الاخبار العاجلةسياسة

لماذا كانت الـ140 سنة الماضية هي الأكثر أهمية في تاريخ البشرية؟

أكد براد ديلونغ، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا ببركلي الأميركية، في كتابه “السير بتراخ نحو اليوتيوبيا” (Slouching Towards Utopia)، أن الـ140 سنة ما بين 1870 و2010 كانت أكثر الأعوام أهمية في تاريخ البشرية.

وحرص الكاتب على القول في حوار مع صحيفة فوكس (VOX)، إن شيئا مذهلا حدث خلال تلك الفترة استعصى على البشرية طوال المدة التي سبقتها.

واشتهر ديلونغ بمؤلفاته العديدة في المجال الاقتصادي، وبمدونته الاقتصادية المقروءة على نطاق واسع.

وذكر في الحوار أن التقدم التكنولوجي بعد 1870 جلب وفرة ورفاهية غير مسبوقة خاصة بالنسبة لسكان الدول الغنية، لكنه في المقابل لم ينجح في تحقيق ما كان مرجوا منه بشكل كامل.

الصورة ليست مثالية

وذلك هو ما جعل صحيفة “فوكس” تقول إن ديلونغ اختار أن يعنون كتابه بـ”السير بتراخٍ نحو اليوتوبيا”، وليس “تحقيق اليوتوبيا”، حيث إن التغير السريع في حياة سكان الدول الغنية تسبب في صراع وعدم استقرار دائم. وتبدو الصورة أسوأ بالنسبة لسكان الجنوب، حيث حُرمت المجتمعات المضطهدة من عائدات الثروات الاقتصادية لبلدانها، لأسباب مختلفة.

ويوضح ديلونغ في الحوار أن النخب كانت قبل 1870 تكتفي بإدارة آلية القوة والسيطرة ضد الفلاحين، حتى تتمكن من حصد عائد الثروة لفائدتها، ويؤكد في المقابل -وهو المؤمن بالمذهب الماركسي الذي يشدد على أن المحرك الحقيقي للتاريخ هي قوى الإنتاج وتفاعلاتها مع المجتمع- أن الفترة ما بين 1870 و2010 هي الأكثر أهمية؛ لأنها شهدت تغييرا هائلا حدث بسبب التغير التكنولوجي مقارنة بالفترات السابقة.

اقرأ ايضاً
صحيفتان بريطانيتان: هل تندلع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل؟

30 عاما

وشدد الكاتب على أن أهم ما يميز الـ140 سنة التي درسها هي مرحلة 1945-1975، وهي الفترة التي شهدت تعافي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من آثار الحرب العالمية الثانية، وتمكن العالم الغربي من بناء اقتصادات قوية، والتأسيس لدول رفاهية حققت معدلات إنتاج سريعة جدا، لكن مع حفظ بعض التوازن مع الطبقة العاملة التي استفادت أيضا من بعض نصيبها من الثورة، قبل أن ينهار هذا النظام لاحقا.

وفي رده على سؤال بشأن إمكانية العودة إلى نظام الثلاثين سنة المجيدة (1945-1975) وتحقيق نسب نمو كبيرة، شدد ديلونغ على أن تراجع نسب النمو خطأ وخطر، خاصة مع وجود عشرات الملايين ممن يستحقون تلبية رغباتهم في العيش في ظروف أفضل.

كما تحدث عن خطورة ما يجري في مجال المناخ، ودعا للتعامل مع الوضع بكثير من الحذر والحكمة، فالتقليص من نسبة الكربون المرتفعة مثلا ضرورة قصوى، لكن أيضا يجب الانتباه إلى أن البشرية لو عادت إلى مستوى تكنولوجيا عام 1900 فهي دون شك ستخفض نسبة كبيرة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون (قد تصل إلى ثلث أو ربع ما تصدره المصانع حاليا)، لكنها في المقابل ستصدر كميات هائلة من الملوثات الأخرى.

أيضا بالنسبة لزراعة الأراضي واستصلاحها لأجل “دعم” مليارات البشر، فمع التكنولوجيا الحديثة الأمر متيسر مع تسجيل إخفاقات كبرى، لكن من دون التكنولوجيا الحالية فالحاجة ستكون ضرورية لعدد كبير جدا من المزارعين والمهنيين المتخصصين، وستتعقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أكثر خاصة بالنسبة لدول الجنوب.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى