الاخبار العاجلةسياسة

في انتظار الرئيس العاشر لمجلس الأمة الكويتي.. تعرف على 9 نواب تعاقبوا على رئاسته

الكويت – مرت الحياة الديمقراطية في الكويت منذ عهد الإمارة إلى عصر دولة الدستور والسيادة بمحطات مهمة، إذ مورست الديمقراطية والشورى من بداياتها في الدواوين حتى وصلت إلى مرحلة تأسيس مجلس الأمة الذي يعد البيت الكبير لممثلي الشعب.

وإذا كان اختيار أعضاء مجلس الأمة يقع على عاتق الشعب الكويتي فإن رئيس المجلس يختاره أعضاء المجلس الذي يتألف من 50 عضوا، ويعتبر الوزراء غير المنتخبين بمجلس الأمة أعضاء في هذا المجلس بحكم وظائفهم، إذ لا يزيد عدد الوزراء على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة.

ويختار مجلس الأمة في أول جلسة له ولمثل مدته رئيسا ونائب رئيس من بين أعضائه، وإذا خلا مكان أحد منهما يختار المجلس من يحل محله إلى نهاية مدته، ويكون الانتخاب في جميع الأحوال بالأغلبية المطلقة للحاضرين، ويرأس الجلسة الأولى إلى حين انتخاب الرئيس أكبر الأعضاء سنا.

المجلس التأسيسي

كان المجلس التأسيسي النواة الحقيقية لمجلس الأمة، فبعد استقلال الكويت عام 1961 شهدت البلاد تحولا ملموسا لإقامة حياة دستورية ونيابية بنهج جديد، مع التحول نحو إقامة حياة دستورية الكويت الذي بدأت بإصدار القانون رقم (1) لسنة 1962 الخاص بالنظام الأساس للحكم في فترة الانتقال من الإمارة إلى الدولة، وكان هذا النظام بمثابة دستور مؤقت تم تطبيقه خلال فترة هذه الفترة الانتقالية إلى حين صدور الدستور الدائم.

%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81 %D8%AB%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%85
عبد اللطيف ثنيان الغانم (الصحافة الكويتية)

تلا ذلك صدور قانون لانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي، إذ قسمت الكويت إلى 10 دوائر بواقع نائبين لكل دائرة.

وكان المجلس يضم في تشكيلته أعضاء بحكم وظائفهم وهم الوزراء (11 عضوا)، مما يعني أن عدد أعضاء المجلس كان 31 عضوا.

بدأ العمل في إعداد الدستور من خلال لجنة فرعية في المجلس التأسيسي شُكلت من 5 أعضاء وسميت “لجنة الدستور”، ثم عرضت مسودة الدستور على المجلس التأسيسي لمناقشته وإقراره.​

وبعد إقرار الدستور بدأت عملية التحول نحو إقامة حياة نيابية واضحة المعالم في الكويت بإنشاء مجلس تشريعي أطلق عليه “مجلس الأمة”، حيث نصت المادة (51) من الدستور على أن “السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة وفقا للدستور”.

ثم صدر القانون رقم (35) لسنة 1962 بشأن انتخاب أعضاء مجلس الأمة، حيث صدرت الدعوة إلى انتخاب أول مجلس يمثل الشعب الكويتي وأجريت الانتخابات في 23 يناير/كانون الثاني 1963.

رؤساء مجلس الأمة منذ تأسيسه

تعاقب على رئاسة مجلس الأمة منذ تأسيسه 9 رؤساء هم: عبد اللطيف ثنيان الغانم رئيس المجلس التأسيسي نواة مجلس الأمة، وهو ما جعله أول رئيس لمجلس الأمة بحسب الموقع الرسمي للمجلس التشريعي الكويتي، وعبد العزيز حمد الصقر، وسعود عبد العزيز العبد الرزاق، وأحمد زيد السرحان، وخالد صالح الغنيم، ومحمد يوسف العدساني، وأحمد عبد العزيز السعدون، وجاسم محمد الخرافي، ومرزوق الغانم، تاركين خلفهم بصماتهم في الحياة السياسية الكويتية.

%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2 %D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%82%D8%B1
عبد العزيز حمد الصقر (الصحافة الكويتية)

عبد اللطيف ثنيان الغانم

عبد اللطيف الغانم عضو المجلس التشريعي الكويتي الثاني ورئيس المجلس التأسيسي الكويتي ورئيس لجنة الدستور في المجلس نفسه.

ولد عام 1912 في حي القبلة، بدأ حياته السياسية بالمشاركة عام 1938 في انتخابات المجلس التشريعي الثاني فكان أحد أعضاء المجلس المكون من 20 عضوا، ثم شارك ونجح في الانتخابات البلدية عام 1954، وأصبح رئيسا للبلدية عام 1962.

استقال من المجلس البلدي ليرشح نفسه عن دائرة “كيفان” لانتخابات المجلس التأسيسي الكويتي، حيث أصبح رئيس المجلس ورئيس لجنة وضع الدستور، وكان من أهم إنجازات المجلس التأسيسي حينها إقرار الدستور الكويتي في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1962.

خاض الغانم انتخابات مجلس الأمة الأول، لكنه حل في المركز الثامن وخسر الانتخابات، ثم شارك في المجلس بتوليه وزارة الصحة العامة، كما أسندت إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 1964 مهام وزير الأشغال العامة بالوكالة.

وبعد مسيرة حافلة في العمل العام توفي الغانم في 14 مارس/آذار 1988 عن عمر ناهز 76 عاما.

عبد العزيز حمد الصقر

ولد في مدينة الكويت عام 1912، وشارك منذ بواكير شبابه في الحياة السياسية في الكويت، إذ كان يحضر اللقاءات التي كان ينظمها أعضاء المجلس التشريعي قبل إعلان قيامه بشكل رسمي.

تم تعيينه عضوا في المجلس البلدي عام 1954، ثم اختاره أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح عضوا في هيئة التنظيم عام 1961.

وفي عام 1962 نجح الصقر في انتخابات المجلس التأسيسي، ثم كلفه الشيخ عبد الله السالم ليكون وزيرا للصحة في أول وزارة كويتية بعد الاستقلال، وأنشأ خلالها بنك الدم ومعهد التمريض، وافتُتح في عهده مستشفى الصباح ومستشفى الأمراض السارية و18 مستوصفا في مناطق الكويت، واستُحدث إبان وزارته نظام التسجيل الصحي.

تقدم بعد ذلك لانتخابات أول مجلس للأمة في الكويت عام 1963، ونجح فيها وتم تعيينه رئيسا بالتزكية لأول مجلس نيابي كويتي.

شارك الصقر في العديد من المؤسسات الوطنية الاقتصادية التي ساهمت في بناء الكويت، ونال خلال حياته العديد من الأوسمة والنياشين المحلية والدولية، ولفظ آخر أنفاسه في 23 مايو/أيار 2005.

%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF %D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82
سعود عبد العزيز العبد الرزاق (الصحافة الكويتية)

سعود عبد العزيز العبد الرزاق

ولد عام 1905 في الكويت، بدأ حياته النيابية حين رشح نفسه في انتخابات المجلس التأسيسي عام 1961، ثم أعاد الكرة بترشيح نفسه لانتخابات مجلس الأمة عن المنطقة التاسعة، فانتخب نائبا للرئيس وبعد ذلك رئيسا للمجلس.

عمل العبد الرزاق مختارا لمنطقة الدسمة المعروفة منذ بداية العمل بالنظام الإداري للكويت، واكتسب ثقة الناس في موقعه هذا، كما كانت بداية اهتمامه بالعمل الديمقراطي حين صدرت دعوة الشيخ عبد الله السالم الصباح للمواطنين من أجل الترشيح والانتخاب قبل بداية المجلس التأسيسي.

تم انتخابه عضوا في لجنة الدستور في 3 مارس/آذار 1962، كما فاز بعضوية لجنة المرافق العامة في المجلس، توفي سنة 1988.

اقرأ ايضاً
مؤرخ بريطاني: لهذا بوتين محق في خوفه على حياته

أحمد زيد السرحان

يعد أحد كبار جيل الرواد المؤسس للحياة الديمقراطية في الكويت، إذ دخل المعترك السياسي ولم يتجاوز الـ18 من عمره بانضمامه لكتلة العمل الوطني في مجلس 1938.

ولد أحمد زيد السرحان في منطقة القبلة عام 1920، وكان عضوا في مجلس الأمة للفصل التشريعي الأول (1963ـ1967)، وتولى رئاسة مجلس الأمة، وظل ممسكا بزمامها من عام 1967 حتى 1970.

وخلال فترة رئاسته للمجلس صدرت عدد من القوانين المهمة، منها: قانون تنظيم قيد المواليد والوفيات، وقانون المحاماة رقم 42 لسنة 1964.

وبعد اعتزاله وابتعاده عن العمل السياسي انخرط في العمل التجاري، توفي في 11 أغسطس/آب 2012 عن عمر يناهز 97 عاما.

%D8%A7%D9%94%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%B2%D9%8A%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D9%86
أحمد زيد السرحان (الصحافة الكويتية)

خالد صالح الغنيم

ترأس مجلس الأمة لدورتين متتاليتين للفصلين التشريعيين الثالث (1971-1975) والرابع (1976-1981)، وكان من أكبر تجار البناء في الكويت ومديرا لدائرة الأشغال العامة في وقت سابق.

ولد خالد صالح الغنيم عام 1916 في فريج الغنيم بمنطقة القبلة، وانتخب نائبا في أول مجلس نيابي عام 1963، إضافة إلى مشاركته في جميع المجالس النيابية لاحقا حتى عام 1976، كما انتخب خلال هذه الفترة لرئاسة مجلس الأمة مرتين.

توفي الغنيم عام 1990 عن عمر ناهز 74 عاما.

محمد يوسف العدساني

ترأس المجلس البلدي، وشارك في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 1963 ولم ينجح فيها، لكنه عاد وخاض انتخابات مجلس الأمة عامي 1967 و1981 وفاز بأحد مقاعدهما، ثم لم يحالفه الحظ في انتخابات مجلس الأمة عام 1985.

ترأس محمد يوسف العدساني مجلس الأمة بين عامي 1981 و1985، وتقلد منصبا وزاريا عدة أعوام، حيث كان وزيرا للتخطيط عامي 1976 و1978 فوزيرا للأشغال عام 1978.

%D8%A7%D9%94%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%86
أحمد السعدون (الصحافة الكويتية)

أحمد السعدون

ترأس أحمد السعدون مجلس الأمة في 3 فصول تشريعية: السادس (1985-1986) والسابع (1996-1992) والثامن (1999-1996).

ولد السعدون عام 1934 في الكويت، وتدرج في عدد من الوظائف الحكومية قبل انتقاله للعمل العام.

ترأس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وشهدت كرة القدم في الكويت خلال ترؤسه الاتحاد تميزا نوعيا على المستويين الخليجي والآسيوي، وبات منتخب الكويت لكرة القدم من أبرز منتخبات دول الخليج العربي، كما تقلد منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

عمل السعدون وكيلا مساعدا لشؤون البريد والبرق والهاتف بوزارة المواصلات الكويتية، قبل أن يغادر منصبه عام 1975، ليترشح لعضوية مجلس الأمة في الفصل التشريعي الثالث ويفوز بمقعد في المجلس.

أصبح نائبا لرئيس مجلس الأمة في الفصل التشريعي الرابع في العام 1981، ورئيسا للمجلس في الفصل التشريعي الخامس العام 1985.

ترشح لرئاسة مجلس الأمة في الفصل التشريعي التاسع، إلا أن تحالف الحكومة مع بعض النواب لم يمكنه من النجاح في الوصول إلى رئاسة المجلس.

وقد ترشح في الانتخابات المقبلة 2022، ويعد من أبرز المرشحين للفوز بمقعد في المجلس المقبل، كما أن كثيرا من المرشحين يراهنون على عودته إلى رئاسة المجلس.

%D8%AC%D8%A7%D8%B3%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A
جاسم الخرافي (الصحافة الكويتية)

جاسم محمد الخرافي

ترأس مجلس الأمة في الفصول التشريعية التاسع (1999-2003)، والعاشر (2003-2006)، والحادي عشر (2006-2008)، والثاني عشر (2008-2009)، والثالث عشر (2009-2011)، وهو أكثر رؤساء مجلس الأمة جلوسا على كرسي الرئاسة لنحو 12 عاما.

ولد جاسم محمد الخرافي بمنطقة القبلة في الكويت عام 1940، وتلقى تعليمه الأولي بين مومباي الهندية والكويت التي غادرها بعد مراحل دراسته الأولى إلى مصر للالتحاق بكلية فيكتوريا.

طار الخرافي إلى بريطانيا بعد ذلك ليلتحق بجامعة مانشستر التي تخرج فيها حاصلا على دبلوم إدارة الأعمال، ليعود بعدها إلى الكويت عام 1962، ويبدأ فيها تلمس بداياته السياسية والاقتصادية والتمهيد للدور الذي سيضطلع به على الصعيد الوطني.

كانت انتخابات مجلس الأمة في عامي 1975 و1976 بداية الخرافي الرسمية في الحياة السياسية، حيث تم انتخابه في الفصل التشريعي الرابع، واستمر عضوا في مجلس الأمة ورئيسا للجنة الشؤون المالية في الفترة من 1981-1985.

عمل وزيرا للمالية والاقتصاد في الفترة من 1985-1990، وذلك خلال الفصل التشريعي السادس، واستمرت عضويته بمجلس الأمة خلال الفصل التشريعي الثامن 1996-1999 قبل أن يوكل إليه أمر رئاسة المجلس في الفصل التشريعي التاسع 1999-2003.

استمر الخرافي في رئاسته مجلس الأمة الكويتي لعدة دورات متتالية، ففي الفترة من 2003-2006 حصل على المنصب بالتزكية، أما بين عامي 2006-2008 فنجح في الحصول على ثقة 1989 ناخبا، ليعاد اختياره رئيسا مرة أخرى، ثم يختار ثانية في الفصل التشريعي الثاني عشر (2008-2009) بفضل 10 آلاف و839 ناخبا، ثم تولى رئاسة المجلس بالتزكية في الفصل التشريعي الثالث عشر 2010.

توفي جاسم الخرافي في 21 مايو/أيار 2015 إثر أزمة قلبية تعرض لها وهو على متن الطائرة في طريق عودته من تركيا إلى الكويت.

%D9%85%D8%B1%D8%B2%D9%88%D9%82 %D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%85
مرزوق الغانم (الصحافة الكويتية)

مرزوق علي الغانم

يعد مرزوق الغانم آخر رئيس لمجلس الأمة في الفصول التشريعية الثلاثة الأخيرة، الرابع عشر (2013-2016)، والخامس عشر (2016-2020)، والسادس عشر (2020-2022).

ولد الغانم في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، ويحمل شهادة بكالوريوس هندسة ميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سياتل في الولايات المتحدة الأميركية.

اكتسب مهارات السياسة والخبرة البرلمانية من بيت ذي مراس في العمل السياسي والبرلماني، فهو ابن شقيق عبد اللطيف ثنيان الغانم الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي، وخاله هو جاسم محمد الخرافي الذي رأس مجلس الأمة 12 عاما متصلة بين 1999 و2011.

شغل الغانم منصب رئيس الاتحاد البرلماني العربي (2013-2016)، ورئيس اتحاد مجالس الشورى والوطني والنواب والأمة لدول مجلس التعاون، ورئيس المجموعة العربية الجيوسياسية في الاتحاد البرلماني الدولي.

وقد شهدت فترة رئاسته الأخيرة للمجلس معارضة شديدة من مجموعة من النواب، خصوصا بعدما فاز بمنصب رئاسة المجلس متفوقا على منافسه (المحسوب على الكتلة المعارضة) بدر الحميدي بفارق 5 أصوات فقط.

وكان الغانم قد أعلن في 6 سبتمبر/أيلول الجاري عدم خوضه انتخابات مجلس الأمة المقبلة، فمن سيكون الرئيس العاشر لمجلس الأمة بعد الانتخابات المقبلة التي ستقام يوم 29 سبتمبر/أيلول الجاري؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى