الاخبار العاجلةسياسة

مخاوف من خروجها عن السيطرة.. مناورات صينية “لردع تايوان وحلفائها”

خاص- قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها عازمة على “دعم سيادة وحراسة الأرض” وتقف متيقظة بلا كلل “من أجل حماية الدولة”. وأضافت في تغريدة عبر تويتر “لا نسعى للتصعيد بل نكرس أنفسنا للحرية والديمقراطية واستقرار وأمن المنطقة المحيطة بنا”.

يأتي هذا التصريح على خلفية بدء أكبر مناورات عسكرية صينية في محيط جزيرة تايوان التي استقبلت مساء الثلاثاء رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.

وقد هددت بكين بـ “عواقب وخيمة” نتيجة هذه الزيارة للجزيرة ذات الحكم الذاتي، والتي تزعم الصين أنها تخصها. وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” المحلية، في افتتاحية لها “الإجراءات الصينية المضادة لن تكون لمرة واحدة، بل هي مزيج من الإجراءات طويلة المدى والحازمة والمتقدمة بشكل مضطرد”.

000 32FY2KM
مناورات عسكرية صينية مكثفة قبالة تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي (الفرنسية)

تدريبات تطوّق تايوان

يقدّر المحللون أن التدريبات ستكون أكبر من تلك التي أجريت عام 1996 في الفترة التي سبقت إعادة انتخاب الرئيس التايواني لي تنغ هوي الذي زار الولايات المتحدة قبلها بعام.

وتتركز التحركات العسكرية الأخيرة في مناطق ستة:

  • منطقة التدريبات الشمالية الغربية في جزيرة بينغ تان، وهي أضيق جزء من مضيق تايوان، ويمكن لجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) نشر قواته لإغلاق المدخل الشمالي لمضيق تايوان.
  • أما منطقتا المرين شمال تايوان، فيمكنهما إغلاق ميناء كيلونغ مباشرة.
  • منطقة التدريبات بالجزء الشرقي من جزيرة تايوان، وتستهدف مباشرة قاعدتي هوالين وتايتونغ العسكريتين في تايوان، مما يشكل موقفًا أماميًا للهجوم.
  • تمارين أخرى جنوب شرق جزيرة تايوان تجعل شبه جزيرة كنتينغ مستهدفة، حيث مضيق باشي.
  • منطقة التمرين جنوب غرب تايوان بالقرب من كاوشيونغ وزويينغ، مما يعني أن التدريبات بأكملها تمثل حالة تطويق لهذه الجزيرة.

ردع القوى الخارجية

يقول الباحث في الأكاديمية البحرية تشانغ جون شي إن العديد من التدريبات السابقة لجيش التحرير الشعبي أجريت في الغالب على طول ساحل البر الرئيسي، لكن منطقة هذه التدريبات عبرت ما يسمى “خط الوسط” وأحد أهدافها ردع القوى الخارجية.

وأشار، في مداخلة لصحيفة محلية، إلى أن “منطقة التمرين الشمالية متاخمة لمنطقة أوكيناوا اليابانية، والجزء الجنوبي ملاصق لمضيق باشي، مما يشكل مخططًا إستراتيجيًا يرفض القوى الخارجية”.

اقرأ ايضاً
109 ملايين إصابة بفيروس كورونا عالميا.. وضغوط جديدة على الصين

في حين يرى سونغ تشونغ بينغ، وهو معلق عسكري من هونغ كونغ، أن جيش التحرير الشعبي سيحاصر الجزيرة إذا اضطر إلى ذلك في حرب لاحقة. وأضاف للجزيرة نت أن الهدف من هذه التدريبات هو الاستعداد للقتال العسكري مع تايوان.

US House Speaker Nancy Pelosi departs Taiwan
زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان شكلت تصعيدا كبيرا بين واشنطن وبكين (الأناضول)

خروج عن السيطرة

وتتزايد المخاوف من أن الوضع سريع الحركة يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عرضية قد تخرج عن نطاق السيطرة.

وبينما تقول بكين إن التدريبات العسكرية “ردع صارم” ضد الولايات المتحدة بشأن تايوان و”تحذير جاد” لمؤيدي استقلال الجزيرة، فإن وزارة الدفاع التايوانية تؤكد أنها “سترد بشكل مناسب في الوقت المناسب” متهمة الصين “بتقويض السلام والاستقرار الإقليميين”.

ويعتقد معظم المحللين أن تحركات الصين قد لا تهدد بشكل مباشر القوات البحرية الأميركية بالمنطقة، إلا أنها قد تزيد من احتمالية حدوث أخطاء في الحسابات، وتزيد أيضًا من احتمالية رد تايوان على ما تسميه تايبيه “الاستفزازات الخطيرة”.

ويشير الخبير في الشؤون العسكرية تينغ هونغ إلى أن التدريبات العسكرية الصينية ستجلب ضغوطًا كبيرة على الجيش التايواني.

وأوضح -للجزيرة نت- أن ضعف الثقة بين جانبي المضيق ونقص الخبرة في التعامل مع الأزمات قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في حال وقوع حادث طفيف.

حدود الرد

ورغم حفاظها على العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع بكين، فإن الولايات المتحدة هي الداعم الدولي الأكثر أهمية لتايوان، وهي ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.

ويعلق رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو بالقول إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول في كل منطقة أن تحظى بالكعكة لنفسها.

وأضاف -في حديث للجزيرة- أن واشنطن، التي اعترفت بالجمهورية الصينية عام 1979، عليها أن تختار بين هذا الاعتراف وبين الاعتراف بتايوان.

وحول حدود رد الفعل الصيني إزاء ما تعتبره بكين استفزازا أميركيا، أورد غاو إمكانية طرد سفير واشنطن من بكين، والإحجام عن مساعدة الولايات المتحدة في قضايا اقتصادية، مؤكدا أن بكين مستعدة للدفاع عن سياسة “صين واحدة” مهما كان الثمن.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى