الاخبار العاجلةسياسة

استياء وإحباط.. ما صحة وجود خلافات بين معسكري بايدن وأوباما؟

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية أن الجو المرح الذي يميز لقاءات الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه باراك أوباما، ربما يخفي وراءه توترا كبيرا بين بعض عناصر الدوائر المحيطة بالرئيسين المنتميين للحزب الديمقراطي.

وقالت الصحيفة إن بعض الموالين لبايدن يشعرون بالاستياء لأن أوباما لم يُلق بثقله وراء مشاريع الرئيس الحالي، كما أنه لا يقدره كما يجب.

بالمقابل، يشعر مؤيدون لأوباما بالإحباط من حرص مساعدين لبايدن على التباهي باستمرار بنجاحهم في تجنب الأخطاء التي وقع فيها طاقم عمل أوباما في مجالات عدة بينها عدم الترويج لإنجازات الرئيس كما يجب.

وسبق لبايدن أن صرح في مارس/آذار 2021 بأن أوباما كان “متواضعا للغاية” فيما يخص أخذ الوقت الكافي للاستمتاع بـ”جولة النصر” بعد إقرار حزمة الإنقاذ عام 2009، موضحا أن الديمقراطيين دفعوا ثمنا لذلك في انتخابات التجديد النصفي لعام 2010.

Former U.S. President Barack Obama and former first lady Michelle Obama react during the unveiling of their official White House portraits, painted by Robert McCurdy and Sharon Sprung, respectively, in the East Room of the White House, in Washington, U.S., September, 7, 2022. REUTERS/Evelyn Hockstein
صورتا أوباما وزوجته ميشال ستعلقان على جدران البيت الأبيض (رويترز)

محبة أم غطرسة؟

كما أن المزحة التي ألقاها أوباما خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع بايدن في أبريل/نيسان الماضي عندما زار البيت الأبيض لأول مرة منذ خروجه منه زادت الطين بلة. وقد خاطب أوباما وقتها سلفه قائلا “السيد نائب الرئيس جو بايدن” مثلما كان يفعل خلال ولايته الرئاسية، وهو ما واجهه بايدن بابتسامة وبأداء تحية عسكرية لأوباما.

وفي حين رأى الجميع في اللقطة مشهدا يشرح عمق العلاقة بين الرئيسين، رأى بعض مؤيدي بايدن أن اللقطة أوضحت -عن قصد أو عن غير قصد- جزءا من “الغطرسة” التي يمارسها أوباما ضد خلفه، وتأكيدا لمشاعر عدم الاحترام التي يمارسها بعض مساعدي أوباما ضد الرئيس الحالي للولايات المتحدة.

اقرأ ايضاً
خبراء: الرد الصيني على زيارة بيلوسي سيكون عميقا وبعيد المدى

وعلى الرغم من أن الكل يرى التفاهم الكبير بين بايدن وأوباما، يشمل الأسرتين أيضا، إلا أن مساعدين للرئيس الحالي -بحسب واشنطن بوست- يقولون إن هناك اختلافات كثيرة بين الرجلين، تفرضها الفجوة العمرية بينهما (19 عاما)، والفجوة المهنية، حيث خدم بايدن كعضو بمجلس الشيوخ لمدة 36 عاما، في حين خدم أوباما لأقل من 4 سنوات.

كما أن الرجلين يختلفان في أسلوب التفكير والحديث إلى الناس، حيث يعتبر أوباما خطيبا مفوها قادرا على التعبير بعمق عن أفكاره، بينما يعتبر بايدن نموذجا للسياسي المرن الماهر القادر على الخروج عن النص متى أراد ذلك.

اختلافات يقول البعض إن آثارها ظهرت بجلاء في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2008، حيث خاطب بايدن منافسه أوباما ساخرا بقوله “لديك أوصاف أول أميركي من أصل أفريقي يتسم بالبساطة والذوق والنظافة ولطف المظهر”، وهو التصريح الذي اعتذر عنه في وقت لاحق.

U.S. President Joe Biden and former U.S. President Barack Obama embrace after they spoke about the Affordable Care Act and Medicaid at the White House in Washington, U.S., April 5, 2022. REUTERS/Leah Millis
لقاءات بايدن وأوباما لا تكاد تخلو من مزاح وابتسامات (رويترز)

لا توتر

ورفض مسؤول بالبيت الأبيض الحديث عن وجود أي توتر بين معسكري الرئيسين بايدن وأوباما.

وقالت المسؤولة الصحفية بالبيت الأبيض كارين جان-بيير إن الرئيس بايدن وزوجته سعيدان جدا بحدث قدوم الرئيس السابق أوباما وزوجته ميشال للبيت الأبيض لإزاحة الستار عن صورتيهما “البورتريه” اللتين ستعلقان على جدران البيت الأبيض.

كما نقلت واشنطن بوست عن مستشارين لأوباما أنه مسرور للغاية لرؤية سلسلة النجاحات التشريعية الأخيرة التي حققها بايدن.

وإذا كان هناك خلاف في الآراء بشأن وجود نوع من التوتر بين معسكري الرئيسين، فلا أحد يختلف في أن عودة أوباما وزوجته للبيت الأبيض لرفع الستار عن صورتيهما المعلقتين بالبيت الأبيض شكلت فرصة أخرى لإظهار متانة العلاقة بين الرجلين وأسرتيهما.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى