اخبار العالم

رواندا تستعيد ذكرى «الإبادة الجماعية» بمحاكمة آخر المشتبهين


من المقرر أن يمثل، فيليسيان كابوغا أحد «الممولين» المفترضين لإبادة التوتسي في رواندا عام 1994، أمام محكمة العادل التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، يوم (الخميس) المقبل، بتهمة «ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية».
وتستعيد محاكمة كابوغا، الذي أوقف في 16 مايو (أيار) 2020 في إحدى ضواحي باريس بعدما ظل فارا طوال 25 عاما، ذكريات الإبادة العرقية التي ذهب ضحيتها أكثر من 800 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة غالبيتهم من أقلية «التوتسي».
وشهدت رواندا أعمال عنف واسعة النطاق خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى يوليو (تموز) 1994، حين قام متطرفون من جماعة «الهوتو»، التي تشكل الأغلبية العرقية، بحملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة «التوتسي». ووفق تقديرات أممية تعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وقتل في هذه المجازر ما يقدر بـ75 في المائة من التوتسيين في رواندا.
ويتهم كابوغا، بالمشاركة في إنشاء ميليشيات انترراهاموي الهوتو، الذراع المسلحة الرئيسية للإبادة.
وكان كابوغا أحد أغنى المواطنين في 1994، وكان يومها رئيسا لمؤسسة الإرسال الحر «ميل كولين» (RTLM) التي وجهت نداءات لقتل التوتسي.
ويشير تقرير لـ«وكالة الصحافة لفرنسية»، إلى أن كابوغا يشتبه في مساهمته عام 1993 في شراء كميات كبيرة من السواطير وزعت على عناصر الميليشيات في أبريل (نيسان) 1994.
وقد وجهت إليه خصوصا تهم ارتكاب إبادة جماعية والحضّ المباشر والعلني على ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من بينها الاضطهاد والقتل.
وقد دفع ببراءته خلال مثوله الأول أمام المحكمة العام 2020.
وتبدأ المحاكمة الدولية عند الساعة 10.00 بالتوقيت المحلي (الساعة الثامنة ت.غ) بمرافعات تمهيدية يليها عرض الأدلة ابتداء من الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) أمام الآلية الدولية المكلفة إنجاز أعمال المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا.
وخلال جلسة تمهيدية في أغسطس (أب) الماضي، وصل كابوغا (87 عاما) إلى المحكمة على كرسي نقال وبدا في حالة وهن. سعى محاموه لتجنيبه المحاكمة نظرا إلى وضعه الصحي. ولم يتأكد حضوره إلى المحكمة الخميس إذ إن القضاة سمحوا له بالمشاركة في الجلسات عبر الفيديو.
إلا أن غرفة البداية في المحكمة الأممية رأت في منتصف يونيو (حزيران) أن وضع كابوغا البالغ 87 عاما يسمح بمحاكمته.
وتتهم منظمة الناجين الرئيسية «إيكوبا» فيليسيان كابوغا بمحاولة تأخير المحاكمة نظرا إلى سن المتهم.
وإذا توفي قبل مثوله أمام القضاء فستشمله قرينة البراءة، وسيشكل ذلك ضربة مدمرة للقضاء على ما قال رئيس المنظمة إيجيد كنكورانكا في مقابلة مع وكالة فرانس برس في أغسطس الماضي.
ويحتاج المتهم إلى مراقبة طبية متواصلة ومكثفة ويقيم راهنا في مستشفى تابع لإدارة السجون على ما أفادت الآلية الدولية.
وقالت المحكمة إن خبراء عديدين شاركوا في إعداد ملف المحكمة الذي يظهر من دون أي لبس أن كابوغا يعاني وضعا صحيا ضعيفا.
إلا أن الآلية الدولية اعتبرت أن من مصلحة القضاء بدء المحاكمة في أسرع وقت ما يعني أن تجري في لاهاي. وللمحكمة فرع آخر في آروشا في تنزانيا لكنه لا يمتلك المعدات الطبية اللازمة للمتهم.
ويعد كابوغا من آخر المشتبه فيهم الرئيسيين في الإبادة الرواندية الذي يحال على المحاكمة. فآخرون مثل أوغستان بيزيمانا أحد كبار مهندسي هذه المجازر وبروتاي مبيرانيا القائد السابق لكتيبة الحرس الرئاسي في القوات المسلحة الرواندية، توفوا ولم يمثلوا قط أمام القضاء الدولي.

اقرأ ايضاً
تصعيد العنف ضد السجناء والناشطين في البحرين وانتقادات لصمت المجتمع الدولي



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى