الاخبار العاجلةسياسة

ضغوط بشأن الاقتصاد وسيناريوهات بشأن تايوان.. هذه أبرز الملفات الساخنة أمام مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني

بكين – من المرجح أن يتصدر انتخاب شي جين بينغ لولاية ثالثة غير مسبوقة أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني عناوين الصحف العالمية، وذلك عقب انطلاق أعمال المؤتمر الوطني للحزب اليوم الأحد، والذي يعقد مرة كل 5 سنوات.

وإذ تبدو النتيجة محسومة في هذا الاتجاه كما يرى مراقبون، إلا أن طريق الوصول إليها مليء بالعقبات والصراعات بين قيادات الصف الأول في الحزب الشيوعي الصيني، الذين سيولون الاهتمام لمجموعة من القضايا ستشكل مسار الصين على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسيتردد صداها في جميع أنحاء العالم، وقد يفضي النقاش فيها لقلب كل التوقعات بخصوص نتائج المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني.

حكم الرجل الواحد

تتركز قيادة الحزب الشيوعي الصيني البالغ عدد أعضائه نحو 96 مليونا، في المكتب السياسي المكون من 25 عضوًا، حيث تقع السلطة الحقيقية على عاتق اللجنة الدائمة للمكتب السياسي “بي بي إس سي” (PBSC) المكونة من 7 أعضاء. لكن المراقبين يرون أن القوة العليا بلا منازع تقع في يد الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ.

ومنذ أن نجح عام 2018 في إلغاء الحد الأقصى للرئاسة في فترتين، بات تأمين إعادة التعيين لولاية أخرى على الأقل الهدف السياسي الأهم لشي في المؤتمر الـ20 للحزب لعام 2022، مما يجعله من بين أكثر الأهداف أهمية في تاريخ الصين الحديث.

ومع ذلك، إلى جانب بقائه في السلطة، يسعى شي لأهداف سياسية أوسع وأكثر تحديًا يأمل في تحقيقها، على وجه التحديد المناورة بتعيين أكبر عدد من مؤيديه من الفصائل المقربين في مناصب السلطة والنفوذ (لا سيما في المكتب السياسي)، مما يمهد طريقه لمواصلة منصبه بأمان إلى أجل غير مسمى.

ويرى معهد مجتمع آسيا للسياسات “إيه إس بي آي” (ASPI) في ورقة بحثية، أن شي يواجه معارضة ونفوذا داخل الحزب الشيوعي الصيني من “عصبة شنغهاي” التابعة للرئيس السابق جيانغ زيمين، والفصيل المرتبط بالزعيم الأسبق هو جينتاو، ورابطة الشبيبة الشيوعية التي يقودها حاليًا رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، مما يجعل اختيار الموظفين الذي يجرى في المؤتمر الـ20 للحزب بمثابة مقياس لمدى استمرار قوة شي داخل النظام الصيني، فضلاً عن المساعدة في التنبؤ بالاتجاه المستقبلي للسياسة الصينية.

وسيشير تتبع مصير الحلفاء الرئيسيين لشي أيضًا إلى المدى الذي تمكن فيه من قلب نظام القيادة الجماعية الذي ورثه في عام 2012، وإلى أي مدى يؤيد الحزب الشيوعي الصيني بشكل شامل هذا النهج الأكثر مركزية لحكم الصين؟

صفر كوفيد و”الرخاء المشترك”

يتعرض الرئيس شي لضغوط لتقديم بعض الوصفات الجديدة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي يواجه نموا بمعدل أبطأ من بقية آسيا للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا، حسب البنك الدولي.

وربما يكون زعيم الصين قد توصل إلى التشخيص الصحيح، لكنه فشل حتى الآن في إيجاد إجراءات تحقق الازدهار المشترك. ويرى باحثون أنه سيستخدم مؤتمر الحزب لإعادة تصميم بعض الإجراءات السياسية، مثل التركيز على تنمية المناطق الريفية لتعزيز الديناميكية الاقتصادية وتوليد فرص العمل.

ويأمل مراقبون التقاط أي مؤشرات في تقرير شي السياسي بشأن تخفيف محتمل، أو تدل على مسارات مستقبلية بديلة لإدارة الوباء، في ظل التمسك بسياسة “صفر كوفيد”، التي تواصل بكين التأكيد على أنها حيوية لحماية الأشخاص المعرضين للخطر ودعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وأدى هذا النهج إلى تكثيف الضغوط الاقتصادية، وتفاقم معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب، ويختبر صبر الطبقات المتوسطة المتنقلة الصاعدة في الصين.

تقول كريستينا تشين، المتخصصة في السياسة الصينية في مؤسسة الأبحاث التايوانية “آي إن دي إس آر” (INDSR)، إن الصين تواجه سلسلة من التحديات المعقدة في وقت يحتاج فيه الحزب الشيوعي الصيني وشي جين بينغ إلى أن تظهر البلاد مزدهرة ومتناغمة.

وتضيف تشين للجزيرة نت أن “المشاريع السياسية المرتبطة برئاسته، مثل إستراتيجية القضاء على فيروس كورونا المستجد، يجب أن تظهر كنجاحات لا جدال فيها من أجل إضفاء الشرعية على خدمته لولاية ثالثة”، مما يجعل التحول الكبير أمرا غير مطروح.

“توحيد تايوان” بالسّلم أو الحرب

بعد التوترات المتصاعدة في الأشهر القليلة الماضية، سيبحث المحللون عن أي تغيير محتمل في اللهجة عندما يتحدث شي عن قضية تايوان خلال السنوات الخمس الماضية، اقترب شي من العالم الخارجي بمزيج من الخطاب الذي يتحلى بالبراغماتية والصبر.

لكن شي يربط إرثه بالتوحيد، واصفا إياه بأنه جزء لا يتجزأ من خطته لتحقيق “تجديد كبير للأمة الصينية” بحلول عام 2049 بعد قرن من وضع الحزب أنظاره لأول مرة على تايوان.

وقال كبير مستشاري تايوان في الشأن الصيني تشاو تشون شان إن هناك عددا قليلا جدًا من السيناريوهات التي سيسعى شي بموجبها إلى الوحدة بأي ثمن. وأضاف لصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) أن تحقيق التوحيد يجب أن يكون جنبًا إلى جنب مع التجديد العظيم للصين، وهو ما سيجعل نقاش المؤتمر الوطني يركز على عدم التخلي عن استخدام القوة لتحقيق التوحيد، مع ضرورة ألا يضر تحقيق التوحيد بالهدف النهائي وهو تجديد الأمة الصينية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى