اخبار العالم

الأطفال يحمون الآباء من «كورونا» الحاد


توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين لديهم أطفال صغار في المنزل قد يكونون أقل عرضة من غيرهم للإصابة بـ«كوفيد-19» الحاد، الناتج عن فيروس «كورونا».
ويجلب الأطفال نزلات البرد إلى المنزل من المدرسة ويعطونها لوالديهم، ويعتقد أن تلك العدوى ذات المستوى الأدنى قد تحمي في نهاية المطاف الأم والأب من أسوأ حالات «كوفيد-19»؛ حيث إن كلاً من نزلات البرد الشائعة و«كورونا المستجد»، من فيروسات عائلة «كورونا»، لذا فإن النظرية التي تبنتها الدراسة المنشورة في 27 يوليو (تموز) الماضي بدورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، تقول إن الإصابة بأحدهما قد يوفر بعض الحماية من الآخر.
يقول الباحث الرئيسي الدكتور ماثيو سولومون، طبيب القلب في قسم الأبحاث في مستشفى أوكلاند شمال كاليفورنيا، في تقرير نشرته شبكة «هيلث داي»: «إحدى الفرضيات التي تبرر وجود قطاعات لم تعانِ من (كوفيد-19)، هي أنه ربما أن الأشخاص الذين أصيبوا كثيراً من نزلات البرد في السنوات القليلة الماضية قد يكون لديهم بعض المناعة المتراكمة للتعامل مع (كوفيد-19)، ومن ثم إما أنهم لم يصابوا بالعدوى على الإطلاق، أو أصيبوا بنوع خفيف فقط».
ويضيف: «هذه الفكرة عن نوع المناعة المتراكمة لها صدى حقيقي لدى كثير من الناس، وفكرنا أنه ربما يمكننا البحث في قاعدة بياناتنا، ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحديد إشارة لذلك».
وقام سولومون وزملاؤه بمسح السجلات الطبية لأكثر من 3 ملايين بالغ، من فبراير (شباط) 2019 حتى يناير (كانون الثاني) 2021، ووجدوا أن البالغين الذين ليس لديهم أطفال وأصيبوا بـ«كوفيد-19»، كانوا أكثر عرضة بنسبة 49 في المائة لدخول المستشفى، و76 في المائة أكثر عرضة للبقاء في وحدة العناية المركزة، مقارنة بمرضى «كوفيد-19» الذين لديهم أطفال بعمر 5 سنوات أو أقل.
وتم إجراء الدراسة قبل توفر لقاحات «كوفيد-19»، لذلك لا يستطيع الباحثون معرفة تأثير التطعيم على أي مناعة محتملة قد تمنحها نزلات البرد.
أيضاً، قال سولومون إن مجرد إصابتك بنزلات البرد من أطفالك لا يعني أنك أو أنهم لن يصابوا بـ«كوفيد-19»، وقال إن التطعيم يبقى أفضل حماية. وأضاف: «إنجاب الأطفال الصغار لا يمنح الحماية المطلقة، دراستنا توحي فقط بهذا التأثير، وهذه قطعة صغيرة من أحجية كبيرة جداً يعمل العلماء على حلها، وهي: لماذا يصاب بعض الأشخاص بـ(كوفيد-19) بشكل سيئ للغاية، والبعض الآخر لا يصاب به، وهذه مجرد قطعة صغيرة من قضية معقدة للغاية».
وقال خبير الأمراض المعدية الدكتور مارك سيجل، الذي لم يكن جزءاً من الدراسة، إن فكرة أن فيروس «كورونا» يمكن أن يحميك من آخر ليست جديدة، وتقدم هذه الدراسة بعض الأدلة على أنها قد تكون صحيحة، وشدد على أن الدراسة لا تظهر أنك لن تصاب، قد لا تكون إصابتك شديدة فقط.
وأضاف سيجل -وهو أيضاً أستاذ الطب السريري في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك- أن الدراسة تدعم فكرة أنه «كلما زادت المناعة، كان ذلك أفضل».
ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت أي مناعة تمنحها نزلات البرد الشائعة تنطبق على جميع سلالات «كوفيد-19»، وخصوصاً السلالات الحالية الأكثر عدوى، وتشمل هذه المتغيرات الفرعية من «أوميكرون» «BA.4» و«BA.5»، كما أوضح سيجل.
وأشار سيجل إلى أن «أفضل حماية هي التطعيم ضد (كوفيد-19)، وتطعيم أطفالك أيضاً»، وأكد أن التعرض لفيروسات «كورونا» المختلفة قد يساعد في توفير مستوى من المناعة تقلل من شدة «كوفيد-19»، ويعد ذلك جنباً إلى جنب مع التطعيم والعدوى السابقة مزيجاً جيداً لتقليل الشدة، ولا يعني ذلك أننا لسنا بحاجة إلى لقاحات أكثر تركيزاً أو مكثفة، ولا يعني ذلك أن اللقاح الحالي ليس مفيداً، فالمناعة هي ما يهم بغض النظر عن كيفية الحصول عليها.



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى