كيف تبدو حرب الولايات المتحدة مع الصين؟ مجلة بحثية أميركية توضح
أورد مقال بمجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت الأميركية (Responsible Statecraft) أن أي حرب بين الولايات المتحدة والصين ستكون لها عواقب تشمل كل العالم مع تأثير أكبر بكثير من الحرب الروسية الأوكرانية، وستكون كارثة يجب أن يتجنبها الجميع.
وقالت المجلة -التي يصدرها معهد كوينسي للإدارة المسؤولة للدول بواشنطن (Quincy Institute for Responsible Statecraft)- في مقال إنه لا يمكن احتواء حرب تشارك فيها الولايات المتحدة والصين بسهولة، ونقلت عن مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز تحذيره من احتمال توسع الصراع أفقيا ليشمل مناطق أخرى، وعموديا بتهديدات الأسلحة النووية أو استخدامها الفعلي، و”يمكن أن تصبح حرفيا أسوأ كارثة في تاريخ الحروب”.
ونقل المقال، الذي كتبه دوغ باندو المتخصص في الشؤون السياسية، عن مايكل بيكلي وهال براندز من معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن، أنه إذا اندلع الصراع بالفعل، فلا ينبغي للمسؤولين الأميركيين أن يكونوا متفائلين بشأن الكيفية التي سينتهي بها، إذ سيتطلب كبح أو عكس مسار الهجوم الصيني غرب المحيط الهادي استخداما مكثفا للقوة، ولن تعترف بكين بالهزيمة حتى لو فشلت في تحقيق أهدافها الأولية.
خطيرة بشكل لا يُصدق
ومن الناحية التاريخية، كما يقول الباحثان، فإن الحروب الحديثة بين القوى العظمى عادة ما تطول، وكل هذا يشير إلى أن الحرب بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكون خطيرة بشكل لا يصدق.
ويقول الكاتب إن عواقب مثل هذا الصراع ستظهر في كل العالم، مع تأثير أكبر بكثير من الحرب الروسية الأوكرانية، إذ سيتم تدمير الصناعة التايوانية تماما، وفرض عقوبات من الحلفاء ضد بكين وشركائها التجاريين، وستُجبر الدول الكبيرة والصغيرة على الانحياز لأحد الجانبين، وتقاطع كل من أميركا والصين تجاريا بعضهما البعض، إن لم يكن الدول الأخرى.
وأضاف أنه إذا غزت الصين تايوان، فإن منطقة المحيطين الهندي والهادي ستغرق في حرب واسعة طويلة الأمد يمكن أن تشمل هجمات مباشرة على الولايات المتحدة، بما في ذلك هاواي وربما البر الأميركي.
ستنهزم أميركا على المدى الطويل
ويتوقع الكاتب هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها على المدى الطويل لأنه، كما يقول، من غير المرجح أن يستسلم الشعب الصيني للهزيمة، وأن الجغرافيا والقومية والمصلحة ستدفع بكين المهزومة، مثل ألمانيا المهزومة بعد الحرب العالمية الأولى، إلى إعادة التنظيم وإعادة التسلح من أجل مباراة العودة في المستقبل. وستكون الولايات المتحدة، التي تواجه شيخوخة سكانها وتسونامي الديون، مترددة في إنفاق مئات المليارات سنويا ليس لأمنها فقط بل لمراقبة آسيا بشكل دائم على بعد آلاف الأميال.
وقال أيضا إن حربا مثل هذه ستكون أول حرب تقليدية كبرى بين القوى النووية. وقد تجد الحكومتان صعوبة في تجنب اللجوء إلى أسلحة الدمار الشامل. واستخدام الصين لقواعد البر الرئيسي سيجبر الولايات المتحدة على استهدافها. وستكون أهداف الصين على الأقل ممتلكات وقواعد أميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادي، مما يضمن قتل الكثير من المدنيين، وستشعر كل من بكين وواشنطن بالضغط للتصعيد، وهو ما لن يكون له نقطة توقف واضحة.