الاخبار العاجلةسياسة

بين تزكية السعدون ومنافسة الغانم.. من الرئيس الجديد لمجلس الأمة الكويتي؟

الكويت- بعد أن اختار الشعب الكويتي ممثليه في مجلس الأمة المقبل 2023، من خلال الانتخابات التي جرت في السادس من يونيو/حزيران الجاري، يُنتظر أن يختار أعضاء المجلس رئيسا لهم، ليقوم بدوره في إدارة الجلسات وحفظ النظام داخل المجلس، والإشراف على جميع أعمال المجلس وتمثيل المجلس في اتصاله بالهيئات الأخرى، وتنظيم الحوار داخل الجلسات.

ويختار أعضاء المجلس في أول جلسة رئيسا ونائبا للرئيس من بين الأعضاء الـ50، وإذا خلا مكان أحد منهما، يختار المجلس من يحل محله إلى نهاية مدته ويكون الانتخاب في جميع الأحوال بالأغلبية المطلقة للحاضرين، على أن يرأس الجلسة الأولى لحين انتخاب الرئيس أكبر الأعضاء سنا.

وحتى الآن لم يعلن الترشح بشكل صريح لرئاسة مجلس الأمة، سوى أحمد السعدون، الذي يبدو أنه يحظى بتأييد أغلبية أعضاء المجلس الحالي، في حين يشير البعض إلى إمكانية ترشح رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم للمنصب، رغم أنه لم يعلن بشكل رسمي عن ذلك، إذ اكتفى -في حفل استقبال ناخبيه في مقره الانتخابي- بالإعلان أنه سيعمل من أي موقع لخدمة الشعب وتلبية طموحاته سواء كان نائبا أو رئيسا للمجلس. فمن سيكون الرئيس المقبل لمجلس 2023؟

 

المفاجآت واردة

في هذا السياق، يرى النائب السابق محمد الدلال، أن إعلان أحمد السعدون ترشحه لمنصب رئيس مجلس الأمة، لا يعني عدم ترشح آخرين خلال جلسة الثلاثاء المقبل، وفقا لما كفله الدستور الكويتي واللائحة الداخلية لمجلس الأمة بالترشح قبل عملية التصويت. وفي حال لم يترشح أحد سوى السعدون، ستذهب رئاسة المجلس له بالتزكية.

وبالنسبة لمرزوق الغانم، يرى الدلال أنه رغم عدم إعلانه للترشح، تبقى الفرصة قائمة حتى تاريخ جلسة الثلاثاء المقبل، لكنه قد لا يضمن الأغلبية، ومع ذلك فالأمر متروك لعملية التصويت في الجلسة المقبلة.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الدلال أن هناك أمرا مرتبطا بعملية انتخاب رئيس مجلس الأمة، وهو الموقف الحكومي الذي كان في المجالس السابقة له دور كبير في حسم عملية انتخاب رئيس مجلس الأمة، لكن الحكومة في مجلس 2022 “المبطل”، تركت التصويت للأعضاء بدون أي تدخل، وقال “ولا ندري هل ستقف نفس الموقف في الجلسة المقبلة، لأن هذا الأمر غير واضح حتى الآن”.

وعن رئاسة مجلس الأمة، قال الدلال إنها تعني تنظيم شؤون الجلسة، “وإذا كان الرئيس قادرا على الإشراف والإدارة بشكل منضبط فسيكون هناك إنتاج واضح للأعضاء”، متوقعا أن تكون جلسات المجلس الأولى هادئة، لكن بعد ذلك قد يكون هناك أجواء مشحونة بين الحكومة والبرلمان، وهذا سيكون تحديا أمام رئاسة المجلس، وفق قوله.

اقرأ ايضاً
مقال بواشنطن بوست: هذه الأسئلة الأكثر إلحاحا التي ستجيب عنها انتخابات التجديد النصفي

وتابع البرلماني السابق “كما أن أمام الرئيس دور كبير يتطلب تحقيق التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، من خلال التواصل مع الحكومة والقيادة السياسية، وهذه الأدوار إذا تم تفعيلها بشكل جيد فسيكون لها انعكاس إيجابي، ويبقى أداء الحكومة وقدرة النواب على التعاون مع الحكومة هو من سيحدد مصير رئاسة المجلس وكيفية عملها”.

فرصة الغانم

بدوره يرى الناشط السياسي عبد العزيز سلطان أن إعلان أحمد السعدون ترشحه بشكل رسمي لمنصب رئيس مجلس الأمة، لا يعني حسم الأمر بشكل نهائي لمصلحته، موضحا أنه خلال جلسة 20 يونيو/حزيران الجاري التي سيترأسها أكبر الأعضاء سنا وهو فهد الحبيني، سيسأل الأعضاء عن الترشح، وقد تكون هناك مفاجآت غير متوقعة.

وتوقع سلطان أنه إذا أعلن رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم ترشحه، فسيكون ضامنا للفوز بالرئاسة، لكن إذا لم يترشح فقد يكون السبب بأن لديه اعتقاد بحل قريب لمجلس 2023، على حد قوله.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف سلطان أن إدارة رئيس مجلس الأمة ستؤثر على الجلسات، فلكل رئيس توجهه وفكره الخاص، وقد تم تجربة أحمد السعدون في مجلس 2022 الذي تم إبطاله من قبل المحكمة الدستورية، وتعطلت الجلسات لمدة 6 أشهر ولم يتم إنجاز أي شيء، وتم عقد 5 جلسات وكان يرفع الجلسات بشكل مباشر بعد 5 دقائق بسبب عدم حضور الحكومة، قبل أن تقدم استقالتها.

وأشار إلى أن “الحكومات المتلاحقة كانت تبني تشكيلها بناء على تركيبة مجلس الأمة، وعلى إدارة رئيس المجلس، وحتى الآن الوضع مبهم، فالحكومة لم تتشكل بعد مع وجود معلومات برفض عدة أعضاء من مجلس الأمة الدخول في التشكيل الوزاري، كوزير محلل، وهذا معناه -إذا استمر الأمر- أن الحكومة لن تتشكل، وأن أعضاء مجلس الأمة الحالي اتفقوا على هذه الخطوة للضغط على رئيس مجلس الوزراء”.

يذكر أن اللائحة الداخلية لمجلس الأمة تنص على أن يتألف المجلس من 50 عضوا يُنتخبون بطريق الانتخاب العام السري المباشر. كما يعتبر الوزراء غير المنتخبين أعضاء في هذا المجلس بحكم وظائفهم، ولا يزيد عدد الوزراء جميعا على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة.

وتعاقب على رئاسة مجلس الأمة، منذ تأسيسه 9 رؤساء هم: عبد اللطيف ثنيان الغانم، عبد العزيز حمد الصقر، سعود عبد العزيز عبد الرزاق، أحمد زيد السرحان، خالد صالح الغنيم، محمد يوسف العدساني، أحمد عبد العزيز السعدون، جاسم محمد الخرافي، فضلا عن مرزوق الغانم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى