كاتب إيطالي مهدد بالقتل: إيطاليا هي المختبر السياسي لأوروبا وخطة ميلوني السرية هي تخريب هذه القارة
أبدى الكاتب الإيطالي مؤلف كتاب “غومورا” روبرتو سافيانو انزعاجه من الخطر الذي تمثله جيورجيا ميلوني، التي تتمتع الآن بوضع قوي لتشكيل الحكومة على الصعيدين الوطني والدولي، بعد فوز تحالف الحقوق في إيطاليا في الانتخابات التشريعية، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون له تأثير خارجي، لأن إيطاليا هي مختبر أوروبا.
وفي مقابلة مع مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية، أوضح روبرتو سافيانو -الذي يعيش تحت حماية الشرطة منذ أن نشر روايته غومورا حول مافيا نابولي عام 2006 وهدد بسببها بالقتل- أنه كان يشعر بالمرارة لرؤية القوى الديمقراطية تستسلم تماما أمام القوى الشعبوية التي تمثلها جيورجيا ميلوني، وتوقع نتائج كارثية على اليسار، “كنت أتوقع كارثة العصبة بسبب تحالفها المخزي مع نظام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الاستبدادي”.
ورأى مؤلف غومورا -في المقابلة التي حررها جولي كلاريني وريمي نويون- أن إيطاليا هي المختبر السياسي لأوروبا، وربما لغيرها، وقال “كنا أول من أنشأ شخصية مثل شخصية برلسكوني، ثم رأينا دونالد ترامب يصل إلى الولايات المتحدة، صنعنا الألوية الحمراء، ثم انتشر الإرهاب إلى أجزاء أخرى من أوروبا. أطلقنا عملية الأيدي النظيفة “بولتي” (Mani Pulite) ضد نظام الفساد والتمويل غير المشروع للأحزاب السياسية، وقد تمت محاكاتها. وهذا باختصار يجعل من إيطاليا مختبرا”.
وعند السؤال هل جورجيا خطر حقيقي على إيطاليا وأوروبا؟ رد الكاتب “نعم”، موضحا أنها خطر على إيطاليا بسبب عجزها السياسي وجهلها وقلة خبرتها في تاريخ الجمهورية، لدرجة أنها عندما سُئلت كيف ستحكم البلاد، أجابت دون أن تخشى السخرية “أنا أم وسأحكم إيطاليا كعائلة”، وهذا يمثل خطرا على أوروبا، وخاصة فرنسا حيث ستؤدي رؤية حكومة يمينية شعبوية، لإشعار جزء من الناخبين بمزيد من الثقة، مما يعطي الشجاعة وفرصة للفوز لحزب التجمع الوطني.
خطر التحالف مع أوربان
غير أن الخطر الحقيقي بالنسبة للكاتب يكمن في تشكيل جورجيا ميلوني محورا مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، رغم دعايتها التكتيكية المعتدلة أثناء الحملة، لأن إستراتيجيتها هي تخريب أوروبا، لمواءمتها مع مواقف أوربان، فهي تتحدث لغة ليبرالية على طاولة الدبلوماسية الأميركية ولغة سيادية وشعبوية وسلطوية في الداخل.
وستكون حكومة ميلوني حكومة “ما بعد الفاشية” -كما يقول الكاتب- لأن جورجيا ميلوني كانت بارعة في هذا المجال، وقامت مثل الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى، بتنظيف صورة التشكيل والقضاء على معاداة السامية والعقيدة العنصرية والنزعة النقابية، كما احتفظت بالرمز الفاشي الجديد للشعلة في شعارها، لتظهر أنها تأتي من هناك ولكنها تذهب إلى أفق آخر، وهي تؤيد التاريخ الفاشي ولكنها تتجاوزه لتظهر كليبرالية.
وخلص روبرتو سافيانو إلى أنه لا أمل لليسار الإيطالي في الوقت الحالي، في وقت تبدو فيه إيطاليا أكثر فأكثر كدولة مخدرات وبلد تحكم فيه المافيا مع الإفلات التام من العقاب، إلا “أننا مع وصول جورجيا ميلوني، أصبحنا مشابهين لبعض البلدان الشرقية مع نوع من البلقنة”.