الاخبار العاجلةسياسة

هل يمكن الكشف عن هجوم نووي روسي قبيل وقوعه؟

تساءلت مجلة إيكونوميست البريطانية (The Economist) عما إذا كان بالإمكان معرفة إن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وشك تجاوز حافة الهاوية النووية؟

وقالت في تقرير لها إنه في الوقت الذي يجري الناتو فيه تدريبات نووية، يراقب الجواسيس الغربيون الرؤوس الحربية الروسية بحثا عن أي مؤشر على تحريكها.

وأضافت بأن الجواسيس الغربيين ربما يقولون إن لديهم نظرة ثاقبة لعملية صنع القرار في الكرملين، أما بالنسبة للأقمار الصناعية والوسائل التقنية الأخرى، فسيتوقف الكثير على الأسلحة التي تقرر موسكو استخدامها.

مراقبة الترسانات النووية الإستراتيجية قائمة

ويوضح التقرير أن مراقبة ترسانات روسيا وأميركا من الأسلحة “الإستراتيجية” بعيدة المدى تتم عن كثب بموجب معاهدة البداية الجديدة (New Start Treaty) التي تحدد لكل جانب 1550 رأسا حربيا منتشرا على الصواريخ والقاذفات والغواصات.

لكن المشكلة أن العديد من هذه الرؤوس موضوعة في حالة تأهب قصوى، ويمكن إطلاقها دون سابق إنذار، ولن تستطيع الأقمار الصناعية والرادارات الأرضية رصد الصواريخ الباليستية وتتبعها إلا بعد إطلاقها، وسيكون من الصعب اكتشاف صواريخ كروز منخفضة التحليق.

ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأسلحة أمر غير مرجح، لأنها تنطوي على خطر كبير للغاية بإثارة حرب مع الناتو.

وقد يكون الخيار الأكثر جدوى هو توجيه ضربة نووية محدودة باستخدام واحد أو أكثر من الأسلحة الروسية “التكتيكية” التي يبلغ عددها ألفي نوع، والتي تتمتع عموما بقوة تفجيرية أصغر ومدى أقصر، علما بأن لدى الناتو حوالي مئة نوع سلاح من هذا القبيل مخزنة في أوروبا.

الرؤوس النووية تحتاج لتحريكها إلى الطائرات والصواريخ

وقالت المجلة إن الرؤوس الحربية التكتيكية الروسية يتم الاحتفاظ بها في عشرات من مواقع التخزين، منفصلة عن الطائرات والصواريخ التي قد تكون مطلوبة لإيصالها. وبالتالي يجب أن تكون الاستعدادات لاستخدامها قابلة للكشف.

وتوضح أن مفتاح الكشف هو المراقبة عن طريق الأقمار الصناعية والوسائل الأخرى لحركة الرؤوس الحربية من مواقع التخزين، إذ سيتم نقل الرؤوس الحربية بالقطار أو الشاحنات، وتحرسها وحدات النخبة من المديرية الرئيسية رقم 12 المسؤولة عن صيانة الرؤوس الحربية، وستكون مصحوبة بمركبات إطفاء ومركبات استرداد خاصة. والوحدات العسكرية التي قد تستخدم هذه الأسلحة قد تظهر أيضا نشاطا غير عادي. كل هذا من شأنه أن يولد ثرثرة إلكترونية أكثر كثافة.

وأضافت أن الدول الغربية تعرف العلامات المنذرة لأنها عملت مع روسيا لعقود بعد الحرب الباردة لتحسين أمان ترسانتها النووية في إطار برنامج التعاون للحد من التهديد (Co-operative Threat Reduction) وتم تصميم بعض المعدات والإجراءات الروسية المتخصصة بمساعدة خبراء غربيين.

احتمالات أخرى

ونقل التقرير عن ويليام مون، وهو من قدامى المحاربين في برنامج التعاون المذكور، إنه من شبه المؤكد أن يتم رصد حركة كبيرة للرؤوس الحربية. ولكن من أجل عرض تكتيكي محدود، يمكن لروسيا محاولة إخراج رأس أو رأسين حربيين مخفيين في شاحنات عادية. إن اكتشاف مثل هذه الخطوة سيكون بمثابة التكهن بأي جنب تستقر عليه العملة المعدنية بعد قذفها في الهواء.

ويلاحظ بافيل بودفيغ من معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وهو مركز فكري في جنيف، أنه بمجرد تركيبها على قاذفات صواريخ متحركة وإخفائها في الغابات، سيكون من الصعب العثور على أسلحة نووية تكتيكية.

ويجادل جيمس أكتون، من مؤسسة كارنيغي للسلام، بأن إخفاء حركة الرؤوس الحربية سيكون ضد هدف روسيا “بوتين يريدنا أن نعرف أنه يستعد للاستخدام النووي. إنه يفضل التهديد باستخدام الأسلحة النووية وانتزاع المكاسب أكثر من استخدامها فعليا”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى