الاخبار العاجلةسياسة

مدير متحف الأرميتاج: نصف سكان روسيا مسلمون وأحسن ما كتبه بوشكين كان عن القرآن الكريم

انشغل مدير متحف الأرميتاج المستشرق الروسي ميخائيل بيوتروفسكي -الذي حل ضيفا على برنامج “المقابلة”- بالثقافة العربية الإسلامية، وأغرم خصوصا بتاريخ اليمن وحضارته وبجزيرة العرب عموما.

ويعد بيوتروفسكي من المستشرقين الذين اهتموا بالدراسات التاريخية والأثرية المشرقية، حيث تعلم في قسم الدراسات الشرقية بجامعة لينينغراد التي أوفدته إلى مصر ضمن دورة تدريبية لدى أكاديمية العلوم السوفياتية. ثم توجه إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حيث عمل مترجما ومدرسا لتاريخ اليمن. ونال عام 1973 الدكتوراه عن أطروحته التي تناولت قصة الملك الحميري أسعد الكامل.

اختار الدراسات العربية وتعلم اللغة العربية، لأن والده بوريس بيوتروفسكي -المدير الأسبق لمتحف الأرميتاج- لم يكن يتقنها، وتخصص في تاريخ وحضارة اليمن لأن هذه الدولة تمثل كل العالم العربي من حيث الثقافة والحضارة، كما قال بيوتروفسكي لبرنامج “المقابلة” الذي بثته قناة الجزيرة بتاريخ 2022/12/11.

اطلع المستشرق الروسي -الذي ولد عام 1944 في العاصمة الأرمينية- على القرآن الكريم، وله مؤلفات في التاريخ السياسي الإسلامي والثقافة العربية وآثار شبه الجزيرة العربية.

وتحدث لبرنامج ” المقابلة” عن عظماء الأدب الروسي الذين اهتموا في أعمالهم بالإسلام وبالرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن أبرزهم شاعر روسيا الأكبر ألكسندر بوشكين، والأديب والفيلسوف ليو تولستوي، وأيضا الفيلسوف والروائي فيودور دوستويفسكي.

وأكد أن أحسن ما كتبه بوشكين في أعماله كان عن محاكاة القرآن الكريم، في إشارة إلى قصيدته “محاكاة القرآن”.

5 سنوات لتعرف ما بداخل الأرميتاج

ونفى وجود صراع مع المسلمين في روسيا، مؤكدا أن الإمبراطورة الروسية كاترينا الثانية (توفيت عام 1796) هي التي أسست إدارة المسلمين وكل الأديان التي كانت موجودة في الإمبراطورية الروسية حينها، ونظمت لهم شؤونهم، بحيث تكون لهم الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية والثقافية كغيرهم من بقية الأديان الأخرى، لكن أمور السياسة لا دخل لهم فيها.

اقرأ ايضاً
نشاط دبلوماسي واستخباراتي محموم.. لماذا تسارعت التحركات الدولية بشأن ليبيا؟

ويؤمن بأن دراسة الحضارات يجب أن تكون بشكل موضوعي، ويعارض أيضا ما طرحه المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد الذي يرى في الاستشراق أداة للهيمنة السياسية، فيقول بيوتروفسكي إن الدراسات الشرقية في روسيا تستند إلى 3 جوانب، أولها أنها دراسات علمية بحتة، وثانيا هناك فروع للعلم تساعد الدولة في فهم السياسة الخارجية، والأمر الثالث يتعلق بالدعاية الدينية.

وكشف أن مؤسس الدراسات العربية في روسيا في القرن الـ19 كان قد كتب مقالات ينتقد فيها أولئك الذين يدرسون الحضارة الإسلامية من أجل الدعاية للمسيحية، وطالب بضرورة احترام الحضارة التي تتم دراستها.

ويذكر أن المستشرق الروسي يترأس متحف الأرميتاج الذي يعد ثاني أكبر المتاحف في العالم بعد اللوفر، ويقال إن الشخص يحتاج إلى 5 سنوات لكي يعرف ما يحوي الأرميتاج بداخله. ويقع المتحف وسط مدينة سان بطرسبورغ، ويضم بداخله ملايين القطع والتحف الفنية النادرة.

وتبلغ ميزانية المتحف نحو 3 مليارات دولار نصفها تقدمه الدولة الروسية ويتكفل المتحف بالنصف الباقي، حسبما أفاد مديره الذي أكد أن الأرميتاج فوق السياسة.

وتحصل ضيف “المقابلة” على جوائز وأوسمة عدة، من بينها الجائزة الرئاسية في مجال الفن والأدب، وجائزة الدولة في روسيا. وعام 1997، أطلق الاتحاد الفلكي على كوكب صغير اسم بيوتروفسكي، كتكريم مشترك له ولوالده. وفي عام 2011، انتخب عضوا في مجلس الدوما الروسي، لكنه تخلى عن منصبه لاحقا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى