الاخبار العاجلةسياسة

لوموند: نحن هنا في الجحيم.. ضحايا فيضانات باكستان متروكون لمصيرهم

إنهم كغريبي الأوطان في ملجئهم هذا، فلا ظل يحتمون به من أشعة الشمس الحارقة، والحياة لا تطاق، “نحن هنا في الجحيم؛ فلا طعام نسد به رمقنا، والبعوض لكثرته يحرمنا النوم طيلة الليل”، هكذا تنقل موفدة صحيفة “لوموند” (Le Monde) لإقليم السند بباكستان مشاعر رحيمة حاكي زادي (70 عامًا)، ملخصة بذلك مصير ضحايا الفيضانات العارمة التي اجتاحت هذه المنطقة.

وعن بداية ما حدث، تنقل كارول ديتريتش عن بيارو خان -الذي فر في منتصف الليل من قريته- قوله: “كنا خائفين من الغرق، بعد أن وصل الماء إلى أكثر من متر”، ويضيف رحيم باكس، وهو مزارع من قرية قريبة، “استمر الماء في الارتفاع، ولم نغادر إلا عندما بدأ منزلنا يتصدع”، فالناس اضطروا لمغادرة منازلهم على عجل ولم تترك لهم سرعة الفيضانات فرصة لإنقاذ أي شيء.

هكذا تبدو أحوال ضحايا الفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من باكستان أغسطس/آب الماضي، لقد تحولت إلى طوفان حقيقي بعد أن شهدت مقاطعة السند وحدها 7 أضعاف الأمطار المعتادة، وفقًا لبيانات من إدارة الأرصاد الجوية الباكستانية.

وتضيف ديتريتش أن الأطفال منهكون، والذباب يغطي وجوههم الهزيلة، وبكاءهم يسمع في كل مكان، وقد فقدوا أوزانهم، وبدأت جلودهم تتجعد بشكل مخيف.

وهنا تنقل الموفدة عن أميدان ماجسي -سيدة حامل في شهرها التاسع وتحمل طفلها الأصغر البالغ من العمر عامين بين ذراعيها- “طفلي الصغير جائع، لا حليب ولا طعام للأطفال”، فالوجبات هنا تقتصر على قطعة من خبز “شاباتي” لكل فرد من أفراد العائلة، وفقا لماجسي.

اقرأ ايضاً
قرارات ضد المرأة قد تفقد طالبان مليار دولار أميركي عام.. هل يردعها سلاح المساعدات الدولية؟

ومما فاقم المعاناة، وفقا لديتريتش، هو أن الفيضانات دمرت جزءا كبيرا من البنى التحتية، مما أدى إلى إبطاء وصول المساعدات والإغاثة، فقد تضرر أكثر من 6 آلاف كيلومتر من الطرق وأكثر من 200 جسر في جميع أنحاء البلاد.

وقد قدرت باكستان، التي تمر بالفعل بأزمة اقتصادية كبيرة، الأضرار الناجمة عن هذا الطوفان بأكثر من 10 مليارات دولار، كما وجهت إسلام آباد -بالاشتراك مع الأمم المتحدة- نداء عاجلا للحصول على تبرعات قيمتها 160 مليون دولار لتمويل خطة طوارئ لـ6 أشهر قادمة تهدف إلى توفير الخدمات الأساسية للمتضررين.

وحذرت الكاتبة من أن الوضع الإنساني يمكن أن يتدهور أكثر، مبرزة أن السند وحدها شهدت تسجيل أكثر من 134 ألف حالة إسهال و44 ألف حالة إصابة بالملاريا خلال الشهرين الماضيين، فضلا عما يقرب من 100 لدغة ثعبان.

وتقول الموفدة إن بعض المتضررين بدؤوا يعودون لبيوتهم المدمرة بعد أن يئسوا من الحصول على المساعدات، فبالرغم من الخطر، عادت حميدة ماجسي (قروية تبلغ من العمر 35 عامًا) لبيتها المدمر، وتقول إنها لم تعد تتوقع شيئًا من السلطات “إننا هنا نعتمد على جهودنا الذاتية، وننتظر لطف الله بنا”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى