الاخبار العاجلةسياسة

مؤرخ أميركي: 4 ألغاز تحيط بزيارة بيلوسي إلى تايوان

يقول المؤرخ الأميركي نيال فيرغسون إن هناك 4 ألغاز تحيط برحلة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، مشيرا إلى أن التوترات بشأن الجزيرة لم تكن على هذه الدرجة منذ عام 1996، ومن الممكن أن تدفع هذه الزيارة الصين إلى حافة الهاوية.

اللغز الأول، كما يقول فيرغسون في مقال له بموقع “بلومبيرغ” (Bloomberg) الأميركي، يتعلق بقول الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوع “بتوتر” للصحفيين إن الجيش يعتقد أن هذه الزيارة ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي، ويبدو أن هذا لم يغير رأي بيلوسي.

وتساءل الكاتب عن السبب في أن يستغرق الجيش الأميركي 3 أشهر لمعرفة أن هذه الزيارة ليست فكرة جيدة، قائلا إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لم تكن سيئة قبل أسبوع واحد فقط؛ فقد كانت تايوان نقطة الاشتعال الرئيسة في الحرب الباردة الثانية منذ أن تدهورت العلاقات الصينية الأميركية بشكل حاسم قبل أكثر من 4 سنوات.

تحذيرات صينية معتادة

وأشار الكاتب إلى تحذير الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس الماضي من أن “حماية السيادة الوطنية للصين وسلامة أراضيها بحزم تعكس الإرادة الراسخة لأكثر من 1.4 مليار صيني…. أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها”. ومع ذلك، قال إن مثل هذه التحذيرات الصينية ليست جديدة، “وقد شهدناها مرات عدة في 1954-1955، و1958، و1995-1996”.

أما اللغز الثاني فهو: لماذا يرغب فريق الأمن القومي لبايدن في تكرار تجربة 1996 (الصراع حول تايوان بين إدارة كلينتون والصين) في حين أنه غارق في مجابهة “الغزو” الروسي لأوكرانيا؟

وقال إن جزءا من التفسير يتمثل في أن إدارة بايدن لا تزال ملتزمة بأن تكون أكثر تشددا بشأن الصين من سابقتها، نظرا إلى الاعتقاد داخل الحزب الديمقراطي بأن التشدد ضد الصين أمر مهم لكسب الانتخابات الوشيكة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وضع مختلف تماما عن 1996

لكنه قال إن العام الحالي ليس هو عام 1996؛ فقيادة الصين الحالية لديها نظرة مختلفة جدا عن قيادتها في 1996، القيادة الحالية أكثر “تشددا” من الناحية الأيديولوجية وتختلف تماما عن تلك القيادة التي كانت تميل إلى البراغماتية الاقتصادية في فترة ما بعد 1989، كما أن الاقتصاد الصيني يعاني اليوم من آلام تباطؤ حادة، ومثل هذه الأزمة تزيد الحافز للصراع مع الولايات المتحدة بدلا من أن تقللها، كذلك فإن الرئيس شي بحاجة ملحّة إلى مصدر جديد لشرعية الحزب الشيوعي الصيني الآن بعد أن لم يعد النمو الاقتصادي قادرا على توفيرها.

اقرأ ايضاً
الشرطة السودانية تفرّق مظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة في الخرطوم وأم درمان

وأضاف فيرغسون أن الصين اليوم أقوى عسكريا منها في عام 1996، ففي ذلك العام لم يكن لدى بكين أي وسيلة لإغراق حاملات الطائرات الأميركية، واليوم لديها صواريخ تمكنها من فعل ذلك، وفي عام 1996 كانت قعقعة السيوف النووية خدعة، واليوم ليست كذلك.

يبثون الخوف وسط الناس

واللغز الثالث هو ما قالته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأسبوع الماضي من أن بعض مسؤولي إدارة بايدن يخشون من أن “القادة الصينيين قد يحاولون التحرك ضد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي خلال العام ونصف العام المقبل، ربما بمحاولة قطع الوصول إلى كل مضيق تايوان أو جزء منه؛ الذي تمر عبره السفن البحرية الأميركية بانتظام”، مضيفا أنه لا يعرف هؤلاء المسؤولين، “فقد يكونون ممن يميلون إلى بث الخوف وسط الناس”، أو “ربما يعرفون شيئا لا نعرفه”.

واللغز الأخير هو أن الإدارة الديمقراطية تسير في مسار تصادمي لم يكن لسابقتها المجازفة به على الإطلاق، فإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فعلت كثيرا مما أزعج بكين، ليس أقله فرض الرسوم الجمركية التي يبدو أن إدارة بايدن لا تستطيع رفعها.

ترامب لم يصل إلى حافة الهاوية

وقال الكاتب “ومع ذلك، لم يصل ترامب إلى حافة الحرب بشأن تايوان”، وحكى أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون كتب في مذكراته أن ترامب كان يحب الإشارة إلى طرف قلمه ويقول “هذه تايوان”، ثم يشير إلى الطاولة الراسخة في المكتب البيضاوي ويقول “هذه الصين”.

كذلك قال ترامب لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري “تايوان على بعد قدمين من الصين، ونحن على بعد 8 آلاف ميل. إذا شنوا حربًا، فليس هناك شيء يمكننا القيام به”.

وفي مارس/آذار الماضي أجرى ترامب محادثة هاتفية مع لاعب الغولف المحترف جون دالي، قال الكاتب إن مؤرخي المستقبل سيقتبسونها، إذ قال ترامب خلالها، في إشارة إلى بوتين، “كأنهم يخافون منه. كما تعلم، كان صديقا لي، لقد تعاملت معه بشكل رائع. أقول: فلاديمير، إذا فعلت ذلك (أي هاجمت أوكرانيا)، فإننا سنضرب موسكو… هذا كل ما أحتاج إليه لوقفه”.

وأضاف ترامب أن بوتين لم يفعل أي شيء خلال وجوده بالبيت الأبيض “كما يعلم الجميع”، وأضاف أن الرئيس الصيني كذلك لم يزعجه، لأنه قال له ما قاله لبوتين.

وأوضح ترامب “ستكون تايوان هي التالية. لن يكون لديكم أي رقائق كمبيوتر، سيزيلونها من وجه الأرض”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى