“لبنان وطن لابد منه”.. رؤية اقتصادية في كتاب
صدر حديثاً كتاب بعنوان “لبنان وطن لابد منه” للمستشار الدكتور محمد عبدالجليل غزيل، ويقع الكتاب الذي صدر بالرياض في 178 صفحة تتناول رؤية عامة للمشهد اللبناني، متخذاً شعار الإصلاح قبل انهيار الهيكل.
يقول المؤلف د. محمد غزيل: كان الهدف من كتابة هذه المبادرة، المساهمة في الإجابة على السؤال الكبير: كيف نستطيع استرجاع وطن مرهون وبناء دولة سيادية ليست كباقي الدول؟ يتمتع لبنان بالتعددية الفكرية والثقافية، وهي ميزة من المؤكد أن تكون أداة قوة يتوحد هذا الشعب من خلالها لأجل الأجيال المقبلة؟ وإلى متى سيبقى لبنان مرهوناً للتأثيرات الخارجية؟ وإلى متى سيبقى الشعب اللبناني يتجادل بالمشكلة ويضع نفسه معزولاً عن طرْح الحل؟
تتناول هذه المبادرة رؤى شخصية، واقتباسات ناجحة عن دول عاشت الانقسامات الداخلية وخاضت الإصلاح من بابها الواسع، وعن حكومات سياسية بمعناها التنموي وضعت سياسات عامة من خلال إدارات ومستشارين تابعين لمكتب رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف: جاءت مبادرتي على شكل مهمات، وعبارة عن وضع سياسات عامة تكون خريطة طريق للبدء بالإصلاحات. المهمة الأولى بدأت بالسيادة ومفهومها، فالسيادة لا تُميّز مؤسسة حكومية عن أخرى، ولا تهتم بمواطنٍ دون آخر. وفي المهمة الثانية تحدّثتُ عن دور الإعلام الأساسي في التنمية، فكيف يكون الإعلام “سلطةً رابعةً”، كما سُمِّي بحقٍّ، إذا لم يمارِس دوره الحقيقي في الإصلاح؟
أما في المهمة الثالثة، فتناولت اللغط غير المنطقي بين العمل السياسي والعمل على وضع السياسات العامة في العمل الحكومي، لا البرلماني. إن من يريد أن يعمل في السياسة فمكانه البرلمان وليس الحكومة، لأنها تنفيذية، وهدفها التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهي لا يمكن أن تكون “ائتلافية”، أو كما باتوا يبتدعون عليها تسمية “حكومة وحدة وطنية” بين أقطاب أضداد ومتخاصمين.
وفي المهمة الرابعة وجوب التقاء العمل السياسي بالسياسات العامة، وأن الأحزاب اللبنانية لا بد أن تسلك طريقها في الإصلاح، وهو ما لا يتعارض أبدًا مع الفكر السياسي، إذِ الإصلاحُ اقتصادي في المقام الأول، ويشمل شعبًا بأكمله، فيما السياسة متعددة الرؤى بطبيعتها، فبِمَ يضر التشارك في الإصلاح السياسي؟ أليس وجود الأحزاب يكرّس مبدأ ديموقراطية الحياة السياسية في لبنان؟
وأخيرًا وليس آخراً، تناولَت المهمة الخامسة الدبلوماسيةَ الاقتصاديةَ ودور السياسة الخارجية اللبنانية في الإصلاحات. قد لا تتفق هذه المبادرات مع أهداف جهات معينة، لكن واقعنا المرير لا شك فيه، وعودة لبنان الوطن.. لا بد منها.