سلطنة عمان تسعى لإنتاج مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030
مسقط- كشف مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين في وزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عمان المهندس عبد العزيز بن سعد الشيذاني عن سعي السلطنة لأن تصبح إحدى الدول الرائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، فضلا عن خلق قطاع تنافسي بهذا القطاع، وتكريس بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم الابتكار وتنمية القدرات المحلية.
وقال الشيذاني في تصريح للجزيرة نت إن الأهداف الإستراتيجية لسلطنة عمان من الاستثمار في الهيدروجين الأخضر تتمثل في الإسهام في أمن إمدادات الطاقة محليا وعالميا، وتنويع الاقتصاد المحلي وتوسيع سلاسل التوريد والصناعات المصاحبة، وإيجاد فرص عمل محلية جاذبة، والحد من الانبعاثات الكربونية.
وأضاف الشيذاني أن الدولة قامت بتحديد 3 مناطق للاستثمار في هذا المجال في وسط وجنوب سلطنة عمان بولايتي الدقم والجازر بمحافظة الوسطى، ومحافظة ظفار بهدف تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر.
وأوضح أن مساحة أراضي الطاقة المتجددة تبلغ نحو 50 ألف كيلومتر مربع سيتم استغلالها على مراحل مختلفة، لافتا إلى أن سلطنة عمان حددت هدفها بإنتاج ما لا يقل عن مليون طن سنويا بحلول العام 2030 وصولا إلى استغلال 30% من الأراضي المخصصة حاليا لإنتاج ما يقارب 8 ملايين طن من الهيدروجين في عام 2050.
وحول المرتكزات التي تقوم عليها إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، قال المهندس الشيذاني إن السلطنة حددت عدة مرتكزات تقوم عليها هذه الإستراتيجية، منها هيكلة واضحة لقطاع الهيدروجين الأخضر، وتحديد الأدوار والمسؤوليات بين الجهات المختلفة، وتأسيس شركة هيدروجين عُمان “هايدروم”.
وأضاف أن المرتكزات تشمل أيضا الوضوح والشفافية في إجراءات تخصيص الأراضي من خلال جولات مزايدة يتم فيها اختيار المطور وفق مبدأ المنافسة بين المطورين، مع التركيز بشكل أكبر على المردود الاقتصادي من هذه الاستثمارات وتعزيز القيمة المحلية المضافة، مما يدعم التزام البلاد بالوصول إلى الحياد الصفري الكربوني في العام 2050.
وأكد المهندس الشيذاني أن سلطنة عمان تولي أهمية كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذا القطاع، وفي سلاسل الإمداد وتوطين الصناعات المصاحبة، وتيسير الإجراءات بما يتسق مع أولوياتها الوطنية في توسيع قاعدة الصناعات وخلق فرص جاذبة ومناسبة للشباب العمانيين وتطوير منظومة البحث والتطوير.
وفي ما يتعلق بمشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، صرحت الرئيسة التنفيذية لقطاع الطاقة البديلة “أو كيو” (OQ) نجلاء بنت زهير الجمالي للجزيرة نت بأن قطاع الطاقة في عُمان يشهد تحولا ملحوظا في ظل توجه البلاد نحو بناء اقتصاد قائم على الهيدروجين، إذ تمتلك السلطنة قائمة طويلة ومدروسة من المشاريع في هذا المجال.
ولفتت الجمالي إلى أن دور “أو كيو” محوري لكونها شركة وطنية تعزز هذه الجهود، وتقود اليوم عددا من المشاريع الإستراتيجية بقيمة تقارب 40 مليار دولار.
وأشارت إلى أن هذه المشاريع تتمحور حول تطوير منشآت لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء وتشمل كلا من:
- مشروع عُمان للطاقة الخضراء “جي إي أو” (GEO) في محافظة الوسطى، وهو مشروع مشترك مع شركة “إنتركونتينتال إنرجي” (InterContinental Energy)، وشركة “إنرتك” (EnerTech).
- مشروع هايبورت الواقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهو مشروع مشترك مع “ديمي” (DEME) البلجيكية و”يونيبر” (Uniper).
- مشروع “إتش 2 أو مان” (H2Oman) المشترك مع شركتي “أكوا باور” (ACWA Power) و”إير برودكتس” (Air Products)، ومشروع صلالة “إتش 2” (H2) المشترك مع شركة “ماروبيني” (Marubeni) اليابانية، وشركة “ليندي” (Linde) الألمانية، وشركة دبي للنقليات “دتكو” (Dutco)، ويقع المشروعان في المنطقة الحرة بصلالة.
وكان وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان المهندس سالم بن ناصر العوفي قد أعلن خلال مؤتمر صحفي قبل أيام عن فرص وحوافز خصصتها الدولة للاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، بهدف الوصول بالإنتاج إلى مليون طن سنويا بحلول 2030.
وأضاف العوفي أن السلطنة تسعى إلى أن تكون مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين اعتمادا على وجود المقومات الرئيسية لإنتاجه والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية، وخبرتها في إنتاج الطاقة وتصديرها وموقعها في الأسواق.
وشهد المؤتمر الصحفي الإعلان عن التدشين الرسمي لشركة “هايدروم”، وهي شركة مستقلة ومملوكة بالكامل لشركة تنمية طاقة عُمان بإشراف من وزارة الطاقة والمعادن، وذلك من أجل قيادة إستراتيجية الهيدروجين الأخضر.
وتشمل مهام “هايدروم” تحديد ورسم مساحات الأراضي المملوكة للحكومة والتي ستخصص لمشاريع الهيدروجين الأخضر وهيكلة المشاريع الكبرى المرتبطة بها وإدارة عملية تخصيصها للمطورين.