الاخبار العاجلةسياسة

موقع روسي: كيف تنظر آسيا الوسطى إلى سياسة روسيا؟

دفعت التعبئة الجزئية التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم عمليات الجيش، إلى تدفق موجات هجرة نحو أراضي الجمهوريات التي تشكلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي تقريره الذي نشره موقع “نيوز” الروسي، قال الصحفي كيريل كريفوشيف إن تدفق الروس إلى أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان كان يعتبر إلى وقت ليس ببعيد أمرا مستحيلا، غير أنه -بسبب السياسة التي تنتهجها روسيا حاليا- بات أمرا واقعا ينبغي التعامل معه.

ظروف ملائمة

وبحسب كريفوشيف، فلم يتم بعد حصر عدد الروس الذين وصلوا إلى أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي، وقال إن هذه الدول الثلاث تستبعد إمكانية بقاء معظم الروس الذين وصلوا إلى أراضيها لفترة طويلة، مرجحةً استخدام “جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفياتي” نقطة عبور فقط إلى وجهة أخرى.

ونقل عن الخبير السياسي الأوزبكي بختيار أليمدغانوف، قوله إن طشقند تعتبر الروس مصدر دخل لا غير، ولا يشكلون أي خطر على الحياة السياسية الداخلية.

كما نقل الكاتب عن العالم السياسي والاقتصادي القرغيزي كوباتبيك رخيموف، تصريحه أن لبلاده بالفعل برنامج “العمل المتنقل”، وهو ما صرّحت به الحكومة، وهو برنامج يسمح للأجانب بالعيش في قيرغيزستان دون تسجيل أو مطالبتهم بتصاريح أخرى.

وعلق على ذلك قائلا “أعتقد أنه يمكننا بسهولة استيعاب ما بين 40 و50 ألف شخص جديد والاستفادة من ذلك”.

وذكر رخيموف أن قيرغيزستان هيّأت ظروفًا ملائمة للروس لقضاء فصل الشتاء في مأمن والبقاء هناك في ظل الوضع المتوتر. مع ذلك، يستبعد رخيموف استقرار أكثر من 10 آلاف روسي هناك.

وقال كريفوشيف إن طاجيكستان تحاول جذب المتخصصين الروس في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى سوق العمل المحلي، ولعل أبرز مثال على ذلك فتح شركة “نوفا سوفت” المتخصصة في تطوير برامج لحماية الطيران باب الترشح لانتداب الروس بشكل فوري.

استفادة

وإلى جانب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، زاد الطلب على الأطباء والمدرسين الروس في العاصمة دوشنبه.

وبالنظر إلى أن كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان أعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، فقد اعتقد الروس المهاجرون في البداية أن هذه البلدان ستسلّمهم إلى روسيا باعتبارهم حلفاءها العسكريين، لكن تبيّن العكس.

اقرأ ايضاً
القيادة السعودية تهنئ الملك تشارلز باعتلائه عرش بريطانيا

وذكرت وسائل الإعلام الأوزبكية أنه فيما يتعلق بزيادة عدد الوافدين الروس، فإن مسألة إقامتهم تنظمها تشريعات وأحكام قانونية ثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك تسليم  مطلوبين، مشيرا إلى أن مواطني الدول الأجنبية الذين لم يرتكبوا جرائم مُعفَون من الترحيل القسري.

وبحسب كريفوشيف، فإن الخبير الروسي في شؤون آسيا الوسطى أركادي دوبنوف يرى أن أفواج الروس المهاجرين نحو تلك البلدان “تحول تاريخي مثير للاهتمام”، مبرزا أن أحفاد من أسسوا الإمبراطورية السوفياتية يجنون ثمار عمل آبائهم وأجدادهم.

تجنيد

وأقرّ كيريل كريفوشيف بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لها تداعيات أخرى على أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، تتعدى حدود تدفق الروس.

وأوضح بأنه بالتزامن مع التعبئة الجزئية في روسيا، أُطلق برنامج جديد يسمح للأجانب -ومن بينهم العمال المهاجرون- بتوقيع عقد عسكري براتب، مع الحصول على بعض الامتيازات من بينها التمتع براتب شهري مرتفع للغاية طوال فترة الخدمة العسكرية، إلى جانب فرصة الحصول على جواز سفر روسي بشكل سريع.

حيال هذا الشأن، قال رئيس اتحاد المهاجرين في روسيا فاديم كوزينوف إن “هذا العرض المزدوج لا يمكن أن يفشل في جذب المهتمين بالانضمام إلى صفوف الجيش الروسي. ومنذ بداية التعبئة، نتلقى عشرات الاتصالات من الراغبين في المشاركة في البرنامج، وتم استدعاء مجموعة من مواطني طاجيكستان الذين يمتلكون خبرة قتالية”.

وأشار كوزينوف إلى أن سفارات البلدان الثلاثة -أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان- نشرت بيانات ذكّرت فيها مواطنيها بأن المشاركة في نزاع عسكري إلى جانب دولة أجنبية يعتبر جريمة.

وتطرق أركادي دوبنوف إلى القمة غير الرسمية التي جمعت بين زعماء بلدان رابطة الدول المستقلة التي عُقدت في سان بطرسبورغ مؤخرا، وألمح إلى إجراء محادثات حول إرسال المهاجرين من عدد من تلك البلدان للمشاركة في العملية العسكرية الروسية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى