كلفت ملايين الدولارات.. حملة إسرائيلية لإزاحة رشيدة طليب من سباق الكونغرس
واشنطن – تواجه النائبة الأميركية من أصول فلسطينية رشيدة طليب محاولات لإزاحتها خارج الكونغرس عن طريق هزيمتها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الدائرة 12 بولاية ميشيغان والتي تجري اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
ويخوض عدة منافسين ديمقراطيين معركة الانتخابات التمهيدية، منهم جانيس وينفري المشرعة المحلية بمدينة ديترويت، والنائبة السابقة عن الولاية شانيل جاكسون، وكيلي غاريت عمدة قرية لاثروب.
ونالت المرشحة جانيس وينفري دعم منظمة “أيباك” (AIPAC)، أكبر منظمات اللوبي اليهودي في أميركا وأقواها، في محاولة لهزيمة طليب.
وتتقدم طليب في استطلاعات الرأي المحلية في الانتخابات التي يضمن الفائز بها فوزا سهلا على المرشح الجمهوري في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم، إذ إن الدائرة تاريخيا ديمقراطية ومضمون الفوز فيها للمرشح الديمقراطي.
وكانت منظمة أيباك قد كثفت جهودها خلال الأشهر الأخيرة سعيا لهزيمة منتقدي إسرائيل في الكونغرس، وعلى رأسهم النائبة رشيدة طليب وزميلتها من ولاية مينيسوتا النائبة إلهان عمر ذات الأصول الصومالية.
وتواجه النائبتان المسلمان التقدميتان والمعروف عنهما تبني مواقف تغضب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، انتخابات تمهيدية داخل الحزب الديمقراطي تحيط بها حملة قوية قامت بها أيباك عن طريق دعم منافسيهما بملايين الدولارات.
وستجري انتخابات ولاية مينيسوتا التمهيدية الثلاثاء القادم المواقف التاسع من أغسطس/آب الجاري.
ويجري التجديد لأعضاء مجلس النواب الأميركي عبر انتخابات تجري كل عامين، ويفسح الفوز في الانتخابات التمهيدية الطريق أمام إلهان عمر ورشيدة طليب لخوضهما السباق الانتخابي التشريعي في نوفمبر/تشرين الثاني القادم في مواجهة مرشحي الحزب الجمهوري للحفاظ على مقعديهما في مجلس النواب.
دخول مفاجئ
وأدت تطورات مختلفة داخل الحزب الديمقراطي خلال السنوات الماضية إلى بروز التيار اليساري التقدمي بزعامة السيناتور بيرني ساندرز.
ومثل فوز النائبة المسلمة المحجبة إلهان عمر في انتخابات ولاية مينيسوتا، ورشيدة طليب في ولاية ميشيغان في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ثم فوزهما مرة أخرى في انتخابات 2020 دليلا على قوة تيار التغيير داخل المعسكر الديمقراطي.
وتواجه النائبتان المسلمتان تحديات واسعة منذ وصولهما لمجلس النواب سواء ما يتعلق بخلفيتهما الاستثنائية أو مواقفهما السياسية غير التقليدية بالمعايير الأميركية خاصة مواقفهما الرافضة بقوة للممارسات التعسفية والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
ولم تتوقف اتهامات اللوبي الإسرائيلي للنائبتين طليب وعمر عند مواقفهما المتعلقة بالحقوق الفلسطينية، بل ذهبت آلة اللوبي القوية لاتهامهما بـ”العداء للسامية”، ولم تنجح هذه الضغوط في إخراجهما المبكر من العملية السياسية.
حملات تشويه
وضمن محاولاتها لإقصاء طليب من المشهد السياسي، جمعت أحد اللجان المالية لـ”بي إيه سي” (PAC) الداعمة لمرشحين تدعمهم منظمة أيباك ملبغ 12 مليون دولار خصصته لشن هجمات على منتقدي إسرائيل في مجلس النواب.
ويقول المتحدث الرسمي لهذه اللجنة باتريك دورتون، “لقد أصبح من الواضح تماما أن معاداة إسرائيل سيكون لها تأثير سلبي على فرص نجاح المرشحين للكونغرس”.
ووفقا لدورتون، فإن تلك “الآراء المتطرفة” المعادية لإسرائيل تسربت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى السياسة بطريقة تهدد الدعم التاريخي والحزبي لإسرائيل في الكونغرس.
ويؤكد أن موقف أيباك واضح، فمن المهم مواجهة المرشحين المناهضين لإسرائيل في الانتخابات التمهيدية عبر منعهم من الوصول للمرحلة النهائية من السباق الانتخابي.
وأنفقت أيباك أكثر من مليون دولار لدعم جانيس وينفري، السياسية الأميركية السوداء بمدنية ديترويت، ولهزيمة طليب.
وتتبع اللجنة المنبثقة من أيباك تكتيكا يتهم النائبة طليب بتجاهل احتياجات الأفارقة الأميركيين، والتركيز على حقوق الفلسطينيين. ويروج منافسو طليب أن الدائرة الانتخابية الفقيرة تأمل أن يكون لديها مرشح ليس لديه قضايا تشتته عن المطالبة بحقوق المواطنين من أصول أفريقية.
تحالفات جيدة
ولم يتوقف هجوم منظمة أيباك على النائبة رشيدة وفق الطرق التقليدية المتعلقة بتشويه صورتها وسجلها بين الناخبين، بل ذهبت -وعلى غير عادتها- لتشكيل تحالف مع جماعات من الأميركيين الأفارقة الذين يمثلون أغلب الناخبين في الدائرة 12 بولاية ميشيغان.
وهناك بالفعل قلق وسط الناخبين الأميركيين الأفارقة منبعه غياب وجود أي نائب أسود من أصل أفريقي يمثل منطقة ديترويت لأول مرة منذ عقود، وأن الولاية بأكملها قد لا يكون لها ممثل أسود واحد في الكونغرس.
وتدافع النائبة رشيدة طليب عن سجلها في الكونغرس بقوة، وتروّج طليب لإنجازات أخرى إضافة لموقفها الصلب في معارضة السياسات الإسرائيلية، مثل إنشاء مراكز خدمة الأحياء للمساعدة في معالجة القضايا التي تواجه ناخبيها الحاليين.
وقامت طليب بحملات لزيادة مخصصات تشريعات إصلاح البنية التحتية الأميركية لتركّز على مشروعات داخل دائرتها خاصة ما يتعلق بمد الطرق والجسور وبرامج رعاية الأطفال.
ولا يقتصر استهداف أيباك للمرشحين الرافضين للسياسات الإسرائيلية على النائبة طليب، إذ تستهدف كذلك النائب اليهودي التقدمي آندي ليفين.
وقبل أيام زار السيناتور بيرني ساندرز ميشيغان، وشارك في فعاليات انتخابية لدعم النائب ليفين والنائبة طليب في مواجهة منافسيهما المدعومين من منظمة أيباك.