مقال في ميديابارت: كفاكم نفاقا.. أفرجوا عن أموال أفغانستان
بعد مرور عام على الهزيمة العسكرية الساحقة للولايات المتحدة بأفغانستان والاستيلاء السريع على السلطة من قبل طالبان، يدفع 40 مليون أفغاني اليوم ثمنا باهظا لعواقب 40 عاما من الحرب على أراضيهم، بداية من غزو الاتحاد السوفياتي عام 1979 إلى حرب واشنطن بين 2001 و2021، ولا أحد يمد يد العون إلا إيماءات إنسانية صغيرة غير كافية.
بهذه المقدمة توج موقع “ميديابارت” (Mediapart) الفرنسي مقالا لفانينا روشيتشيولي رئيسة مجموعة إعلام ودعم المهاجرين “جيستي” (Gisti)، بالاشتراك مع فلور ترسيرو، رئيسة منظمة “محامون للدفاع عن حقوق الأجانب” (ADDE)، أوضحتا فيه أن المجتمع الدولي فجأة تخلى -أو كاد- عن أفغانستان التي تحتضر بين يديه، حيث 58% من السكان يتضورون جوعا، وفق برنامج الغذاء العالمي، وحيث وفيات الأطفال هي الأعلى بالعالم.
أموال مجمدة
وتساءلت الكاتبتان هل يمكن أن ندع الشعب الأفغاني يموت لأن من يحكمه الآن أشخاص متدينون؟ وهل تُعقل التضحية بشعب بسبب أن طالبان عرفت كيف تستغل عدم كفاءة خصومها الغربيين الذين غضوا الطرف لسنوات عن الديمقراطية المضللة أو الفساد المؤسسي الذي يتعارض مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية؟
وأشارتا إلى أن الدولة الأفغانية تمتلك نحو 10 مليارات دولار جمدتها واشنطن في بنوكها بحجة أنها يمكن أن تستخدم لتعويض ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، رغم أنه لا يوجد دليل على أن طالبان شاركت في ذلك، وإذا أعيدت هذه الموارد لأفغانستان فستكون هناك فرصة لاستخدامها لمحاربة المجاعة وشراء البذور واستيراد الأدوية.
لذلك لا يوجد سبب في ظل هذه الظروف -وفق الكاتبتين- للاستمرار في معاقبة شعب ترزح شرائحه الحديثة تحت وطأة الدكتاتورية، لأن سيطرة طالبان على السلطة المركزية لا تغير كثيرا في حياة الناس.
منفيون خانهم الاتحاد الأوروبي
واختتمت الكاتبتان مقالهما بالتذكير بالتباين الواضح بين ردة فعل الأوروبيين وقت سيطرة طالبان على كابل، وسلوكهم تجاه الأوكرانيين، فلم تمض 3 أيام (على سيطرة طالبان) حتى أعلن مجلس وزراء الداخلية الأوربيين بأنه “يجب ألا ننتظر وصول الناس إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. هذا ليس حلا. يجب أن نمنعهم من التحرك”.
ولئن تبنى المجلس علنا أنه “سيعزز دعمه للبلدان الثلاثة المجاورة لأفغانستان وبلدان العبور التي تستضيف عددا كبيرا من المهاجرين واللاجئين، فإنه لم يفرج عن الأموال الموعودة، وقد كذب، وفق ما تقوله الكاتبتان. وسيصاب بالذهول في الأشهر أو السنوات القادمة، إذا رأى نزول عشرات الآلاف عند حدوده، كثمن لازدرائه الأفغان.