رياضة

محمود قندوز للجزيرة نت: مونديال قطر ناجح وإقصاء منتخب الجزائر كان متوقعا

الجزائر- بلغته الصريحة المعتادة، تحدث نجم كرة القدم السابق محمود قندوز عن شؤون الرياضة في بلده الجزائر، وأبدى تفاؤله بنجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022، وقدم توقعاته لنتائج المنتخبات العربية.

صخرة دفاع منتخب الجزائر في مونديالي 1982 و1986، وبمواقفه المعروفة بـ”الجرأة وإثارة الجدل”، شن هجوما على مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي، وقدم ما سماه تحليلا تقنيا لأسباب إقصاء منتخب الجزائر من المشاركة في مونديال قطر، وحمّل المسؤولية لـ”طريقة تسيير المدرب”، وانتقد إشراك لاعبين احتياطيين مع أنديتهم، واعتبر أن “المنتخب ليس دارا للعجزة” أو المسنين.

وفي ما يلي نصر الحوار:

قبل الحديث عن المونديال، يجب التحدث عن دولة قطر، زرتها مرتين في حياتي، الأولى عندما كنت ضيفا في قناة الجزيرة، والمرة الثانية مع الفريق الذي كنت أدربه في أبو ظبي (فريق الجزيرة)، ورأيت بعيني كيف تطور هذا البلد.

وليس من المفاجأة أن تتحصل قطر على شرف استضافة نهائيات كأس العالم، والأكيد أن هذه البطولة ستنجح، كما شاهدنا النجاح الذي حظيت به بطولة كأس العرب التي نظمت في قطر خلال العام الماضي.

  • 5 منتخبات عربية مشاركة في مونديال قطر.. أي توقعات لها؟

في كل مونديال هناك مفاجآت، وقد رأينا كيف انتقل المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني في مونديال 2014، وكان قادرا على تحقيق النتيجة ذاتها في مونديال 1982، وكل شيء ممكن بشرط التحضير الجيد والثقة في قدرات المنتخب.

نتمنى للمنتخبات العربية النجاح، وأعتقد أن حظوظهم متساوية مع بقية المنتخبات المشاركة.

  • ما المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 التي تتوقع أن تصل إلى أدوار متقدمة أو التي تُرجح أن تفوز به؟

يمكن أن نشاهد أحسن منتخب في التصفيات يغادر في الدور الأول من المونديال، وخير دليل على ذلك المنتخب الفرنسي في مونديال كوريا الجنوبية واليابان، لكن هناك منتخبات تقليدية قوية مثل فرنسا وألمانيا والأرجنتين والبرازيل، وكرة القدم ليست علما دقيقا، والمجال مفتوح دائما لمفاجآت.

  • من ستشجع في كأس العالم 2022؟

بصراحة، أشجع منذ زمن المنتخب الفرنسي لأنهم الأقرب لنا، وتربطنا بهم علاقات تاريخية، ولا ننسى أن عددا من لاعبي المنتخب الجزائري تكوَّنوا في فرنسا، ولا يجب إنكار ذلك، وللفرنسيين طريقة تكوين عالمية.

أفضل مشاهدة المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم لوجود لاعبين من أصول جزائرية في صفوفه مثل كريم بنزيمة حاليا وقبله زين الدين زيدان.

  • هناك شبه إجماع على أن إقصاء منتخب الجزائر من مونديال قطر كان مفاجأة، هل تتفق مع هذا الرأي؟ وما أسباب الإقصاء في نظرك؟

مفاجأة عند غير الملمين بكرة القدم، وعندما يعمل الإعلام على تضخيم أمر ما فإن الجاهل يقتنع بأن تلك هي الحقيقة، يجب القول إن منتخبنا كان متوسطا جدا، رأيت المستوى الحقيقي للمنتخب الجزائري عندما يصل منتخب مثل النيجر 4 مرات إلى مرمى الحارس، هنا أكدت على خطورة الأمر.

اقرأ ايضاً
خرج من دوامة التعادلات.. سان جيرمان يهزم مرسيليا في الكلاسيكو الفرنسي

أطلقت التحذيرات مبكرا، رغم شعبوية المدرب، وكنت مُصرا على موقفي، ولكن البعض اتهمني بكره المنتخب، وكان ردي بأننا واعون بخطورة الأمر لتوعيتكم، نحن من نُحب المنتخب وليس أنتم، وهناك أشخاص كانوا يتجارون بهذا المنتخب، وأنا لا أتاجر به.

في 2019 حذرت الجميع رغم الفوز بكأس أمم أفريقيا، قلت حينها إذا فزنا بالكأس فهذا لا يعني أننا الأفضل، وتعرضت خلالها لانتقادات حادة.

  • هل ترى أن نقطة ضعف المنتخب الجزائري هي الدفاع؟

ليس كذلك، بل هو طريقة تسيير المنتخب منذ 2018، المنتخب كان يسير بالشعارات الرنانة وبشعبوية المدرب، ومنذ 2019 حتى الأشخاص الذين كانوا بإمكانهم تقديم آراء فنية وتقنية تم إبعادهم، وتركوا من ينادي بالشعارات: معك يا بلماضي ظالم أو مظلوم، عندما يفوز المنتخب يُرجع الفضل لبلماضي، وعندما يخسر تكال الاتهامات للكاف والحكام، لا يمكن أن تجري الأمور بهذا الشكل.

  • بماذا تردون على من يقول إن المدرب جمال بلماضي حقق إنجازا تاريخيا مع المنتخب الجزائري بـسلسلة 34 مباراة دون هزيمة؟

يجب على الإنسان أن يقرأ ما بين السطور، التعاقد مع أي مدرب يكون وفق أهداف محددة، سواء التأهل إلى كأس أمم أفريقيا أو المونديال، أن تحقق 34 مباراة من دون هزيمة ولم تحقق الهدف المسطر في العقد، فما الفائدة من ذلك؟ والهدف كان التأهل إلى المونديال.

  • على ضوء هذا التحليل، هل تتوقع أن ينجح بلماضي في مشواره الجديد مع المنتخب؟

المدرب بلماضي يرتبط بعقد بأهداف محددة، وإذا لم تتحقق فهذا يعني الفشل.

  • هل تتفق مع من يقول إن أداء اللاعبين المحترفين في الخارج مختلف عن أدائهم مع المنتخب الجزائري؟

يجب أن نتكلم بالمنطق، الحارس وهاب مبولحي لم يلعب يوما في ناد كبير، ومعظم اللاعبين الذين قدموا من الخارج مصلحتهم في المنتخب، وسأوضح كيف ذلك.

عندما ترى لاعبا مثل عيسى ماندي مدافع فياريال الإسباني فهو لاعب احتياطي في فريقه، لكن من يرفع من شأنه هو المنتخب الجزائري الذي يلعب فيه أساسيا، ومن المفروض العكس، والمفروض عندما يكون اللاعب احتياطيا في ناديه لا أستدعيك للمنتخب. الأمر ذاته ينطلق على إسلام سليماني أينما يذهب يكون في دكة الاحتياط، هذه ليست دارا للعجزة (المسنين)، وكذلك الأمر مع سفيان فيغولي وجمال الدين بلعمري.

Mahmoud Guendouz of Algeria during the World Cup match between Algeria and Chile, at Estadio Carlos Tartiere, Oviedo on 24th June 1982 ( Photo by Gerard Bedeau / Onze / Icon Sport )
محمود قندوز بقميص المنتخب الجزائري خلال مونديال 1982(غيتي)
  • حدثنا عن كواليس مشاركاتك في مونديالي 1982 و1986 مع المنتخب الجزائري.

ما لا يمكن نسيانه في هذين الحدثين أن أغلبية لاعبي المنتخب الجزائري كانوا محليين، في المباراة الأولى بمونديال 1982 (ضد ألمانيا) شارك لاعبون محليون مثل سرباح وشعبان وعصاد وزيدان وماجر وفرقاني والمتحدث وغيرهم، بمعنى أن مستوى البطولة المحلية كان عالميا، وحققنا الفوز.

  • كيف تقيم مشاركتك مع المنتخب الجزائري في المونديال؟

في مونديال 1982 خضنا 3 مقابلات بمستوى مقبول، حصدنا 6 نقاط في مجموعة ضمت ألمانيا والنمسا، وكان ترتيب نتيجة المباراة التي جمعت ألمانيا والنمسا بهدف إقصائنا، سببا في تعديل قوانين الفيفا (اتخاذ قرار بتنظيم مباريات الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات في توقيت واحد)، أما مونديال 1986 فقد كانت فيه تدخلات سياسية ومشاكل كبيرة، وكنا نطمح للذهاب بعيدا بحكم خبرتنا بالمقارنة مع مونديال 1982.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى