ثلاثة أسئلة عن طائرات “كاميكازي” التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا
على عكس الطائرات المسيرة التي تعود إلى قاعدتها فور إطلاقها صواريخها التدميرية، فإن الطائرات المسيرة الانتحارية أو “الكاميكازي” تصطدم بهدفها لتنفجر فيه.
وقد تسببت موجة جديدة من الغارات الجوية الروسية القاتلة، التي تستخدم هذه الطائرات على أوكرانيا، في مقتل أكثر من 25 شخصًا وإصابة أكثر من 100، وفقًا للسلطات في كييف، في أعنف هجمات منذ الأيام الأولى للحرب.
وقد استهدفت الهجمات الحالية، التي بدأت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما لا يقل عن 10 مناطق في جميع أنحاء البلاد واستخدمت صواريخ روسية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وفقًا للسلطات الأوكرانية.
وأمس الاثنين، استهدفت أسراب من الطائرات غير المأهولة المحملة بالمتفجرات -التي يطلق عليها “كاميكازي”- كييف، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، فضلا عن شن هجمات على منشآت الطاقة، ويقول سلاح الجو الأوكراني إنه دمر ما لا يقل عن 37 طائرة مسيرة خلال هذه الهجمات.
ومن جانبهم، نفى مسؤولون في طهران إمداد روسيا بالأسلحة.
وأيا كانت الجهة التي تزود روسيا بهذه الطائرات المسيّرة، إليك 3 أسئلة توضح ماهيتها ودورها في الحرب ومدى تأثيرها:
أولا: لماذا يطلق عليها طائرات “كاميكازي” المسيّرة؟
على عكس الطائرات المسيرة التي تعود إلى قواعدها بمجرد إطلاق حمولتها من الصواريخ، يتم تدمير الطائرات المسيرة “كاميكازي” أو “الانتحارية” في الهجوم.
ويقول أليكس غاتوبولوس، المحلل الدفاعي لقناة الجزيرة، إن هذه الذخائر يمكن أن تحوم فوق منطقة لتحديد الهدف قبل الانقضاض عليه لتدميره.
وهذه الطائرات، تماما كما هي حال صواريخ كروز، يمكن أن تضرب أهدافًا على بعد مئات الكيلومترات، غير أن صواريخ كروز باهظة الثمن في حين أن طائرات “كاميكازي” المسيرة بديل أرخص ومع ذلك فهو دقيق، وفقا لغاتوبولوس.
من جهته، يقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا اشترت 2400 طائرة مسيرة من طراز “كاميكازي”، لكن أسطولها ينضب بسرعة.
ثانيا: من أين جاءت هذه الطائرات؟
تقول أوكرانيا إن روسيا استوردت من إيران الطائرات المسيرة، التي يطلق عليها باللغة الفارسية اسم “شاهد-136″، الذي يمكن ترجمته إلى “شاهد على الإيمان”، ولكن الكلمة قد تعني أيضًا “شهيد”.
واتهم ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، طهران بأنها مسؤولة عن “جرائم قتل الأوكرانيين”، ولم يعلق الكرملين على ذلك.
لكن إيران، التي ترى أن سبب الحرب الحقيقي هو نشر حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) قواته في أوروبا الشرقية، نفت تزويد روسيا بالأسلحة.
ويقول غاتوبولوس إنه من غير المرجح أن تكون الطائرات المسيرة روسية الصنع؛ لأن موسكو “كانت متأخرة في تطوير طائرات مسيرة تكتيكية منخفضة التكلفة، خاصة تلك المسلحة منها”.
ويرى المحلل في كينغز كوليدج بلندن، سمير بوري، في حديث للجزيرة أن شكلاً من أشكال اتفاقية بيع لهذه الطائرات ربما تم بين موسكو وطهران.
ويضيف بوري أن هذه الطائرات المسيرة “تم شراؤها من على الأرفف الإيرانية، وتم نقلها إلى منطقة الحرب واستخدامها -على ما أعتقد، إلى حد كبير- كسلاح سيستمر في إرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية بإضافة بعد آخر في هذه الحرب الهجينة”.
ثالثا: هل ستغير هذه الطائرات مسار الحرب في أوكرانيا؟
تكلف الطائرات المسيرة “كاميكازي” نحو 20 ألف دولار، حسب بوري، “وهذا في الواقع مبلغ كبير جدًا، عندما تأخذ في الاعتبار أنها سلاح يستخدم مرة واحدة”.
وقد أوضح متحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية -لوكالة أسوشيتد برس- أن استخدام أسراب من هذه الطائرات يمثل تحديًا للدفاعات الجوية الأوكرانية، لكن الدول الغربية وعدت بتعزيز دفاعات كييف بأنظمة يمكنها إسقاط الطائرات المسيرة، غير أن الكثير من هذه الأسلحة لم يصل بعد، وفي بعض الحالات، قد يستغرق الأمر شهورًا.
ويرى بوري أن نشر طائرات مسيرة يمثل، بالفعل، تحديا جديدا للأوكرانيين، غير أنه من غير المرجح أن يغير قواعد اللعبة.