الاخبار العاجلةسياسة

غارديان: بعد رحيل إليزابيث الثانية.. أهوال الإمبراطورية وحقائقها المؤلمة تتكشف

أثارت وفاة الملكة إليزابيث الثانية -التي تربعت على عرش المملكة المتحدة 7 عقود جرت خلالها أحداث كثيرة- موجة من التعليقات في المواقع الإلكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي تستذكر الإرث المؤلم للاستعمار البريطاني وما عانته بعض الشعوب المستعمَرة في عهد الملكة الراحلة.

وفي هذا الصدد، ترى الكاتبة الصحفية أفوى هيرش أن التاريخ سيتذكر الحقبة الحالية بصفتها لحظة فاصلة في تاريخ بريطانيا وذلك لسببين رئيسيين؛ أحدهما لكونها شهدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والآخر ما تلا ذلك الحدث من تصاعد لأصوات الشعوب المستعمرة باسم التاج البريطاني.

وتشير هيرش في مقال لها بصحيفة “الغارديان” (the Guardian) البريطانية إلى أن رحيل الملكة أثار موجة من الذكريات المروعة في وسائل التواصل الاجتماعي حول إرث المملكة الذي ترفض بريطانيا الاعتراف به.

وتضرب هيرش أمثلة على ذلك الإرث من قبيل ما ارتكبته المملكة المتحدة من جرائم في جنوب أفريقيا؛ منها نهب الأراضي والألماس الذي ما زال يزين تاج الملكة، إلى جانب معاناة الناس في كينيا جراء العنف الذي مارسته حكومة الملكة بالرغم من أن الاحتفال بعهدها قد بدأ من هناك.

أما في نيجيريا فما زالت آثار الجروح الغائرة التي خلفتها الإبادة الجماعية، التي وقعت بعد عقد من بداية حكمها شاخصة للعيان. وفي بريطانيا، ما زالت الأقليات تتذكر حقبة إليزابيث من خلال ما شهدته من العنصرية التي سُمح لها بالازدهار في ظل حكمها.

وتقول الكاتبة في مقالها إن المؤسسة الملكية تمكنت من إخفاء الأهوال التي ارتكبتها الإمبراطورية البريطانية طوال حكم الملكة إليزابيث الثانية، لكن حان الآن وقت الكشف عن الحقائق المؤلمة.

وتشير إلى أن أصوات الشعوب التي استُعمرت باسم التاج البريطاني تتعالى الآن، ولم تعد وجهة نظر هامشية واستثنائية، بل أصواتا جهورية مثل جوقة عالمية صاخبة تعبّر عن الصدمة التي عاشتها.

هل يتفكك الكومنولث؟

وفي مقال آخر نشرته الغارديان أيضا، تقول الأكاديمية ناليني موهابير، الأستاذة المساعدة في قسم الجغرافيا والتخطيط والبيئة بجامعة كونكورديا في كندا إن النظام الملكي أضر بالمستعمرات السابقة وكذلك بالشعوب التي تعيش في قفصه المرصع بالذهب، وترى أن الوقت قد حان لتخيل المستقبل بدونه.

اقرأ ايضاً
بعد مقترح أوروبي جديد.. طهران توجه رسالة لواشنطن بشأن الاتفاق النووي

وتشير موهابير في مقالها الذي اختارت أن تعنونه بـ “واجب أفراد العائلة المالكة تجاه الكومنولث هو: تسديد الديون والاعتذار”، إلى أن السكان الأصليين في كندا يطالبون الملك تشارلز الثالث بالتخلي عن “قانون الاكتشاف” كأول عمل رسمي له. ويجيز “قانون الاكتشاف” الذي يطالبون بالتخلي عنه استيلاء القوة المستعمرة على أراضي السكان الأصليين ويبرر العنف ضدهم.

وقالت الأكاديمية الكندية ذات الأصول الكاريبية إن سكان مقاطعة كيبيك التي تعيش فيها -والتي تم التنازل عنها للإمبراطورية البريطانية في عام 1763- يطالبون بإلغاء دور “نائب الحاكم” الذي هو الممثل الإقليمي للتاج البريطاني، وتوقعت أن تتحرك الجماهير لضمان تحقيق هذا المطلب في الانتخابات القادمة.

وأشارت إلى أن منطقة البحر الكاريبي ما زالت تحمل الندوب التي خلفتها عقود من الإبادة الجماعية والعبودية والسخرة والاستعمار الذي تعرض له السكان الأصليون على يد الإمبراطورية البريطانية.

وفي إشارة إلى ما قد يعقب حدث وفاة الملكة إليزابيث من تفكك للكومنولث، قالت الكاتبة إن بربادوس اتخذت مؤخرا قرارا تاريخيا بتحرير نفسها من الارتباط بالإمبراطورية البريطانية من خلال إزاحة الملكة من رئاسة الدولة، وتوقعت أن تحذو دول الكاريبي الأخرى حذوها بعد وفاة الملكة.

وقالت إن دول منطقة البحر الكاريبي ما زالت تمر بعملية إنهاء الاستعمار؛ وتحاول العديد من بلدانها معالجة الجروح المفتوحة التي خلّفها الاستعمار البريطاني وما صاحبه من نهب للموارد.

وخلصت إلى أن هذه الدول الآن في طور الانتقال من كونها دولا صغيرة داخل عالم استعماري جديد يتطلب منها أن تظل أعضاء في الكومنولث، وأن هناك من يزعجون المملكة من خلال إثارة إرثها الاستعماري ومطالبتها بالتعويض عما تسببت فيه من أضرار.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى