مجتمع

منذ انطلاقها 2014.. كيف مرت توطين دراسة الطب في قطر؟

نجاح مؤكد تحققه قطر في مسار تخطيطها لتوطين دراسة الطب في قطر من خلال جامعة قطر الحكومية، وذلك بتخريج أول دفعة من طلبة كلية الطب.

تخرج الدفعة الأولى من الأطباء له دلالة كبيرة بين القطريين؛ فهي إشارة إلى تحقيق إنجاز آخر يضاف إلى قائمة أصبحت طويلة من الإنجازات تواصل قطر تحقيقها بمجالات شتى.

رسالة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي وجهها لخريجي كلية الطب، أبرز دليل على اهتمام الحكومة القطرية؛ حيث رعى أمير قطر، (11 أكتوبر 2021)، حفل تخريج الدفعة الأولى من كلية الطب، ضمن الدفعة الـ44 (دفعة 2021) من طلاب جامعة قطر.

وكرم أمير قطر خلال الحفل الطلاب الخريجين المتفوقين من جميع التخصصات البالغ عددهم 126 طالباً.

وقال أمير قطر، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: “أبارك لخريجي الدفعة 44 من جامعة قطر، وخاصة الدفعة الأولى من خريجي كلية الطب، والذين يشكّلون إضافة مهمة لقطاعنا الصحي الذي بذل جهوداً مقدرة في مواجهة كوفيد-19”.

وأضاف: “إن إنشاء كلية الطب في جامعتنا الوطنية يأتي ضمن خطط قطر الاستراتيجية في توطين دراسة الطب في قطر، بالإضافة إلى التخصصات الأخرى”.

إنجاز كبير

وفقاً لصحيفة “الشرق” المحلية، تضم الدفعة من خريجي كلية الطب 46 خريجاً وخريجة؛ 65% منهم إناث و35% من الذكور، ويبلغ عدد القطريين منهم 18 خريجاً وخريجة.

وجرى قبول 42 خريجاً في برامج الإقامة في مستشفى حمد بعد اجتيازهم لامتحان طبي دولي، ويشمل البرنامج 13 تخصصاً في مختلف المجالات الطبية.

واعتبر الخريجون تخرجهم من كلية الطب البشري إنجازاً كبيراً، وقالوا إنهم جاهزون للمساهمة في دعم وإثراء القطاع الطبي في قطر.

ولفتوا إلى أن دراسة الطب لم تكن سهلة، وخاصة في إطار أزمة كورونا العالمية التي ألقت بظلالها على التعليم، فحوّلته عبر المنصات الافتراضية، وشكلت بعض العوائق أمام التدريب الميداني الإكلينيكي للطلبة.

كما اعتبر الخريجون أنفسهم مقياساً لجودة مخرجات الكلية للسنوات المقبلة، وخاصة أنهم سيبدؤون مسيرتهم الطبية في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية.

وأكدوا أنهم سيصبحون شركاء في مواجهة التحديات الوطنية الصحية الرئيسية، مؤكدين أن كلية الطب تعتبر مصدراً موثوقاً لرفد قطر بأطباء على مستوى عالٍ من الجودة والثقة.

برنامج رائد

البروفيسور د. إيغون توفت، عميد كلية الطب بجامعة قطر، وصف تخريج الدفعة الأولى من الأطباء في كلية الطب بجامعة قطر بأنه “يُمثل إنجازاً مهماً لدولة قطر ولجامعة قطر ولجميع من شارك في تطوير برنامج التعليم الطبي بالجامعة، الذي يُعدّ من البرامج الرائدة في المنطقة”، بحسب صحيفة “الراية” المحلية.

وأضاف توفت: “نواصل التزامنا ببناء كلية طب مُتميّزة في جامعة قطر بهدف تزويد طلابنا بالكفاءات اللازمة ليتخرجوا كأطباء مؤهلين يتمتعون بالمعرفة والمهارات والقدرات الشخصية اللازمة التي ستُمكنهم من تغيير مستقبل الرعاية الصحية في دولة قطر”.

وتابع: “يهدف برنامجنا إلى تلبية الاحتياجات المُحددة للمُجتمع القطري، ويتماشى مع الاستراتيجيات والأولويات الوطنية فيما يتعلق بالتعليم في مجالات الرعاية الصحية”.

اقرأ ايضاً
منظمة حقوقية تنتقد تضييق السلطات السعودية على الناشطات المفرج عنهن

وأكد أن كلية الطب تضم “مجموعة متميزة من أعضاء هيئة التدريس، بمن في ذلك العديد من أعضاء هيئة التدريس
من الأطباء والخبراء بمؤسّسة حمد الطبية، ما يُساعد على استقطاب الطلاب الواعدين ذوي القدرة التنافسية العالية”.

دراسة الطب في قطر

لم يكن يوجد قبل عام 2014 سوى خيار واحد فقط دراسة الطب في قطر وذلك بالالتحاق بكلية طب وايل كورنيل
بالدوحة، التي تأسست عام 2001، ولكن منذ عام 2014 تم إنشاء كلية الطب بجامعة قطر لتكون خياراً متاحاً أمام
الطلاب القطريين والدوليين لدراسة الطب في قطر ببساطة، مثل الكثير من الدول الأخرى تستغرق دراسة الطب في
كلية الطب بجامعة قطر 6 سنوات.

ويركز برنامج الكلية على التعلم في مجموعات صغيرة لتعزيز العمل الجماعي والقيادة ومهارات الاتصال. تركز
السنة الأولى من الدراسة على العلوم الطبية الأساسية والمناهج الدراسية الأساسية، بينما تنتقل بعد ذلك تدريجياً إلى نهج أكثر عملية، ويتحول التركيز إلى رعاية المرضى والسكان.

يشترط بالمتقدم للدراسة في كلية الطب بجامعة قطر أن تكون لديه خلفية أكاديمية قوية، وإثبات الكفاءة في اللغة
الإنجليزية، والحصول على درجات عالية في اختبارات القبول في الرياضيات.

التدريب الإكلينيكي

طلاب الدفعة الأولى بكلية الطب في جامعة قطر يحظون باهتمام في المؤسسات الطبية القطرية، وفق ما يقول د. عبد
اللطيف الخال، نائب الرئيس الطبي ومدير إدارة التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية، والعميد المساعد للشؤون
الإكلينيكية بكلية الطب في جامعة قطر.

كانت هناك زيارة لخريجي الدفعة الأولى من كلية الطب إلى مؤسسة حمد الطبية، التي تعتبر المؤسسة العامة الرئيسية
التي توفر خدمات العناية الصحية بدولة قطر، وذلك في سبتمبر الماضي، حيث تم عقد ندوة تعريفية عن مؤسسة حمد
الطبية والقواعد الأساسية في أخلاقيات الطب، كما أُتيحت فرصة للخريجين الجدد للقيام بجولة تعريفية في مستشفى
حمد العام، كجزء من برنامجهم التعريفي الذي يمتد لأسبوع كامل.

ووفق تصريح صحفي بالمناسبة قال “الخال”: إن “هناك علاقات شراكة وتعاون وثيقة تربط بين مؤسسة حمد الطبية
وجامعة قطر بما يخدم احتياجات الدولة”.

وأضاف: “تعمل المؤسستان معاً بشكل مكثف من أجل إنجاح أهداف الكلية الجديدة، وذلك بتسهيل تواجد الطلاب في
الأقسام الطبية المختلفة في المؤسسة للحصول على التدريب الإكلينيكي اللازم بما يتناسب مع المناهج المقررة من قبل الكلية. كما أن المؤسسة ستقوم بتنسيق التواصل والتفاعل بين طلاب الطب الجدد والممارسين الإكلينيكيين بمؤسسة
حمد الطبية، مما يساهم في التطوير الاكلينيكي لهؤلاء الطلاب”

بداية الرحلة

تأسست جامعة قطر عام 1977، وضمت أربع كليات هي التربية، والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، والشريعة والدراسات الإسلامية، والعلوم. وفي عام 1980 تأسست كلية الهندسة، تلتها كلية الإدارة والاقتصاد في عام 1985.

وبدأت الرحلة مع الكليات الصحية في عام 2006، بتأسيس برنامج الصيدلة ضمن كلية الآداب والعلوم، ثم تحول
البرنامج إلى كلية مستقلة في عام 2008.

وفي 30 نوفمبر 2014، اعتمد مجلس أمناء جامعة قطر الخطة التنفيذية والاستراتيجية لتأسيس كلية الطب. وافتتحت
الكلية في عام 2015، وتأسست كلية العلوم الصحية في عام 2016 كنتيجة طبيعية لتطور قسم العلوم الصحية، وبرنامج الحيوية الطبية، على مدى أكثر من 30 عاماً.

وفي يناير 2019، أعلنت جامعة قطر افتتاح كلية طب الأسنان في إطار برنامج مدته ست سنوات، ويمنح درجة
طبيب في تخصص طب الأسنان.

يشار إلى أن الجهود التي تبذلها دولة قطر انعكست على تقدم جامعة قطر في قائمة أفضل الجامعات العالمية، حيث
حققت المركز 224 على مستوى العالم، وفقاً لتصنيف “QS”، كما حققت الجامعة المركز الثاني لأفضل الجامعات
في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى