الاخبار العاجلةسياسة

ديفنس وان: استخدام روسيا للسلاح النووي لن يمنحها الكثير من الميزات في ساحة القتال

في الوقت الذي يصعد فيه المسؤولون الروس التهديدات باللجوء إلى القوة العسكرية النووية، وتدرس فيه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) احتمالات ما يمكن أن يحدث إذا استخدمت موسكو واحدا من الألفين أو أكثر من أسلحتها النووية منخفضة القوة، يحذر الخبراء من أن انفجارا نوويا، ولو كان صغيرا نسبيا، فسيكون له تأثيرات سياسية وبيئية بعيدة المدى، لكنها مع ذلك لن تساعد موسكو في كسب الحرب.

في هذا السياق يقول باتريك تاكر محرر التكنولوجيا بموقع ديفينس وان (Defense One) الأميركي إن المرء قد يكون معتادا على التفكير في الأسلحة النووية ذات الرؤوس الحربية فئة النصف ميغا طن بأنها مدمرة للحضارة. لكن كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا كان لديهما عدد من الأسلحة النووية الأصغر حجما من فئة واحد إلى 50 كيلوطنا طوال الحرب الباردة التي يشار إليها أحيانا بأنها أسلحة نووية “تكتيكية”.

وقد بلغت المخزونات الأميركية ذروتها من هذه الأسلحة عام 1967، وانخفضت بعد ذلك، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة.

واختارت روسيا مسارا مختلفا وفقا لورقة بحثية لمختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية لعام 2017، حيث كتب مؤلفو الدراسة “إدراكا من روسيا أن الأسلحة النووية كانت الوسيلة الوحيدة الممكنة لتعويض تفوق الأسلحة التقليدية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) واصلت موسكو الاستثمار في برنامج بحث وتطوير قوي يركز على الأسلحة النووية المنخفضة القوة”.

وفيما يتعلق بمقدار الضرر الذي يمكن أن يحدثه أحد هذه الأسلحة، يشير موقع نيوك ماب (Nuke Map) إلى أن هجوما بـ 20 كيلوطنا على أوكرانيا سيقتل أكثر من 31 ألف شخص ويصيب 65 ألفا آخرين في غضون 24 ساعة. وحتى هذه الأرقام قد تكون استهانة كبيرة.

انفجار نووي بقوة 5 كيلوأطنان سيكون قاتلا فعالا، ولكن فقط على مسافة قصيرة نسبيا، ربما أقل من 1 أو 1.5 كيلومتر، وفرص النجاة من مثل هذا الانفجار (إلى جانب أي معدات ثقيلة) جيدة جدا بمجرد تجاوز تلك المسافة، وأفضل حتى بعد كيلومترين

وأشار الكاتب إلى قول أحد مؤلفي الدراسة مايكل فرانكل “ستكون التأثيرات الفورية مروعة جدا لو أنك علقت دون حماية في محيط بضعة كيلومترات، ومن المفترض أن يكون الهدف من الاستخدام العسكري هو القضاء على التجمعات المحلية لقوات العدو (إذا كانوا أغبياء بما يكفي ليتركزوا بطريقة توفر مثل هذا الهدف) أو ربما مستودعات إمداد مهمة وما شابه ذلك”.

ومع ذلك، قال فرانكل إن مثل هذا السلاح، المستخدم في ساحة المعركة الفعلية الأوكرانية ضد القوات العسكرية، لن يعطي ميزة كبيرة لروسيا، لأنه لا يزال من الصعب التفكير في العديد من الأهداف التي تستحق استخدام الأسلحة النووية على أنها مجرد متفجرات أخرى في ساحة المعركة، وإن كانت كبيرة”.

وذكر الكاتب أن الكثير من ذلك يتعلق بالحجم الهائل لساحة المعركة. فالمساحة الإجمالية للأراضي التي لا تزال تحتلها روسيا تبلغ تقريبا مساحة البرتغال، ويقاتل الأوكرانيون على جبهات متعددة، وليس في نوع التركيزات التي من شأنها أن تصلح للاستهداف بمثل هذا السلاح.

وكتب فرانكل “إن انفجارا نوويا بقوة 5 كيلوأطنان سيكون قاتلا فعالا، ولكن فقط على مسافة قصيرة نسبيا، ربما أقل من 1 أو 1.5 كيلومتر. وفرص النجاة من مثل هذا الانفجار (إلى جانب أي معدات ثقيلة) جيدة جدا بمجرد تجاوز تلك المسافة، وأفضل حتى بعد كيلومترين. لذا فإن استخدام سلاح نووي لإيقاف أو تأخير 20 أو 30 كيلومترا من التقدم لا يبدو ممكنا”.

وبالنسبة لروسيا، كتب فرانكل “قد يكون السلاح النووي هو الشيء الوحيد الذي يشكل ممر اختراق ضد خط دفاعي (إذا كان عليك أن تتجاهل شكليات قيادة قواتك مباشرة عبر ساحة معركة ملوثة بالإشعاع) من أجل هجومك المضاد، لكن لا يبدو أن هذا يتوافق مع الواقع الحالي، حيث ستحتاج روسيا إلى قوات كافية مستعدة لمتابعة مثل هذه الإستراتيجية بقوة”.

وتحدث فرانكل عن “أكبر حالة من عدم اليقين” وتابع “والنتيجة الأكثر أهمية على الأرجح لمثل هذا الاستخدام هي سياسية على الأرجح، وهو ما أعتقد أنه يقزم حالة عدم اليقين المادية البحتة لنتائج الانفجار النووي”.

وختم الكاتب مقاله بأن المسؤولين الأميركيين لم يوضحوا كيف سيردون على استخدام الأسلحة النووية الروسية، ومع ذلك فإن رد الفعل سيكون “كارثيا” لنظام بوتين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى