الاخبار العاجلةسياسة

سجال ينتظر حسم انتخابات الكنيست.. هل حققت إسرائيل أهدافها من الحرب على غزة؟

القدس المحتلة- بالتوازي مع ترويج الحكومة الإسرائيلية برئاسة يائير لبيد، لتحقيق أهدافها من العملية العسكرية ضد قطاع غزة، والتي طالت قيادات عسكرية من “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يسود جدل داخلي حول تقييم الهجوم وما حققه سياسا وعسكريا.

وعلى الرغم من التأييد الواسع في أوساط الإسرائيليين للحرب على غزة، فإن هناك تباينا بالمواقف بشأن تحقيق أهداف العملية التي أطلق الاحتلال عليها “بزوغ الفجر” حيث يوصف ما أنجر بـ “النجاح الجزئي” وليس “الانتصار” بسبب عدم الحسم على جبهة غزة، وكذلك بفعل المخاوف التي رافقت المستويين السياسي والعسكري طيلة العملية من سيناريو الانجرار إلى مواجهة شاملة طويلة الأمد في حال انضمام حماس إلى المعركة.

ويجمع محللون على أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة سادتها الضبابية خاصة مع خفض سقف الأهداف، لتجنب الفشل والانتقادات الداخلية خلال سير المعارك.

ويعتقد المراقبون أن “الأهداف المحققة” ورغم الإجماع بالمجتمع الإسرائيلي على دعم العدوان على غزة لم تنعكس على موازين القوى السياسية ونتائج الانتخابات المقررة نهاية العام، بحسب استطلاعات رأي أظهرت التقارب بين معسكر رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو وما يسمّى “معسكر التغيير” الذي يشهد تنافسا خفيا على رئاسته بين رئيس الحكومة المؤقت (لبيد) ووزير الأمن بيني غانتس.

القصف الإسرائيلي بالعدوان الأخير على قطاع غزة خلّف 46 شهيدا فلسطينيا وعشرات الجرحى (الأناضول)

“إنجاز جزئي”

وعلى وقع “تباهي” حكومة لبيد بتحقيق العملية العسكرية على غزة أهدافها، يقول خبير الشؤون العسكرية والأمنية رافع أبو طريف “على المستوى العسكري، يمكن القول إن العملية حققت أهدافها باغتيال قيادات عسكرية من حركة الجهاد الإٍسلامي، لكن هذا يسمّى نجاحا جزئيا وليس حسما أو انتصارا”.

ويعتقد الخبير العسكري، في حديثه للجزيرة نت، أن حركة الجهاد تتمتع بقوة وقدرات عسكرية محدودة مقارنة بحماس وليست صاحبة القرار والسيادة في قطاع غزة، إلا أنها تصدت للعملية العسكرية وتمكنت من قصف العمق الإسرائيلي “وكان واضحا لو أن حماس دخلت المعركة لكانت الحرب شرسة، وعليه اختارت إسرائيل أن تكون الحملة قصيرة خشية الانجرار لحرب شاملة”.

وأوضح أنه على الرغم من الإنجاز الجزئي الذي حققته إسرائيل، لكن الواقع الميداني يشير إلى أن تل أبيب فشلت من ناحية مدنية، حيث خلف القصف عشرات الضحايا من المدنيين الفلسطينيين ومئات الجرحى بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

انتقادات أقل

ورغم الجدل الداخلي في إسرائيل بشأن تقييم المعركة ودوافعها السياسية المرتبطة بانتخابات الكنيست التي ستجري في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يقول أبو طريف “الجيش حقق إنجازا بشنه عملية عسكرية بتوافق وتناغم بين المستويين السياسي والأمني، وبذلك هم يفتخرون”.

اقرأ ايضاً
لماذا تخشى واشنطن من "شراكة دفاعية كاملة" بين روسيا وإيران؟

ويعتقد الخبير بالشؤون العسكرية والأمنية أن هذا التوافق حال دون توجيه الانتقادات للمستوى السياسي أو حتى العسكري خلال سير الحملة العسكرية، خلافا لعمليات عسكرية سابقة على قطاع غزة، على غرار ما حدث مع نتنياهو الذي واجه انتقادات حادة خلال عملية “حارس الأسوار” في مايو/أيار 2021.

ولفت إلى أن إسرائيل تعمدّت إضفاء نوع من الضبابية بشأن نوعية التهديدات التي تشكلها حركة الجهاد قبيل وخلال الحملة العسكرية، وذلك لتجنيد الرأي العام الإسرائيلي وبث روح التفاؤل بالنجاح على المستويين العسكري والسياسي.

قيادات جيش الاحتلال والحكومة يتابعون العدوان على قطاع غزة (الصحافة الإسرائيلية)

معادلة الفصل

وفي تقييمه لنتائج العدوان على غزة، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ارشيد أن إسرائيل ومنذ فشلها في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب على لبنان عام 2006، وما رافقها من تداعيات على الخارطة السياسية والحزبية وصعود معسكر نتنياهو “تتعمد تحديد أهداف متواضعة كي لا تتكشف معالم هزيمتها وفشلها في حسم المعركة تحديدا على جبهة غزة”.

وقال أبو ارشيد، في حديثه للجزيرة نت، إن الهجوم الأخير على غزة نجاح عسكري في نظر الباحثين الإسرائيليين، لكنه لم يعتبر انتصارا حتى باعتراف الجانب الإسرائيلي الذي عزا “نجاح العملية” لعدم تكبد قتلى أو خسائر فادحة بالبنى التحتية.

ويشير أيضا إلى احتفاء الإسرائيليين بالعملية العسكرية لاعتقادهم بأنها مكنت من تثبيت الفصل بين حماس والجهاد الإسلامي، والتوجه نحو تثبيت معادلة التفرد بفصيل فلسطين مقاوم معين، وذلك بعدما كرست هذه المعادلة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما يعتبرونه إنجازا كبيرا.

توظيف الهجوم في معركة الانتخابات

وعلى الصعيد السياسي والهدف الانتخابي من العدوان على غزة، يقول أبو ارشيد “الاعتقاد السائد بالمجتمع الإسرائيلي هو أن لبيد وغانتس نفذا عملية نوعية ناجحة دون خسائر، لكن دون النجاح بالقضاء على المقاومة في غزة أو تقويضها، وعليه سيرافق هذا السجال أيضا الحملة الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، علما بأن غالبية العمليات العسكرية ضد غزة كان لها أهداف انتخابية”.

ويعتقد أبو ارشيد أن المعارضة برئاسة نتنياهو ستوظف الهجوم العسكري الأخير على غزة انتخابيا، وستوجه الانتقادات وتقلل مما تقول الحكومة الانتقالية إنها حققته، والتي بدورها ستحاول قطف “ثمار” العملية العسكرية بالانتخابات، الأمر الذي من شأنه خلف تنافسا بين لبيد وغانتس حيال من يقود معسكر التغيير لتشكيل الحكومة المقبلة.

لكن المحلل نفسه يقلل من احتمال تمكن لبيد من تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، رغم الإجماع الإسرائيلي الداعم للحرب على غزة الذي لا ينعكس على تركيبة الكنيست، بسبب التنافس الخفي مع غانتس وهيمنة نتنياهو على المشهد السياسي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى