الاخبار العاجلةسياسة

المفاوضات النووية.. ما حقيقة التنازلات الإيرانية والأميركية عن مطالب حساسة؟

خاص- على النقيض من طهران التي واظبت على سرية المفاوضات النووية منذ بداية الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا أفاد الإعلام الأميركي نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن بأن إيران قدمت تنازلات في قضايا حساسة من أجل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي.

ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤول أميركي أن إيران تخلت عن مطلب رئيس آخر يتعلق بالتفتيش النووي مع استمرار المفاوضات، موضحا أن التقارير التي تفيد بأن واشنطن قبلت أو تدرس تنازلات جديدة لإيران خاطئة بشكل قاطع.

وفي الجانب الإيراني، نفى مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي تقديم بلاده تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن نص الاتفاق المحتمل سيكشف للعالم الجهة التي تخلت عن معظم مطالبها في مفاوضات فيينا النووية.

%D9%85%D8%B1%D9%86%D8%AF%D9%8A 1%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
مرندي نفى تقديم بلاده تنازلات لإحياء الاتفاق النووي (الصحافة الإيرانية)

تنازلات أميركية

وأوضح مرندي للجزيرة نت أن الجانب الأميركي قدم تنازلات كبيرة منذ بداية المفاوضات النووية، ولا سيما في ما يخص الضمانات بعدم الانسحاب مجددا من الاتفاق النووي أو نقض مفاده.

وأكد أن طهران نجحت في الحفاظ على إنجازاتها التقنية والبنى التحتية في منشآتها النووية في ضوء تخلي الولايات المتحدة عن مطلبها بتفكيك جوانب من البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف مرندي أن “النص الذي تتم دراسته هذه الأيام قد شهد تغييرا جذريا على شتى الصعد مقارنة بالمطالب الأميركية قبل 8 أشهر، ولا سيما بشأن إبقاء طائفة من عقوباتها على إيران، حيث وافقت واشنطن في نهاية المطالب على رفع العقوبات عن طهران”.

وردا على سؤال عما إذا كانت طهران قد تخلت بالفعل عن مطالبها بإغلاق القضايا الخلافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض إنه لن يتم تنفيذ أي اتفاق محتمل قبل إغلاق هذا الملف.

ووصف مرندي الحديث الأميركي عن تنازلات إيرانية في المفاوضات النووية بأنه هروب إلى الأمام، ويأتي في سياق تهيئة الرأي العام الأميركي، ولإقناع معارضي الاتفاق النووي في الولايات المتحدة.

الحرس الثوري وقائمة الإرهاب

وأکد مرندي أن شطب اسم الحرس الثوري من “قائمة المنظمات الإرهابية” لم يكن شرطا إيرانيا مسبقا لإتمام الاتفاق النووي، لكنه ربط بين إبقاء بلاده القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في قائمتها للمنظمات الإرهابية وبين إزالة الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وكان محمد جمشيدي مساعد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية قد كشف أن شطب اسم حرس الثوري من قائمة الإرهاب كان اقتراحا أميركيا في الأساس.

اقرأ ايضاً
نيوزويك: من مهندس مناطيد المراقبة الصينية التي تؤرق أميركا؟

وكتب جمشيدي في تغريدة على تويتر “لقد اقترحت الولايات المتحدة من جديد إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب على أن تنسى إيران قتلة القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، لكن إيران رفضت هذا المقترح”، مضيفا أن واشنطن تقدمت 3 مرات أخرى بمقترح لتأمين قواتها لكنها تراجعت في نهاية المطاف بعد أن رفضت إيران جميع هذا المقترحات، على حد قوله.

من ناحيته، اعتبر الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني إبداء المرونة من قبل أطراف التفاوض من أساسيات أي عملية تفاوضية لتقريب وجهات النظر، مؤكدا أن بلاده لم تتخل عن مطالبها في المفاوضات النووية وإنما أخرجت بعضها -ومنها شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية- من المسار التفاوضي لمتابعته خارج إطار الاتفاق النووي.

وفي حديث للجزيرة نت، رأى أصلاني أن المفاوضات النووية ترمي إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها في خطة العمل المشتركة التي انسحبت منها عام 2018، وأن عودتها إلى الاتفاق النووي تشكل أكبر تراجع عن مطالبها بتوسعته ليشمل سياسات طهران الإقليمية وبرنامجها الصاروخي.

أصلاني يقول إن مورا يحمل مبادرة بخصوص شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية (الجزيرة)
أصلاني: طهران التزمت بعدم تسريب أي شيء عن التنازلات الأميركية (الجزيرة)

مرونة ومبادرات

وعن سبب المرونة الإيرانية مؤخرا في المفاوضات النووية، قال الباحث أصلاني إن طهران حققت جزءا كبيرا من مطالبها التي لطالما تشبثت بها طوال الفترة التفاوضية في فيينا.

وأضاف “كان الأحرى بالجانب الأميركي أن يتحدث عن التوصل إلى حلول بشأن الهواجس الإيرانية بدلا من وصفها بأنها تنازلات عن مطالب حساسة”، مؤكدا أن المبادرات التي تقدمت بها كل من إيران والاتحاد الأوروبي ساهمت في تقريب وجهات النظر بشأن قضية الضمانات الأميركية ونطاق العقوبات التي يجب رفعها عن الشعب الإيراني ولا يمكن وصفها تراجعا إيرانيا عن مطالبها الأساسية.

واستدرك أصلاني أن طهران التزمت بعدم تسريب أي شيء عن التنازلات الأميركية حرصا منها على إنجاح المفاوضات وإحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن الخلاف بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسي ونابع من الخلاف بين طهران وواشنطن، وأن إحياء الاتفاق النووي سيبدد هذه القضايا الخلافية.

وختم بالقول إن طهران على استعداد للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها تشترط عدم تسييس الملف والحرص على حلحلة القضايا التقنية بعيدا عن مزاعم وادعاءات أعداء الاتفاق النووي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى