اقتصاد

قبيل محادثات “أوبك بلس” بشأن خفض الإنتاج.. النفط يتراجع وصدام منتظر مع أميركا

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء بعد ارتفاعها بأكثر من 3% في الجلسة السابقة، وذلك قبيل اجتماع منتجي “أوبك بلس” (+OPEC) لمناقشة خفض كبير في إنتاج الخام.

وقال متعاملون إن ارتفاع الدولار كان السبب الرئيسي في انخفاض الأسعار على نحو طفيف؛ إذ انخفض الطلب من المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 0.46% وبلغ 91.4 دولارا للبرميل في الساعة التاسعة بالتوقيت العالمي بعد صعوده 2.94 دولار في الجلسة السابقة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.6% إلى 86.02 دولارا للبرميل بعد أن ارتفعت 2.3 دولار في الجلسة السابقة.

وقال مصدر في “أوبك” لرويترز إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا -فيما يُطلق عليه تجمع أوبك بلس- سيجتمعون في فيينا في وقت لاحق اليوم الأربعاء لمناقشة تخفيضات إنتاج تصل إلى مليوني برميل يوميا.

وهذا الاجتماع هو الأول حضوريا لمنظمة أوبك وحلفائها منذ مارس/آذار 2020.

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” (Bloomberg) للأنباء المالية أن المشاركين في الاجتماع يناقشون خفضا قدره نحو مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل أي ضعف معظم التوقعات الأولية.

وسيكون خفض بهذا الحجم أكبر تقليص للإنتاج تقوم به “أوبك بلس” منذ أن تضرر الطلب جراء جائحة “كوفيد-19” في 2020.

رد فعل أميركي

وقال مصدر مطلع لرويترز إن الولايات المتحدة تحث منتجي “أوبك بلس” على تجنب إجراء تخفيضات كبيرة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس جو بايدن إلى منع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

من جهتها تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن تاماش فارغا الخبير في مجموعة “بي في إينرجي” (BV Energy) قوله “لن يلقى (قرار الخفض) ترحيبا من البيت الأبيض مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية الشهر المقبل”.

كما قال “محللو سيتي” في مذكرة “إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (بايدن) قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية”.

اقرأ ايضاً
جهات حكومية وتمويلية تقدم خدماتها في معرض "فرنشايز جازان"

وأضافوا “قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الإستراتيجية”.

كما توقع بنك “جيه بي مورغان” (JP Morgan) أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.

وفي هذه الأجواء، يتحدث خبراء عن خفض تدريجي مع الوقت سيكون أقل “استفزازا” للولايات المتحدة.

في المقابل سيكون قرار خفض الإنتاج مناسبا لروسيا “وبالتالي يمكن أن يُنظر إليه على أنه تصعيد إضافي للتوتر الجيوسياسي”، وفق ما تذكر “إيبيك أوزكاردسكايا” المحللة في مجموعة “سويسكوت” (Swissquote).

تأثيرات و توقعات

وسيكون التأثير الحقيقي على العرض -من خلال خفض الإنتاج- محدودا لأن العديد من دول “أوبك بلس” تضخ بالفعل أقل بكثير من حصصها الحالية.

ففي أغسطس/آب الماضي، لم تحقق أوبك بلس هدفها الإنتاجي بفارق 3.58 ملايين برميل يوميا.

ومع ذلك، قال محللو “إيه إن زد ريسيرش” (ANZ Research) في مذكرة، إن الاتفاق على التخفيضات الكبيرة “سيبعث برسالة قوية مفادها أن المجموعة مصممة على دعم السوق”، مضيفين أن ذلك “يؤدي إلى شح كبير في السوق”.

وتراجعت مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 1.8 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء.

وكانت مجموعة “أوبك بلس” خفّضت في سبتمبر/أيلول الماضي هدفها بشكل طفيف (بمقدار 100 ألف برميل) وقالت إنها مستعدة لمزيد من الخفض.

منذ ذلك الحين، تراجع سعر الخامين القياسيين العالميين وعادا إلى مستويات يناير/كانون الثاني الماضي البعيدة عن الارتفاع الذي سجل في مارس/آذار المنصرم في بداية الحرب في أوكرانيا، عندما بلغ سعر برميل برنت 139.13 دولارا ونفط خام غرب تكساس الوسيط 130.50 دولارا.

في الأثناء قال كريس بيك عضو اللجنة التنفيذية لشركة فيتول ورئيس مجلس إدارة “في تي تي آي” (VTTI) اليوم الأربعاء إنه يتوقع أن يقترب سعر خام برنت من 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام.

وأضاف بيك أن القيمة السوقية لخام برنت تتراوح بين 80 و100 دولار للبرميل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى