الاخبار العاجلةسياسة

رفعت درجة “اليقظة النووية”.. كيف تستعد أوروبا للسيناريو “الأسوأ” في الحرب مع روسيا؟

لندن- تتعامل الدول الغربية بكثير من الجدّية مع التهديدات الروسية باستعمال “الأسلحة التكتيكية النووية”، وقد دفعها ذلك إلى الرفع من درجة اليقظة النووية.

وبعد أشهر من استبعاد لجوء روسيا إلى السلاح النووي، باتت اللغة الدارجة على لسان المسؤولين الغربيين هي ضرورة التعامل بجدية مع تهديدات بوتين، والتحضير للتعامل معها، بدءا من جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي الذي أكد أن واشنطن تأخذ التهديدات الروسية بأكبر قدر من الجدية.

التحذير نفسه أطلقه جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي نبه إلى أن تصريحات بوتين عن السلاح النووي ليست مجرد مزحة، كما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية عن مسؤولين أوروبيين قولهم “إن كثيرا من الخطوط الحمراء التي أرسيت في التعامل مع السلاح النووي قد تغيرت بعد خطاب بوتين”، أما صحيفة “غارديان” (Guardian) البريطانية فنشرت افتتاحية تقول فيها إن احتمال استعمال بوتين للسلاح النووي بات فرضية ممكنة وعلى أوروبا والغرب الاستعداد لهذا السيناريو.

كيف تستعد أوروبا لأي ضربة نووية محتملة؟

يتوفر الاتحاد الأوروبي على خطة تدعى “برنامج الإنقاذ” (Rescue programme) وهو البرنامج الذي تم إقراره بعد شهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وينص على وضع خطط طوارئ للتعامل مع الكوارث الكبرى التي قد تصيب الاتحاد الأوروبي بما فيها مواجهة هجمات نووية.

ويقوم هذا البرنامج على الاستجابة السريعة لأي هجومي كيماوي أو بيولوجي أو نووي، وحماية المواطنين الأوروبيين من أي مخاطر تنتج عن هذه الهجمات.

وحسب هذا البرنامج، فإن حاجة الدول الأوروبية للأدوية سوف ترتفع ارتفاعا كبيرا عند حدوث أي هجوم نووي، ولهذا فقد خصصت ميزانية تفوق 550 مليون دولار من أجل اقتناء وتخزين الأدوية والمعدات الطبية التي يمكن استعمالها إذا تعرض المدنيون لهجوم نووي.

أما الشق الثاني من هذه الخطة فهو تحضير الفرق المختصة والمعدات لتحديد الأشخاص المتضررين والبنيات التحتية التي أصابتها الإشعاعات النووية، وكذلك وضع خطط لمحاصرة انتشار الإشعاع النووي. وتمنح هذه الخطة الحق لكل بلد أوروبي تعرَّض لهجوم نووي باستعمال الخزان الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي من الأدوية واللقاحات والمعدات المخصصة لهذا الغرض.

أين سيذهب المواطنون عند التعرض لهجوم نووي؟

وضعت المفوضية الأوروبية خطة للطوارئ تتعلق بتوفير المأوى الآمن للمدنيين عند وقوع هجوم نووي، وتتضمن توسيع احتياطاتها لتشمل ملاجئ مؤقتة مؤهلة لاستيعاب عشرات الآلاف من الأشخاص في وقت قياسي وخطة لإجلائهم من أماكن الخطر.

وتقوم خطة الاتحاد الأوروبي أيضا على إرفاق هذه الملاجئ المؤقتة بمرافق إضافية من مستشفيات متنقلة ومساحات لإعداد الطعام والشراب، إضافة إلى تخزين المواد غير الغذائية كالفُرُش ومواد النظافة وأجهزة التدفئة والتبريد ومولدات الطاقة. وحسب المفوضية الأوروبية، فقد تم بالفعل شراء كل المستلزمات ووضع كل الفرق المختصة بالتدخل في حالة تأهب دائمة.

هل تتوفر أوروبا على مضادات للصواريخ النووية؟

الجواب عن هذا السؤال نجده عند ماثيو أولدهام كبير المحللين في مركز “ماكنزي للاستخبارات” (McKenzie Intelligence)، في حديثه مع شبكة “سكاي” البريطانية، إذ أكد أنه لا وجود لقوة عسكرية أو سلاح تم اختباره لإسقاط صاروخ باليستي عابر للقارات، وليست هناك دولة لديها إمكانية موثوقة في هذا الصدد.

وأكد الخبير العسكري والأمني أنه رغم تقدم تكنولوجيا المنظومات الدفاعية، فحتى اللحظة لم يُختبر أي نظام قادر على صدّ الصواريخ الباليستية.

وتحدث الخبير البريطاني أن السلاح الوحيد القادر على رد السلاح النووي هو السلاح النووي نفسه، أي الردع النووي، موضحا أن هناك خيارين أمام الغرب عند نشوب هجوم نووي؛ إما الرد العسكري التقليدي إذا كان الهجوم في أوكرانيا، أو الرد بالمثل وتوجيه ضربات نووية سواء من طرف بريطانيا أو الولايات المتحدة التي توفر هذه الصواريخ لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ما حجم الترسانة النووية الغربية؟

أمام الترسانة النووية الروسية التي تعدّ الأكبر في العالم بتوفر موسكو على 6375 رأسا نوويا، فإن هناك 3 دول غربية فقط تتوفر على أسلحة نووية ويتعلق الأمر بكل من الولايات المتحدة بنحو 5800 رأس نووي، منها ما هو موزع في قواعد عسكرية لدول تابعة لحلف شمال الأطلسي، ثم فرنسا بنحو 290 رأسا نوويا والمملكة المتحدة بنحو 215.

وحسب التقديرات العسكرية، فإن كلا من بريطانيا وفرنسا لديها القدرة على خوض حرب نووية تدوم أياما، مع إنهاء هذه المعركة بما يعرف في العقيدة العسكرية الفرنسية بالطلقة الأخيرة وهي استعمال آخر الصواريخ النووية التي لها قدرة تدميرية قادرة على إيقاف المعركة.

أما في الولايات المتحدة، فإن المحللين العسكريين يتحدثون عن خطة “الحرب النووية المحدودة”، والمقصود بها استعمال أسلحة نووية ذات تفجير منخفض وعدم استعمال الصواريخ ذات القدرات التدميرية الهائلة.

وحسب بعض التقديرات، فإن نحو 150 قنبلة نووية أميركية مخزنة حاليا في دول أوروبية، علما أن الجيش الألماني مثلا يجري لطياريه تدريبا سنويا يقوم على حمل وإسقاط صواريخ نووية عن طريق مقاتلات من طراز “تورنيدو”.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى