الاخبار العاجلةسياسة

كاتب أوكراني: كييف تخوض حربا ضد عدوين.. هل تنتصر؟

هناك مقولة متداولة منذ عام 2014، تفيد بأن أوكرانيا تخوض حربا ضد عدوين في آن واحد، هما روسيا والفساد.

ويرى أوريسيا لوتسفيتش، رئيس منتدى أوكرانيا في تشاتام هاوس، في مقال له بصحيفة الغارديان (the Guardian) البريطانية أن ما شهدته أوكرانيا مؤخرا من استقالات لمسؤولين رفيعي المستوى يسلط الضوء على المعركة التي تخوضها كييف لتثبت للعالم أن أوكرانيا ليست دولة فاسدة كما تحاول روسيا أن تصورها للعالم.

وعن خطورة العدوين الخارجي المتمثل في الغزو الروسي والداخلي المتمثل في الفساد، يقول لوتسفيتش إن الغزو الروسي المدمر يشكل تهديدًا وجوديًّا لأوكرانيا، لكن الفساد يقوّض المقاومة الفعالة للغزو الروسي كما يعيق طموحات أوكرانيا لبناء علاقات وثيقة مع الدول الأوروبية، لذلك يرى أن القضاء على الفساد أصبح يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لكييف.

ويشير الكاتب الأوكراني إلى أن روسيا تسعى إلى تقويض الثقة الدولية في الحكومة الأوكرانية، وتأمل أن يقود ذلك إلى إبطاء تدفق المساعدات الغربية والحد من الدعم السياسي الغربي لأوكرانيا.

وما فتئ الكرملين يردد دعايته التي تقول إن أوكرانيا بلد غير قابل للإصلاح ويستشري فيه الفساد، وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب له قبل الغزو، إنه بالرغم من جهود هيئات مكافحة الفساد الأوكرانية فإن “الفساد ظل مزدهرا في البلاد، وما زال في كامل ازدهاره، أكثر من أي وقت مضى”.

اقرأ ايضاً
وزير حوثي يتوعد دول التحالف بنيران الجحيم فيما اسماه العام الثامن للصمود

فساد رغم الحرب

وقد شهدت أوكرانيا الأسبوع الماضي فضيحة فساد تورط فيها مسؤولون بارزون، هي الأولى منذ الغزو الروسي للبلاد، حيث كشفت وثائق رسمية مسربة عن عقد شراء أغذية مبالغ فيه بقيمة 350 مليون دولار وقعته وزارة الدفاع الأوكرانية. كما اتُّهم نائب وزير البنية التحتية، فاسيل لوزينسكي، بسحب أموال من ميزانية المساعدات المرصودة للتوزيع في فصل الشتاء.

وقال الكاتب إن فضائح الفساد تلك جعلت كل الأنظار تتجه نحو أوكرانيا لمعرفة رد فعل حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي ووكالات إنفاذ القانون على عمليات الفساد تلك، مشيرا إلى أن استقالة نائب وزير الدفاع، فياتشيسلاف شابوفالوف، كانت بداية جيدة وغير مسبوقة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار كونه لم يتورط شخصيا في صفقة الفساد على الأرجح.

ويرى لوتسفيتش أن الجانب الإيجابي فيما حدث هو تضافر جهود وسائل الإعلام الأوكرانية المستقلة والمجتمع المدني لكشف الفساد حتى في وقت الحرب، وكذلك الجهود الرسمية الرامية لمحاربة الفساد.

وخلص الكاتب إلى أن معركة أوكرانيا مع الفساد لم تنته بعد، وأن كثيرين قد أخطؤوا في تقدير قوة رد فعل الحكومة الأوكرانية المناهضة للفساد وحجم التغيير الذي استطاعت أن تحققه خلال السنوات الثماني الماضية، تماما كما أخطؤوا من قبل بشأن قدرتها على مقاومة الغزو الروسي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى