موظفة في غوغل سعت لإجهاض صفقة مع إسرائيل: الشركة تُخرس الأصوات العربية والمسلمة
أعلنت موظفة في شركة غوغل سعت لإجهاض صفقة بين الشركة وإسرائيل عن استقالتها من منصبها، متهمة الشركة باتباع ممارسات عدائية ضد موظفيها الذين يعبرون عن آرائهم بشأن سياساتها.
ووفق تقرير بصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، فقد أعلنت أرييل كورين مديرة التسويق في قسم المنتجات التعليمية في غوغل -في مذكرة وجهتها لزملائها- عن نيتها مغادرة الشركة نهاية الأسبوع، وقالت إن “غوغل تُخرس بشكل ممنهج الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التي تشعر بالقلق إزاء تواطؤ الشركة في الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان الفلسطيني، إلى درجة الانتقام رسميا من الموظفين وخلق بيئة من الخوف” في الشركة.
وقد بذلت كورين -التي تعمل في الشركة منذ 7 سنوات- جهودا حثيثة خلال ما يربو على العام للاعتراض على إتمام مشروع “نيمبوس”، وهو صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار عقدتها شركتا غوغل (Google) وأمازون (Amazon) مع إسرائيل لتزويد جيشها بأدوات الذكاء الاصطناعي وخدمات الحوسبة الأخرى، الأمر الذي قد يستخدم لإلحاق الأذى بالمواطنين الفلسطينيين وفق الصحيفة.
وعملت كورين على توزيع الالتماسات الرامية لإلغاء الصفقة، وسعت إلى التأثير على المديرين التنفيذيين، كما تحدثت إلى المؤسسات الإعلامية ضمن جهودها لحمل غوغل على إعادة النظر في الصفقة.
وأشار تقرير نيويورك تايمز إلى أن كورين قالت إنها تلقت إنذارا مفاجئا من إدارة غوغل في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي بنقلها إلى ساو باولو في البرازيل في غضون 17 يوما، مع التأكيد على إلزامية القرار، إذ ستفقد وظيفتها إذا لم توافق عليه.
وعارضت كورين -وهي يهودية أميركية- صفقة “نيمبوس” التي دخلت حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2021 وتستمر لمدة 7 سنوات بعد الإعلان عنها في أبريل/نيسان 2021، لأنها كانت قلقة من أن تكنولوجيا الشركة يمكن أن تساعد الجيش الإسرائيلي في مراقبة الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم.
وأوضح التقرير أن 15 موظفا آخر في غوغل نشروا شهادات صوتية على يوتيوب أمس الثلاثاء طالبوا فيها الشركة بعدم العمل مع إسرائيل، وانتقدوا معاملتها للفلسطينيين والرقابة التي تفرضها على الموظفين الذين يدعمون القضية الفلسطينية، وقد تزامنت تصريحاتهم مع إعلان كورين استقالتها من الشركة.
وقالت شانون نيوبيري المتحدثة باسم “غوغل” إن الشركة تحظر الانتقام في مكان العمل، وإن دعوى الموظفة قد تم التحقيق فيها بدقة كما تفعل الشركة عند إبلاغها بأي مخاوف.
وأوضح تقرير نيويورك تايمز أن الاتهامات التي وجهتها كورين لشركة غوغل هي الحلقة الأحدث في سلسلة أحداث مماثلة اتهم خلالها موظفون الشركة بالانتقام منهم بسبب أنشطة تعترض على سياساتها، فقد استقالت موظفتان في عام 2019 إثر معاقبة الشركة لهما بعد تنظيم إضراب عن العمل في عام 2018 للاحتجاج على سياسات سوء السلوك الجنسي فيها.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن سمعة غوغل المتزايدة في معاقبة الموظفين الذين ينتقدونها علنا تعد تغيرا ملحوظا في سياساتها التي لطالما أعلنت دعمها ثقافة الشفافية والصراحة في مكان العمل، ورحبت بالحوار الداخلي، وشجعت الموظفين على مناقشة قرارات المديرين التنفيذيين في الاجتماعات.