بعد افتتاح مصفاة كربلاء.. العراق يبدأ خطواته للتخلي عن استيراد الوقود
بدأ العراق خطوة مهمة لتطوير قطاع التصفية عبر افتتاح مصفاة كربلاء جنوب غرب بغداد بطاقة تكريرية تصل إلى 140 ألف برميل يوميا، مما سيوفر للبلاد سنويا نحو 3 مليارات دولار.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إن مصفاة كربلاء، تعتمد التكنولوجيا الحديثة، وبطاقة 140 ألف برميل يوميا، وتمثل نقلة نوعية في قطاع التصفية العراقي، مشيرا إلى أن هذه المصفاة تعتمد المعايير البيئية وفق المواصفات العالمية.
وتعمل المصفاة بشكل تجريبي حاليا، وستبدأ الانتاج الفعلي مطلع العام المقبل، ومن المتوقع أن تنتج مادة البنزين “السوبر 95” وهو عالي النقاوة، ليغطي الجزء الكبير من الحاجة المحلية.
ويوجد الآن في العراق نحو 12 مصفاة بطاقة تكريرية تبلغ أكثر من مليون برميل يوميا، خصوصا أن إنتاج العراق يتجاوز الـ4.6 ملايين برميل يوميا.
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع للجزيرة نت، إن المصفاة تعمل على تكرير النفط الخفيف والثقيل، وهو ما يتوافق مع نوعية النفط العراقي المنتج، إذ سيتم إنتاج نحو 20 نوعا من مشتقات النفط، مشيرا إلى أنها تحتوي على 33 وحدة، منها 20 وحدة كيميائية و13 وحدة خدمات بالإضافة إلى محطة كهرباء تنتج 200 ميغاوات.
ووقع العراق مع ائتلاف شركات كورية برئاسة شركة هيونداي على إنشاء مصفاة كربلاء بـ 6.5 مليارات دولار عام 2014.
وكان مدير شركة توزيع المنتجات النفطية في العراق، حسين طالب، قال إن “الاستهلاك المحلي للوقود يبلغ يوميا 31 مليون لتر، منها 16 مليونا يتم استيرادها بالعملة الصعبة لسد تلك الحاجة، بينما الباقي تنتجه مصافي البلاد”.
تكرير أولي
وقال المتحدث باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، للجزيرة نت، إن ضخ النفط بوحدات المصفاة، يبلغ حاليا 80 ألف برميل وسيتصاعد تدريجيا إلى 140 ألف برميل خلال الربع الأول من العام المقبل، وأشار إلى أن مصفاة كربلاء ستحد من استيرادات العراق من الوقود وهي خطوة مهمة، إذ سيبلغ إنتاج البنزين بين 9 ملايين و10 ملايين لتر يوميا.
وأشار جهاد إلى أن التأخير يعود إلى جائحة كورونا التي جعلت جميع دول العالم تتوقف عن العمل وتواجه الجائحة، مبينا أن الجهد الوطني ساهم بإعادة تأهيل مصفاة بيجي وعادت قدرته الإنتاجية إلى النصف وهي 140 ألف برميل يوميا.
وأكد أنه خلال العامين المقبلين سيقوم العراق باستثمار فضلات المصافي في البلاد، وتحويلها إلى مشتقات نظيفة صديقة للبيئة، من خلال مصافي الجنوب عبر مشروع ينفذ مع اليابان.
صديق للبيئة
من جهة أخرى، قال الخبير النفطي حمزة الجواهري، للجزيرة نت، إن مواصفات مصفاة كربلاء تلبي معايير الانبعاثات وفق التصنيف الأوروبي (EOUR 5)، مما يجعل المشروع صديقا للبيئة.
وأضاف أن إنتاج المصفاة سيكون من البنزين والديزل والنفط الأسود وبنزين الطائرات وغيرها من مشتقات النفط، موضحا أن البنزين سيوفر حوالي 3 مليارات دولار سنويا للعراق.
وأكد أن العراق سيتوقف عن استيراد 70% من البنزين، لكن مع قرب إدخال وحدات صغيرة من مصافي البصرة والدورة إلى العمل، سيتوقف كليا عن الاستيراد، كما سيتوقف عن استيراد الديزل بنسبة 70%.
وأوضح أن تأخير إنشاء مصفاة كربلاء يعود إلى سببين: “الأول، بسبب اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية ثلث مساحة العراق عام 2014 مع هبوط أسعار النفط، مما جعل الحكومة تتجه لتوفير الدعم المالي للحرب وليس لإنشاء المشاريع، والثاني خلال جائحة كورونا عندما انتشرت في العالم وأصبحت الدولة عاجزة عن توفير رواتب الموظفين”.
ونوه الجواهري إلى أن المصفاة مولت من بيع المشتقات النفطية مثل البنزين والديزل والنفط الأسود.