بيان سعودي ـ أوزبكي مشترك يؤكد دعم علاقات البلدين في مختلف المناحي
اختتم الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيائيف، زيارة رسمية للسعودية استغرقت يومين، التقى خلالها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حيث عقد الجانبان مباحثات رسمية تكللت بالتوقيع على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف الصعد.
وكان في وداع الرئيس الأوزبكي بمطار الملكِ عبد العزيز الدولي، الأمير بدر بن سلطان أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة، والمهندس خالد الفالح وزير الاستثمار (الوزير المرافق)، وعدد من المسؤولين.
وصدر بيان مشترك في ختام الزيارة، التي جاءت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تتزامن مع مرور الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ففي الشأن الاقتصادي، أكد الجانبان أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء «رؤية السعودية 2030»، واستراتيجية «أوزبكستان الجديدة»، لتحقيق المنفعة المتبادلة للبلدين. كما دعا الجانبان إلى تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير مجالات الاستثمار في ضوء «رؤية المملكة 2030» والأولويات التنموية في أوزبكستان.
ورحّب الطرفان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ونوها بالتعاون القائم عبر اللجنة الحكومية السعودية – الأوزبكية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال السعودي – الأوزبكي. ورحبا بما تم الإعلان عنه من صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية تقدَّر بأكثر من 12.5 مليار دولار.
وفي مجال الطاقة، أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، وتطوير مشروعاتها من مصادرها المتنوعة، وفيما يخص قضايا التغير المناخي، أكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.
كما رحب الجانب الأوزبكي بإطلاق المملكة مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، معرباً عن دعم أوزبكستان لجهود السعودية في مجال التغير المناخي، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون.
وفي الشأن الدفاعي والأمني، بحث الجانبان الفرص المتاحة في مجال التعاون الدفاعي، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة بين البلدين، كما أكدا سعيهما إلى استمرار التعاون الأمني القائم بين البلدين وتعزيزه بما يحقق الأمن والاستقرار فيهما، وفي مجال الرقابة ومكافحة الفساد.
وفي المجال الثقافي، أشار الجانبان إلى أهمية التراث الثقافي المشترك بين البلدين القائم على الروابط الدينية والأخوية. كما أكدا دعمهما لتوسيع العلاقات الثقافية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، واتفقا على تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث والابتكار، وتشجيع العلاقات المباشرة بين الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية في البلدين، وأكدا أهمية تنمية الحركة السياحية في البلدين، واستكشاف ما يزخر به كل بلد من مقومات سياحية.
وأشاد الجانب السعودي بقرار أوزبكستان باستثناء المواطنين السعوديين من تأشيرة الزيارة، مما يسهم في تعميق روابط الصداقة بين البلدين والشعبين، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون بينهما في مجال الاستثمار في القطاع الصحي، ودعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية، واتفقا على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين في المجالات المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات والاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء، وفي مجال النقل. واتفق الجانبان على بحث فرص تطوير التعاون الإعلامي في مجالات الإذاعة والتلفزيون والتبادل الإخباري، وتنسيق الزيارات الإعلامية المتبادلة. كما اتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الزراعة، وسلاسل الإمداد، والأمن الغذائي، والصناعات الغذائية.
وفي الشأن السياسي، تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاه جميع القضايا السياسية، ومواصلة دعمها لتحقيق كل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في أنحاء العالم.
واتفق الجانبان كذلك على أهمية التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وجددا دعمهما الكامل للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، حيث أثنى الجانب الأوزبكي على مبادرة المملكة لإنهاء الحرب في اليمن، وجهود المملكة ومبادراتها الرامية لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، فيما عبّر الجانب الأوزبكي عن إدانته لما تقوم به الميليشيا الحوثية من استهداف للأعيان المدنية والمرافق الحيوية في المملكة، وتهديد ممرات الملاحة الدولية، وعدم تجاوبها مع مساعي الوصول إلى حل سياسي.
ورحب الجانبان بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وأكدا دعمهما الكامل للمجلس والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية.
وتناول الجانبان مستجدات الأوضاع في أفغانستان، حيث اتفقا على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية والمتطرفين فيها.
وفيما يخص الأزمة الروسية – الأوكرانية، عبّر الجانبان عن أملهما في وصول الجانبين الروسي والأوكراني إلى حل سياسي يُنهي الأزمة، ويحقق الأمن والاستقرار، ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي الشأن الدولي، ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون والتشاور المستمر بينهما في إطار المنظمات الدولية والمتخصصة، واتفقا على مواصلة تبادل الدعم والتنسيق في المنظمات والمحافل الدولية.
وقال البيان إن الرئيس الأوزبكي قدم دعوة لخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لزيارة رسمية إلى جمهورية أوزبكستان، حيث أعرب خادم الحرمين الشريفين وولي العهد عن تقديرهما للدعوة التي تلقياها من الرئيس ميرضيائيف، وتطلعهما إلى تلبيتها في الوقت المناسب للجانبين.