نيوزويك وفايننشال تايمز: احذروا هرمجدون نووية ولنحاور بوتين
نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية وصحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية مقالين لكاتبين مختلفين يدعوان الولايات المتحدة وحلفاءها إلى استخدام أي نفوذ لإحضار روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإزالة خطر وقوع كارثة نووية (هرمجدون) ماحقة للبشرية.
وقالت نيوزويك إن أميركا لو كانت تتمتع بالحس السليم لعملت على تهدئة الوضع، واصفة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانجرار وراء الموقف الأوكراني “ذي السقف العالي للغاية” في مطالبه بعودة الأراضي التي ضمتها موسكو.
ودعت المجلة الشعب الأميركي للتحدث في صناديق الاقتراع الشهر المقبل، وكبح جماح الطبقة الحاكمة “الدنيئة المتعطشة للحرب”.
وأوضحت أن المواطن الأميركي المتوسط لا يهتم، ولا ينبغي له أن يهتم بما إذا كانت منطقة سلافية مقسمة عرقيا أو منفصلة إلى منطقتين متنازع عليهما تاريخيا، كما لا يهم المواطن الأميركي إذا كانت هاتان المنطقتان تتلقيان في النهاية أوامر من كييف أو موسكو.
خيار إيلون ماسك
وأشادت نيوزويك بدعوة إيلون ماسك -التي تعرضت لانتقادات شديدة في وقت سابق هذا الأسبوع- وقوله إن السلام بين أوكرانيا وروسيا يمكن تحقيقه على أفضل وجه من خلال إعادة انتخابات المناطق المضمومة مثل لوغانسك ودونيتسك، أما شبه جزيرة القرم فهي رسميا جزء من روسيا، كما كانت منذ عام 1783 (حتى خطأ خروتشوف)، وأن تبقى أوكرانيا على الحياد بين روسيا والناتو.
وانتقدت المجلة أميركا والديمقراطيات الليبرالية الغربية التي تضفي أهمية وجودية على أوكرانيا بالنسبة لأمن “الغرب”، إلى درجة أن إعادة احتلالها تستحق على ما يبدو -في نظر الغرب- أي تكلفة عسكرية واقتصادية وإنسانية، وإن أدى ذلك إلى حرب نووية مفتوحة بين الناتو وروسيا.
وقالت إن مصلحة أميركا والغرب تكمن في وقف التصعيد والانفراج والسلام، وذلك بعدم تلبية كل ما يطلبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفة أنه يجب على بايدن الاعتراف بالواقع وتغيير المسار الإستراتيجي للسياسة الأميركية تجاه الحرب في أوكرانيا على الفور.
وقالت فايننشال تايمز إن الرد الغربي على الهجوم الروسي على أوكرانيا تمثل في الردود السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإن السياسية كانت الأكثر فعالية إلى حد دفع أصدقاء موسكو -مثل الصين والهند- لانتقاد روسيا.
ودعت الصحيفة إلى الانخراط في المسار السياسي-الدبلوماسي، لافتة الانتباه إلى أن أزمة الصواريخ الكوبية بين روسيا والولايات المتحدة في الستينيات انتهت إلى مساومة قضت بسحب موسكو صواريخها من كوبا وسحب واشنطن صواريخها من تركيا.