الأكبر على خطط الطاقة الخضراء في المملكة العربية السعودية يمكن أن يعزز الصورة الشخصية لولي العهد أيضًا.

وفي فرنسا، قال مسؤولون إن الزعيمين سوف يناقشان احتياجات أوروبا للطاقة وقضايا أخرى حول تعزيز العلاقات بين البلدين.

بينما عبرت جماعات حقوق الإنسان وأعضاء المعارضة الفرنسية عن غضبهم إزاء الاجتماع ورحابة الاستقبال.

كتب السياسي من حزب الخضر الفرنسي يانيك جادوت على حسابه في تويتر: “على قائمة عشاء إيمانويل ماكرون ومحمد بن سلمان توجد جثة الصحفي خاشقجي المقطعة، وفوضى المناخ، وحقوق الإنسان؟ “.

كان منتقدو ماكرون مستائين بشكل خاص من استمرار صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وهي أحد أكبر المشترين لفرنسا حتى بعد أن كبحت دول أخرى مبيعات الأسلحة إليها أو أوقفت الصادرات تمامًا.

التقى ماكرون و ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عدة مرات منذ مقتل خاشقجي، بما في ذلك في ديسمبر الماضي عندما أصبح الرئيس الفرنسي أول زعيم غربي كبير يزور الأمير المنبوذ في السعودية.

ومن ناحية اخرى دافع حلفاء ماكرون عن تعاملاته مع ولي العهد، وقالوا إن هناك حاجة قسوى للنظر الى السعودية كشريك محتمل. حيث قال أورور بيرجي، زعيم المجموعة البرلمانية لماكرون، لمحطة البث الفرنسية العامة: “يبدو أن التحدث إلى جميع دول الخليج اصبحت ضرورة مطلقة”.

ولي العهد السعودي لا يملك حصانة

وكتبت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد على موقع تويتر: “إعادة تأهيل الأمير القاتل ستكون مبررة في فرنسا و الولايات المتحدة بحجج السياسة الواقعية”. “في مواجهة أسعار النفط المرتفعة، والتضخم القياسي، ونتائج الغزو الروسي لأوكرانيا، ما الذي يمكن أن تفعله حججنا في مجال حقوق الإنسان؟”

ولي العهد السعودي لا يملك حصانة
ولي العهد السعودي لا يملك حصانة

على الرغم من أن جماعات حقوق الإنسان لم تتوقع أن تتخذ السلطات الفرنسية إجراءات بشأن الشكوى المقدمة يوم الخميس، الا ان هنري ثوليز،وهو المحامي الفرنسي الذي يمثل مجموعة DAWN والمجموعات الأخرى،قال في مقابلة: “نحن ننظر إلى المدى الطويل هنا”.

وقال إن الشكوى “يمكن أن تمهد الطريق لتحقيق جنائي مطول يديره قاضي تحقيق بمحاكم باريس”.

وتؤكد الشكوى أن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان “لا يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية لأنه ولي للعهد فقط وليس رئيساً للدولة”.

بينما ردت الإليزيه، في إفادة للصحفيين يوم الخميس، إن القادة في زيارات رسمية للبلاد يتمتعون ايضاً بالحصانة الدبلوماسية فهم يمثلون دولتهم.

المصدر: رأي الخليج + washingtonpost

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى