الحرب في أوكرانيا.. لوموند: لهذه الأسباب نجحت هجمات كييف المضادة
قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن عمليات القوات الأوكرانية في تزايد وهي تدحر القوات الروسية في وقت واحد على عدة أجزاء من خط المواجهة؛ مما يعني أن الأوكرانيين لديهم السرعة والمبادرة، بالإضافة إلى المدفعية والاستطلاعات الضرورية.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الأوكراني حرر آخر بلدة في منطقة خاركيف، حيث غادرت القوات الروسية مواقعها هناك بعد أن تلقت أمرا بالانسحاب شرقا للاحتفاظ بالسيطرة على طريق “بي-66” (P-66)، وذلك بعد أن أظهرت تفاصيل استيلاء أوكرانيا على بلدة ليمان أن الانسحاب الروسي كان سيئا، حيث تناثرت المركبات المدمرة وجثث الجنود الروس على الطرق.
وحسب ما نقلته الصحيفة عن خبراء في استخبارات النزاعات، فإنه “كان من الممكن أن تنسحب القوات الروسية من ليمان في الوقت المناسب وبخسائر أقل، ولكن من أجل عدم إفساد مشهد الضم الذي أراده الكرملين، قررت القيادة العليا الصمود حتى النهاية، لتنظم الخروج بعد فوات الأوان”.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن القوات الروسية في وضع يزداد صعوبة في جنوب أوكرانيا، حيث تم اختراق خطوطها خلال عطلة نهاية الأسبوع على طول ضفة نهر دنيبرو، وتم اختراق 25 كيلومترا في اتجاه بوريسلاف، في مناورة كماشة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو من المحتمل أن تطوق 5 ألوية روسية سيئة الإمداد، وفقا للصحيفة.
وأشار محللون إلى أن هاتين العمليتين اللتين نفذتا في وقت واحد في شمال أوكرانيا وجنوبها تظهران مستوى التمكن الذي حققته القوات الأوكرانية في مجال “فن العمليات”، وهو مصطلح عسكري يحدد الطريقة التي يتم بها تنفيذ الإستراتيجية التي تم تحديدها على المستوى السياسي، والتي تحدد أهداف الحرب.
وأبدى محللون إعجابهم بالدروس التي قدمها الجيش الأوكراني ميدانيا، حيث كان “الهجوم في خيرسون يشبه حرب الحصار، وهو ينخر ببطء في القوات الروسية ويعزلها من خلال استهداف خطوط اتصالها، في حين يقوم بحرب تقوم على الحركة السريعة قرب خاركيف، مع اختراقات ميكانيكية مبهرة، ورأوا أن نجاح هاتين المناورتين يظهر مدى القدرات التي اكتسبتها القوات في كييف في الأشهر الأخيرة.
وخلصت الصحيفة إلى أن الجيشين أصبحا في سباق مع الزمن لعلمهما أن الخريف والظروف الجوية السيئة سيوقفان المناورات ويجعلانها بطيئة، ولذلك تسارع أوكرانيا لاستعادة أكبر قدر ممكن من أراضيها وطرد الروس من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو حتى لا تترك رأس جسر للعدو في خيرسون، في حين يحاول الجيش الروسي المتراجع كسب الوقت في انتظار قوات جديدة.