الاخبار العاجلةسياسة

سريلانكا أصبحت ساحة معركة بين الصين والهند

يقول موقع “ناشونال إنترست” (The National Interest) الأميركي إن سريلانكا أصبحت ساحة معركة بين الصين والهند في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية بين بكين ونيودلهي، وإن وصول سفينة صينية تسيرها الأقمار الصناعية أثار الكثير من القلق في المنطقة.

وأوضح الموقع في تقرير له أنه قبل أشهر فقط، عندما كانت سريلانكا تحت نظام الحكم السابق، لم يكن وصول سفينة صينية يثير نفس القدر من الاهتمام الذي يثيره حاليا.

وأضاف أن الحكومتين الهندية والأميركية ضغطتا بشدة على سريلانكا لإلغاء وصول الصين إلى الميناء، الأمر الذي أثار حفيظة الصينيين. وكانت وزارة الخارجية السريلانكية قد أذعنت في البداية لهذا الضغط. وكانت الهند قلقة من أن السفينة لديها القدرة على التجسس على المؤسسات العسكرية الهندية في المنطقة.

تراجع سريلانكي أثار مخاوف من النفوذ الصيني

لكن سريلانكا عكست مسارها بسرعة وسمحت للسفينة الصينية بالرسو لأغراض “التجديد” اعتبارا من 16 أغسطس/آب الحالي، مما أثار المخاوف بشأن النفوذ الصيني على سريلانكا.

وقال الموقع إن هذا التراجع يُعتبر ضربة للهند ويثير مخاوف أمنية وأسئلة جديدة حول الثقة في العلاقات الثنائية بين الهند وسريلانكا.

وأضاف أن وصول سفينة صينية لم يكن أول استفزاز لإغضاب الهند. ففي عام 2014، رست سفينتان صينيتان وغواصة وسفينة حربية في ميناء حاويات أنشأته الصين في كولومبو عاصمة سريلانكا. وأدت الكثافة المتزايدة لزيارات السفن العسكرية الصينية لسريلانكا إلى إبقاء الهند في حالة تأهب مستمرة، مما زاد من تآكل العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات ثقافية وعرقية تاريخية قوية. كما اعترضت الهند بشدة عام 2014 على إنشاء شركة صينية لصيانة الطائرات في سريلانكا.

سياق مختلف

ومع ذلك، يختلف سياق رسو السفينة الصينية هذه المرة في ميناء سريلانكي. فأولا، يحدث ذلك على خلفية العلاقات الهندية الصينية المتوترة. وثانيا، يحدث في ظل وقوف الهند بحزم إلى جانب سريلانكا خلال أزمتها المالية المستمرة، بدون أي توقعات.

اقرأ ايضاً
بعد مظاهرات غاضبة واقتحام مجلس النواب.. هدوء حذر في طرابلس ومدن عدة وحركة الاحتجاج الليبية تهدد بالتصعيد

ومع ذلك، من وجهة نظر سريلانكا، من المفهوم أن الدولة التي تعاني من ضغوط مالية غير مسبوقة ستضطر إلى الامتثال للضغوط الصينية، كما أن الميناء الذي رست به السفينة الصينية يخضع بالفعل للسيطرة الوظيفية الصينية بعد أن حصلت بكين على عقد إيجار لمدة 99 عاما.

وأورد الموقع أن الهند وضعت درعا من الأقمار الصناعية ضد السفينة الصينية قبل أن ترسو في ميناء سريلانكا، إذ نشرت 4 أقمار وسفينة حربية لمواجهة التهديدات الأمنية بشكل استباقي، ونشرت أيضا قمرين صناعيين يُعتبران أعين البحرية الهندية في المحيط الهندي، الأقمار الصناعية لاستطلاع التصوير بالرادار الهندي، وقمر استطلاعي، بالإضافة إلى سفينة حربية للاتصالات في بحر العرب.

حقيقتان جيوسياسيتان

وعلق الموقع بأن حادث رسو السفينة الصينية سلط الضوء على حقيقتين جيوسياسيتين مهمتين تلعبان في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهما: على الرغم من إحجامها وعدم رغبتها، فإن الدول الصغيرة سوف تنجر إلى سياسات القوى العظمى، وإن المحيط الهندي أصبح مسرحا مركزيا في المنطقة، وفي هذا المجال، سيتم اختبار قدرات الهند وصنع القرار، رغم تبنيها لسياسة المحيطين الهندي والهادي التي تتوافق مع الإستراتيجية الغربية.

كذلك، وبعد ترسيخ الصين مكانتها في مسرح المحيط الهادي، أصبحت الآن تركز بشكل واضح على المحيط الهندي في جهودها لمواجهة الإستراتيجية الغربية المشتركة بين المحيطين الهندي والهادي. ونظرا لأن الحرب في أوكرانيا والجهود التي تقودها أميركا لدفع الصين نحو تايوان تؤدي إلى انقسامات أعمق بين الدول، فإن جهود الصين لإخراج منطقة المحيطين الهندي والهادي عن مسارها ستؤدي إلى مزيد من المنافسة، والدول الصغيرة مثل سريلانكا، كما يتضح، ستقع في المنتصف.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى