رياضة

النجم التونسي السابق علي الكعبي للجزيرة نت: نتطلع لتأثير إيجابي لمونديال قطر ومنتخب تونس سيشكل مفاجأة

باريس ـ لم يبخل بنقطة عرق داخل الميدان أو خارجه، يلقبونه بـ”المجاهد”، واستطاع أن يروّض الساحرة المستديرة، ويثبت علوّ كعبه مع المنتخب التونسي، وكان صاحب أول هدف تونسي في المونديال، إنه نجم الكرة التونسية علي الكعبي.

ويعد الكعبي أحد نجوم المنتخب والكرة التونسية والعربية في سبعينيات القرن الماضي، واستطاع مع رفاقه تحقيق أول فوز عربي وأفريقي في كأس العالم في نسخة الأرجنتين 1978، تلك النسخة التي اعتبرها الملاحظون مشرفة جدا للكرة الأفريقية، التي استفادت انطلاقا من نسخة 1982 بمقعد إضافي في النهائيات.

واسترجع الكعبي، في حوار مع الجزيرة نت، ذكرياته في كأس العالم 1978 بالأرجنتين، والهدف الذي سجله في مرمى المنتخب المكسيكي، وتحدث عن الهزيمة الأخيرة القاسية للمنتخب التونسي أمام نظيره البرازيلي، والدروس الواجب استخلاصها، وتحدث عن رمزية تنظيم قطر هذا الحدث الكروي العالمي، ومساهمته المستقبلية في تطور الكرة الخليجية والعربية.

وفي ما يلي نص الحوار:

بحكم أن دولة قطر انطلقت في التحضيرات منذ فترة طويلة، ومن خلال مستوى التنظيم الممتاز الذي شاهدناه في كأس العرب العام الماضي، أستطيع أن أؤكد أن كل ممهدات النجاح لهذه الكأس العالمية متوفرة، من إقامة وبنية تحتية وتجهيزات لوجيستية وملاعب بمواصفات عالمية.

النجاح الكبير الذي حققته قطر في تنظيم كأس العرب كان خير امتحان، وشاهدا للناس كي يروا الاستعدادات الجيّدة لكأس العالم، أعتقد أن فعاليات كأس العالم في قطر ستكون ناجحة واستثنائية.

  • ما رمزية تنظيم كأس العالم في دولة عربية؟

الأكيد أنه شرف كبير، يتجاوز قطر ليشمل كل الدول العربية، وستكون قطر أول دولة عربية تنال شرف تنظيم كأس العالم، كما كانت تونس أول فريق عربي يفوز في كأس العالم.

ولأنها ستنظم فوق أرض عربية، أتمنى من المنظمين أن يكون الحضور العربي قويا في هذه الكأس، من خلال دعوة النجوم العرب واللاعبين الذين تألقوا مع منتخباتهم العربية في كوؤس العالم السابقة.

  • هل ستسهم إقامة المونديال في قطر في تطور الكرة الخليجية والعربية في المستقبل؟

بطبيعة الحال سيكون هناك أثر كبير لهذه الكأس على الكرة القطرية والخليجية والعربية، وسيسهم في تطورها. الفائدة الكبيرة ستحصل من خلال الاحتكاك بالمنتخبات العالمية، ودفع عملية التكوين للاعبين الخليجيين والعرب في المستقبل، لأن ما ينقص اللاعب العربي هو التكوين الجيد واللياقة البدنية التي تجعله جاهزا وندا لبقية اللاعبين العالميين.

  • ما مدى مساهمة عاملي الأرض والجمهور في تألق المنتخب التونسي والمنتخبات العربية؟

برأيي هناك 3 عوامل ستسهم بشكل كبير في تألق المنتخب التونسي والمنتخبات العربية في هذه النسخة من الكأس العالمية، الأول هو الملاعب الممتازة ذات المواصفات العالمية، والثاني هم اللاعبون الذين ينشطون في الدوري القطري، والثالث هو الجمهور والجالية التونسية الموجودة في قطر.

كل هذه العوامل ستسهم في شحن اللاعبين ودفعهم ذهنيا ومعنويا لكي يتألقوا على الميدان، نأمل أن تدفع هذه المحفزات البلدان العربية للتألق وتحقيق أفضل النتائج في هذه البطولة العالمية.

  • ما المنتخبات العربية التي تراها قادرة على إحداث المفاجأة والترشح للدور الثاني؟

عامل الجمهور مهم هذا أكيد، ولكن هناك عوامل مهمة أخرى تصنع الفارق مثل اللياقة البدنية والحضور الذهني والمهارات الفردية والقوة الجماعية والنضج التكتيكي.

أعتقد أننا لدينا لاعبون متميزون في العالم العربي يمكن أن يحققوا مفاجأة سارة في هذه الكأس، المنتخب القطري يمكن أن يحدث المفاجأة من خلال التحضيرات الكبيرة التي يقوم بها، رغم صعوبة مجموعته، المغرب أيضا لديه فريق متميز ولاعبون في أقوى البطولات الأوروبية، وطبعا تونس التي برأيي ستفاجئ الجمهور وستقدم بطولة عالية المستوى.

  • ما الذي بقي في ذاكرتك من مشاركة المنتخب التونسي في كأس العالم بالأرجنتين 1978؟

ذكريات كثيرة ومؤثرة بقيت من تلك الكأس، وخاصة مرارة كوننا لم نمر إلى الدور الثاني رغم المستوى الممتاز الذي قدمناه خلال المباريات الثلاث وتحصلنا على 4 نقاط وكان ترتيبنا التاسع من ضمن 16 فريقا يشاركون في كأس العالم حينها.

قدمنا مستويات فردية وجماعية على مستوى عال، وبعد انتصارنا أمام المكسيك في المباراة الأولى، قدمنا مستوى ممتازا وعالميا في مباراة بولندا رغم هزيمتنا في النهاية، واصطدمت الكرة عدة مرات بالقائم ولم تدخل الشباك، وللأسف رافقنا سوء الحظ.

وفي مباراة ألمانيا ظلمنا الحكم البيروفي وتغاضى عن ضربة جزاء واضحة لمنتخبنا، ولو كانت هناك تقنية الفار حينها ربما لانتصرنا على ألمانيا ومررنا إلى الدور الثاني.

ما بقي في الذاكرة أيضا هو الجو العام الممتاز للفريق التونسي، واللحمة القوية وقوة الشخصية التي كانت تميزه، فضلا عن اللاعبين الموهوبين الذين كانوا في المنتخب حينها.

  • ما الذي أحدث الفارق في مشاركة المنتخب التونسي المتميزة في كأس العالم 1978 بالأرجنتين؟

حقيقة كان كل شيء متوفرا في منتخب تونس، فريق متكامل متوازن دفاعيا وهجوميا وتكتيكيا، خطة متميزة للمدرب، مواهب كروية نادرة، لاعبون عمالقة ومتميزون مثل طارق ذياب وتميم الحزامي وحمادي العقربي، وهؤلاء اللاعبون يستطيعون لو كانوا موجودين اليوم أن يلعبوا في أعرق النوادي العالمية، ببساطة كان المنتخب التونسي في الأرجنتين سابقا لعصره.

  • حدثنا عن كواليس مباراة المكسيك والعودة القوية للمنتخب في الشوط الثاني، والهدف التاريخي الذي سجلته؟

في مباراة المكسيك قدمنا شوطا أول ضعيفا، وكنا منهزمين بهدف دون مقابل، والهدف جاء في توقيت سيئ في الدقيقة 43، وفي حجرات الملابس قدم لنا المدرب عبد المجيد الشتالي نصائح مهمة ودفعنا للعب وفق إمكانياتنا، وفي الشوط الثاني عدنا بعزيمة كبرى وإصرار على الفوز، وبعد تسجيلي هدف التعادل، عاد كل اللاعبين إلى مستواهم الحقيقي، ثم سجلنا الهدف الثاني والثالث، وانتهت اللوحة الفنية الكروية التي قدمها المنتخب التونسي بالانتصار.

الهدف الذي سجلته كان نتيجة عمل جماعي وخاصة على الجهة اليمنى من طارق ذياب وحمادي العقربي، وكان لي شرف أن أكون أول تونسي يسجل هدفا في نهائيات كأس العالم، وكان أول انتصار لمنتخب عربي وأفريقي في نهائيات كأس العالم، وبفضل هذا الانتصار الذي حققته تونس تقرر بعدها تمكين أفريقيا من مقعد ثان في هذه البطولة العالمية.

  • هل استفادت الكرة التونسية من النجاحات والخبرات التي راكمها جيلكم؟

بخلاف الصورة الجيدة التي أصبحت تعرف بها تونس على المستوى الكروي، لم تحصل الاستفادة الحقيقية على المستوى الفني، إذ لم نر اللاعبين القدامى يؤطرون اللاعبين الشبان ويعطونهم خبرتهم.

كذلك لم تستفد الرياضة التونسية من جيل المسؤولين والفنيين الذين تألقوا في تلك الفترة، ونتيجة لذلك غابت تونس بعدها 20 عاما عن نهائيات كأس العالم.

  • ما المنتخبات التي ترشحها للفوز بكأس العالم قطر 2022؟

هناك تقاليد تاريخية كروية في كأس العالم لمنتخبات مثل ألمانيا وطبعا البرازيل، وأيضا بلجيكا التي تحسن مستواها في السنوات الأخيرة، وكذلك كرواتيا وفرنسا، مع بعض المفاجآت التي تحدث كل مرة والتي نأمل أن تكون عربية هذه المرة.

  • هل حفزت الثورة التونسية كرة القدم والرياضة التونسية ودفعتها للتطور؟

للأسف الشديد الثورة لم تخدم الرياضة التونسية، وعلى مدى 10 سنوات الماضية لم نر أي حزب سياسي يملك برنامجا رياضيا، أو يراهن على الرياضة، كلهم يحاولون الظهور في الأحداث الرياضية الكبرى، ويحاولون استغلال اللاعبين والرياضيين لخدمة مصالحهم السياسية، هذا هو الواقع والحقيقة للأسف.

اليوم البنية التحتية الرياضية بالية، والقوانين قديمة وأكل عليها الدهر وشرب، والاحتراف مزيف، وأغلب الفرق الرياضية مفلسة وتعاني من الضائقة المالية، ومن المتناقضات أن المنتخب يحقق نتائج جيّدة ومترشح لكأس العالم.

وتبقى بعض نقاط الضوء التي تبعث على الانشراح بعد منتخب كرة القدم، مثل بروز البطلة المتألقة أنس جابر، والبطل الأولمبي في السباحة أيوب الحفناوي، أما بقية الرياضات فهي غارقة في المشاكل والصعوبات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى