شهيدة غزة آلاء قدّوم.. بأي ذنب قتلت؟
طالت آلة القتل الإسرائيلية في عدوانها المتواصل على قطاع غزة الطفلة آلاء قدّوم بينما كانت تلهو أمام منزلها في حي الشجاعية بمحيط مسجد أبو سمرة شرق مدينة غزة حين قصفت طائرات الاحتلال المنطقة دون سابق إنذار.
اخترقت شظية أحد الصواريخ التي أطلقتها طائرات الاحتلال رأس آلاء ابنة الـ5 سنوات فسقطت على الفور، لتصبح أصغر من التحق بركب الشهداء خلال العدوان.
مشاهد العدوان الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/أيار 2021 كانت مطبوعة في ذاكرة الطفلة الشهيدة التي لم يرد ببالها أنها ستكون ضحية عدوان آخر يشنه جيش الاحتلال بعد أكثر من عام.
آلاء كانت على موعد تنتظره بترقب وشوق وفرحة تغمرها هي وعائلتها بقرب التحاقها بالروضة، تتأمل بسعادة مريولها الذي سترتديه، وحقيبتها، وأدواتها التي ستحملها إلى أولى عتبات التعليم، لكن العدوان وأد تلك الفرحة في نفس آلاء وعائلتها بصاروخ أعمى.
وقع الجريمة
وقع الجريمة الإسرائيلية كان شديدا على أم آلاء التي لم تصدق مصابها الجلل، فهي تبحث في زوايا البيت عن صغيرتها ظنا منها أنها تنصت لحكايات جدتها التي تلح دوما عليها لتقصها عليها، تنادي مرة أخرى من نافذة بيتها لعلها تلهو مع بنات الجيران، لكن لا مجيب، فقط عبارات المواساة ترد عليها.
يقول رياض قدّوم جد الشهيدة آلاء إن حفيدته كانت “تستعد للالتحاق بالروضة، وطلبت منا حقيبة وملابس جديدة”.. ثم يستدرك متسائلا من هول الفجيعة “بأي ذنب قتلت هذه الطفلة البريئة؟!”، داعيا العالم أجمع إلى “توفير الحماية لشعبنا من بطش الاحتلال”.
لفظت آلاء أنفاسها الأخيرة في مستشفى الشفاء، ولف جثمان الشهيدة الغض بعلم فلسطين وحملها جدها من المستشفى للصلاة عليها في المسجد العمري بغزة ثم إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وحمل الوالد جثمان ابنته خلال تشييعها إلى مثواها الأخير.
آلاء ليست الطفلة الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي يستهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جريمة حرب جديدة تضاف إلى قائمة جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ولا يكف عن تكرارها مطمئنا إلى الصمت الدولي كما جرت العادة.
وفي إطار ردود الفعل الإسرائيلية على الجريمة نشر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي حمد الطيبي صورة للشهيدة آلاء على صفحته في فيسبوك، وكتب تحتها “الشهيدة آلاء عبد الله قدوم (5 سنوات) أولى ضحايا العدوان والحرب على غزة، جريمة حرب”.
أما الفنان الفلسطيني محمد السباعنة فعبر عن غضبة برسم صورة للشهيدة آلاء، معلقا “آلاء قدوم.. سيذكر شعبك اسمك يا بريئة، طفلة شهيدة عمرها 5 سنوات من غزة قتلها الاحتلال في بيتها بصاروخ”.
ليست الأولى
ومع كل تصعيد وعدوان إسرائيلي على قطاع غزة يضع الاحتلال الأطفال ضمن قائمة أهدافه الأولى كما كان عدوان مايو/أيار 2021 حين ارتقى 232 فلسطينيا كان منهم 65 طفلا.
وبلغ عدد الشهداء الأطفال في فلسطين منذ عام 2000 حتى نهاية العام الماضي 2230 شهيدا، منهم 315 طفلا ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009، و546 ارتقوا خلال عدوان عام 2014.
وفي عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/أيار 2021 والذي استمر 11 يوما كان أطفال فلسطين على رأس قائمة “بنك الأهداف الإسرائيلي”، حيث ارتقى 72 طفلا جراء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية منازلهم بكل وحشية، لدرجة أن بعض العائلات أبيدت بكامل أفرادها كعائلات أبو حطب، وأبو عوف، واشكنتنا، والقولق.
وتعج الذاكرة الفلسطينية بآلاف الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، مثل الرضيعة إيمان حجو في قصف دبابات الاحتلال خان يونس عشوائيا سنة 2001، ومحمد الدرة الذي استهدفه جنود الاحتلال وهو يحتمي بحضن والده في شارع صلاح الدين بالقطاع سنة 2000، إضافة إلى الجرائم التي اقترفها المستوطنون، بما في ذلك جريمة إحراق وقتل الطفل المقدسي الشهيد محمد أبو خضير، وجريمة إحراق عائلة دوابشة داخل منزلها في قرية دوما جنوب مدينة نابلس.