المدرب السعودي الخراشي للجزيرة نت: قطر وفرت كل عوامل النجاح للمونديال ومهمة السعودية صعبة
اعتبر محمد الخراشي، أحد أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم السعودية، أن دولة قطر وفرت كل عوامل النجاح لبطولة كأس العالم 2022 من أجل تقديم نسخة استثنائية وفريدة من نوعها، مشيرا إلى أن تنظيم حدث بحجم المونديال شرف لقطر وكل الدول الخليجية والعربية.
وقال الخراشي -في حوار مع الجزيرة نت- إن إنجاز تأهل المنتخب السعودي إلى الدور الثاني بمونديال أميركا 1994 ليس ببعيد، إلا أن الأخضر وقع في مجموعة حديدية ومهمته ستكون صعبة، ويحتاج إلى إيمان اللاعبين بقدرتهم وأنفسهم من أجل تحقيق الحلم.
وأوضح أن دولة قطر كانت علامة فارقة في مسيرته التدريبية، حيث خاض فيها العديد من الدورات التدريبية التي نظمها الاتحاد القطري تحت إشراف الاتحاد الآسيوي، كما أن لقبه الأول كمدرب الذي حققه في بطولة آسيا للناشئين كان في قطر عام 1985.
ويعد الخراشي (66 عاما) أحد أبرز المدربين في السعودية، إذ حقق لقب آسيا مرتين مع منتخب الناشئين، وقاد الأخضر للفوز لأول مرة بلقب كأس الخليج الذي استعصى عليه طوال 11 نسخة، كما أنه كان صاحب إنجاز قيادة المملكة للمرة الأولى إلى نهائيات مونديال أميركا 1994، بعد قيادة المنتخب للفوز على إيران (4-3) في المباراة الشهيرة التي أقيمت على ملعب خليفة الدولي بالدوحة.
وفيما يلي نص الحوار:
-
العناوين الجانبية اخفاء
حدثنا عن مشوارك في الملاعب سواء كلاعب أو مدرب؟
مشواري في الملاعب كلاعب كان قصيرا، وامتهنت التدريب بعد الاعتزال مباشرة، حيث عملت في الفئات السنية بنادي الهلال كمساعد مدرب، ثم توليت تدريب فريقي الشباب والناشئين في النادي.
وبعد نجاحي مع الهلال استعان بي الاتحاد السعودي للعمل كمساعد مدرب في منتخب الناشئين عام 1980، وبعدها بـ 3 سنوات توليت مسؤولية المنتخب، لأقود الأخضر لتحقيق لقب بطولة آسيا للناشئين في قطر عام 1985، والتأهل لكأس العالم في نفس العام بالصين.
وتمكنت مجددا من قيادة الأخضر لتحقيق لقب كأس آسيا عام 1988 في تايلند والتأهل إلى مونديال الناشئين بأسكتلندا عام 1989، والذي حققت المملكة لقبه، ولكني وقتها عملت مساعدا للمدرب البرازيلي ترمان إيفو.
-
متى انتقلت للتدريب بالمنتخب السعودي الأول؟
عملت في المنتخب الأول عام 1993 كمدرب مساعد مع البرازيلي خوسيه كاندينيو، وكان لي الشرف أن أتولى مهمة تدريب الأخضر بعد إقالة كاندينيو، حيث تمكنت وقتها من قيادة المنتخب والتأهل إلى نهائيات كأس العالم أميركا 1994 للمرة الأولى، بعد الفوز على إيران (4- 3) في المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب خليفة الدولي في قطر.
-
ماذا كانت أجواء مباراة السعودية وإيران وفرحة التأهل للمونديال للمرة الأولى؟
المباراة كانت فاصلة ولا تقبل القسمة على اثنين، ولابد من وجود فائز، وكانت مهمة جدا للوطن وتحقيق حلم المملكة في التأهل للمونديال للمرة الأولى، الأمر الذي وضعني تحت ضغط وتركيز شديدين، ولكن بفضل اللاعبين الكبار وعملي على تقوية الجانب النفسي والمعنوي للاعبين، بالإضافة إلى مفاجأة المنافس بخطة جديدة وتشكيل مختلف يضم 3 مهاجمين، تمكنا من تحقيق الفوز وتحقيق الحلم لتعم الأفراح السعودية في مدرجات ملعب حمد بن خليفة وتنتشر من الدوحة إلى الرياض.
وبعد هذه المباراة باتت قطر علامة مميزة في مسيرتي التدريبية، حيث بدأت خطواتي الأولى في التدريب عبر الدورات التدريبية التي نظمها الاتحاد القطري بقيادة الحكم الراحل علي قنديل وتحت إشراف الاتحاد الآسيوي، فضلا عن أن لقب كأس آسيا للناشئين عام 1985 حققته في قطر، وكدت أكرر نفس الإنجاز في العام التالي في قطر أيضا، ولكن الأخضر احتل المركز الثالث، كما أن حلم التأهل للمونديال حققته من الدوحة.
-
وماذا عن ذكريات إنجاز تأهل المنتخب السعودي للدور الثاني في مونديال 1994؟
بعد التأهل لمونديال أميركا عام 1994 عملت في المنتخب مساعدا للمدرب الأرجنتيني خورخي سولاري خلال فترة الإعداد، ولكن للأسف لم أكن مع المنتخب في نهائيات المونديال، حيث حدث ظرف أسري دفعني للعودة إلى السعودية، ولكن المنتخب قدم مستويات جيدة وتأهل إلى الدور الثاني بعد تفوقه على منتخبات كبيرة في عالم كرة القدم.
-
ما الإنجاز الأبرز في مسيرتك التدريبية؟
بعيدا عن قيادة المنتخب السعودي لمونديال 1994، اعتز بشدة بقيادة الأخضر لحصد لقب بطولة الخليج العاشرة عام 1994 في الإمارات، حيث توليت تدريب المنتخب بعد رفض سولاري تجديد عقده، لأتمكن من تحقيق اللقب الذي استعصى على المنتخب في 11 نسخة سابقة، وذلك على الرغم من وجود أجيال مميزة حققت كأس آسيا عامي 1984 و1988، ولكنها لم تحقق لقب الخليج.
وبجانب ذلك أيضا قيادة المنتخب الأولمبي إلي دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996، والوجود في مونديال فرنسا 1998 كمساعد للمدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا.
-
ما أسباب عدم نجاح المنتخب السعودي سواء بمونديال فرنسا أو البطولات التي تأهل لها بعد ذلك؟
من الصعب وجود منتخب آسيوي أو أفريقي في نهائيات كأس العالم في نسختين متتاليتين بنفس الصورة، وبالنسبة للمنتخب السعودي فهناك أسباب كثيرة جدا لعدم النجاح، أبرزها أن كل المنتخبات -التي شاركت في بطولات العالم بعد مونديال 1994- شهدت تفاوتا في المستوى ولم تظهر بنفس الصورة، وذلك نظرا لاختلاف الأسماء وأساليب وطرق اللعب، فضلا عن وقوع المنتخب في مجموعات صعبة.
-
ما تقييمك لمجموعة المنتخب السعودي بمونديال قطر؟
المنتخب السعودي وقع في مجموعة حديدية تضم الأرجنتين والمكسيك وبولندا، وهي منتخبات كبيرة سواء على مستوى العالم أو على مستوى قاراتهم، ومهمة الأخضر ستكون صعبة، لكنه يحتاج إلى إيمان اللاعبين بقدرتهم وأنفسهم من أجل تحقيق الحلم.
واعتقد أن المنطق والواقعية الكروية قد لا تكون في صالح المنتخب السعودي، ولذلك يجب بذل المزيد من الجهد لتغيير هذه الصورة، وفي حال لم يحدث هذا، يكون المقياس هو خروج المنتخب بأداء وصورة ومشرفة.
-
هل إقامة المونديال في دولة قطر سيعزز من حظوظ السعودية والدول العربية المشاركة؟
بالتأكيد، فإقامة المونديال في دولة قطر من شأنه أن يدعم كل المنتخبات العربية المشاركة، وفي مقدمتها السعودية بحكم الجوار، حيث سيتوفر للأخضر ظهير جماهيري كبير لمساندة المنتخب في جميع مبارياته.
-
كيف ترى استضافة قطر للمونديال وما توقعاتك لهذا الحدث العالمي؟
نحن سعداء باستضافة قطر لهذا الحدث الكروي العالمي، كونها دولة خليجية وعربية شقيقة وتربطنا بها علاقات متجذرة على مختلف الأصعدة، وسنسعى من خلال مشاركتنا في هذا الحدث إلى إنجاح البطولة وظهورها في أفضل صورة.
-
ما رأيك في التشكيك في قدرة قطر على استضافة المونديال؟
الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يمكن أن يجامل دولة على أخرى مهما كان، واختيار قطر لتنظيم هذا الحدث بسبب توفيرها كل عوامل النجاح، فضلا عن أنها قدمت ملفا متكاملا ووعدت بالإيفاء بكل متطلبات الفيفا، ونحن الآن نشاهد على الأرض الاستعدادات المميزة والمنشآت الضخمة والملاعب الفريدة من نوعها، والكل يشيد بمدى قدرات قطر في العمليات التنظيمية بعدما تفوقت في تنظيم العديد من الأحداث الرياضية العالمية خلال الفترة الماضية، ونحن في السعودية خير داعم لقطر قلبا وقالبا.
-
ما رأيك في مستوى الدوري السعودي وما سبب هبوط فريق بحجم أهلي جدة؟
الدعم غير المسبوق لجميع أندية الدوري السعودي جعل مستويات الأندية تتقارب بصورة كبيرة، في ظل قدرة كل فريق على شراء أفضل المحترفين الأجانب، وهو الأمر الذي أدى في النهاية لهبوط فريق عريق كأهلي جدة، ولكنه قادر على العودة سريعا واستعادة مكانته.
ويعيش الدوري السعودي الآونة الأخيرة أفضل فتراته الفنية، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من اللاعبين الأجانب، مما ساهم في تطور المستوى الفني للمسابقة، في ظل زيادة التنافسية والاحتكاك مع لاعبين كبار أصحاب خبرات في أكبر الدوريات الأوروبية.
-
هل تأثر المنتخب السعودي بزيادة أعداد اللاعبين الأجانب بالدوري المحلي؟
بالتأكيد، تأثر المنتحب بهذا الأمر خاصة في بعض المراكز، ومنها مركز المهاجم الصريح، حيث لا يوجد في الجيل الحالي للمنتخب مهاجم بنفس مستوى الأجيال الماضية، وذلك في ظل اعتماد الفرق على مهاجمين أجانب، وأيضا مركز حراسة المرمى، لكن وجود الأجانب بالدوري ضرورة، حيث يعملون بطريقة مباشرة على رفع مستوى اللاعب المحلي، في ظل احتكاكه بخبرات ومستويات فنية عالية تعود لمدارس كروية مختلفة.