ندوة إزالة الكربون من صناعة الأسمنت في كاوست تمهد الطريق نحو الحياد الكربوني في 2060
نظمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية ورشة عمل: ” إزالة الكربون من صناعة الأسمنت – الطريق نحو الحياد الكربوني في 2060″.
تعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر منتجي الأسمنت في الشرق الأوسط والثامنة على مستوى العالم في هذه الصناعة. ولأن صناعة الأسمنت أمر بالغ الأهمية لازدهار الاقتصاد، تشهد المملكة اليوم العديد من المشاريع التنموية الضخمة الأمر الذي سيرفع من إنتاجها للإسمنت خلال السنوات القليلة القادمة أكثر من المعدل الحالي الذي يصل نحو 70 مليون طن سنويًا. وتفرض هذه الزيادة تطوير قطاع إنتاج الأسمنت بطرق حديثة وصديقة للبيئة يتم خلالها إزالة انبعاثات الكربون منه بطريقة مستدامة وخاضعة للرقابة. وهو ما تشجعه رؤية المملكة، في الوصول إلى الحياد الصفري في 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون.
ودعمًا لهذا التوجه، نظمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ورشة عمل بعنوان ” إزالة الكربون من صناعة الأسمنت – الطريق نحو الحياد الكربوني في 2060″.
وأوضح سعادة وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير التعديني الأستاذ مساعد بن عبدالعزيز الداود في كلمته الافتتاحية لورشة العمل أنّ المملكة تمتلك قطاع إسمنت حيوي سيساهم في تحقيق رؤيتها للاستدامة ومستهدفاتها للوصول للحياد الصفري من انبعاثات الكربون، مشيرًا إلى أنه من المتوقع ارتفاع الطلب على الأسمنت في السنوات القادمة نظراً لحجم المشاريع الضخمة المخطط لها أو قيد التنفيذ في المملكة مما سيزيد من ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الكربون الناتجة من صناعة الإسمنت.
كما أشار سعادة وكيل الوزارة إلى الدراسة التفصيلية التي قامت بها وزارة الصناعة والثروة المعدنية مؤخراً لقطاع الأسمنت في المملكة والتي تطرقت إلى عدة مواضيع هامة منها الاستدامة البيئية وكان من ضمن مخرجاتها إنشاء مركز أبحاث مشترك بين شركات الصناعات التعدينية بالتعاون مع الجامعات لتطوير صناعات خضراء لعدة قطاعات صناعية تشمل الأسمنت وصناعات أخرى مثل الفوسفات والألومنيوم.
كما شارك في ورشة العمل شخصيات ومسؤولين رفيعين من القطاعات الحكومية والصناعة والأوساط الأكاديمية، وستتناول ثلاثة محاور رئيسية هي: استخدام الوقود البديل في صناعة الأسمنت، إنتاج الأسمنت (منخفض النسبة من الكلنكر) أو ما يسمى بالأسمنت الأخضر وأيضا تقنية التقاط الكربون.
يشار إلى أن الجمعية العالمية للأسمنت والخرسانة (GCCA) شاركت في هذه الورشة من خلال كلمة الرئيس التنفيذي السيد توماس غيلوت والتي قدمت منظورًا دَوْلِيًّا حول مسارات إزالة الكربون في هذه الصناعة فضلًا عن الخيارات التقنية الحالية والمستقبلية، كما أُتيحت للحضور فرصة المشاركة وطرح خططهم ووجهات نظرهم.
وأكد مقدم ورشة العمل البروفيسور بسام دالي، من مركز أبحاث الاحتراق النظيف في كاوست أن “إزالة الكربون من صناعة الأسمنت أمر ضروري لتحقيق أهداف المملكة، حيث يمكن أن يجلب ذلك فرصًا وأسواقًا جديدة، وهناك فعلاً حاجة ماسة إلى تطوير تقنيات جديدة وإعادة التفكير في عملياتنا الحالية”.
فيما صرح البروفيسور بيير ماجستريتي، نائب الرئيس للأبحاث في كاوست، “أن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يتصدون للتحديات الرئيسية في مجال إزالة الكربون كجزء من التزامهم بالبرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون. ويعتبر الأسمنت قطاعًا رئيسيًا نسعى فيه لتقديم حلول مبتكرة نظرًا لأهميته الاقتصادية للمملكة ولهدف الحياد الكربوني في 2060”.
وأوضح المهندس هيثم حامد، رئيس قطاع تطوير الأعمال في الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير “سرك” إلى أن الشركة قدمت نموذج عمل في اطلاق محطة الوقود البديل في مدفن السُلي بالرياض وقيادتها مع الجهات ذات العلاقة والشركاء في دعم استخدام الوقود البديل كمصدر مستدام للطاقة.