أوبك بلس توافق على تخفيضات كبيرة للإمدادات رغم ضغوط أميركا
وافق تحالف أوبك بلس على أكبر خفض للإنتاج منذ جائحة كوفيد-19، وذلك باجتماع في فيينا اليوم الأربعاء، مما يحد من الإمدادات في سوق تعاني شحا بالفعل رغم ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول لضخ المزيد. ونقلت رويترز عن مصدر أن أوبك بلس اتفقت على خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميا.
وفي مؤتمر صحفي، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان “ما نقوم به حيوي جدا ومهم بالنسبة لبلدان مصدرة أخرى ليست عضوا في أوبك بلس. القرارات الاستباقية التي اتخذتها أوبك بلس ساعدتنا على الحفاظ على سوق نفط مستدام”.
وأضاف الأمير عبد العزيز “نتصرف ونقدم التزامنا لكل الاقتصاد العالمي، وسنواصل التزامنا لتحسين وضع الإنتاج والمستهلك”.
وقال الوزير السعودي أيضا “لا نعلم كيف سيتم فرض سقف سعر النفط الروسي” وفقا لرويترز.
تعافي أسعار النفط
وربما يؤدي خفض أوبك بلس للإنتاج إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا بعدما كانت 120 دولارا قبل 3 أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.
وذكر مصدر مطلع أن الولايات المتحدة تضغط على منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حتى لا تمضي في خفض الإنتاج، وتقول إن أساسيات السوق لا تدعم الخفض.
وذكرت مصادر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية، أو ما إذا كانت قد تتضمن النقص القائم فعلا في إنتاج الدول المنتجة.
وجاء إنتاج أوبك بلس في أغسطس/آب دون المستهدف بنحو 3.6 ملايين برميل يوميا.
وقال محللو سيتي في مذكرة “إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة بالإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية”.
وأضافوا “قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الإستراتيجية”.
كما توقع “جيه بي مورجان” وهو أكبر بنك بالولايات المتحدة أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.
منع التقلبات
تقول السعودية وأعضاء آخرون في أوبك بلس، الذي يضم دول أوبك ومنتجين من خارجها من بينهم روسيا، إنهم يسعون لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط.
وارتفع خام برنت القياسي العالمي، اليوم الأربعاء، صوب 93 دولارا للبرميل، بعد ارتفاعه أمس.
ويتهم الغرب روسيا باستغلال الطاقة كسلاح، واختلاق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى تقنين الغاز والكهرباء هذا الشتاء.
وفي المقابل، تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية -مثل سويفت- سلاحا ردا على إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.