الاخبار العاجلةسياسة

لماذا يعتبرون أريزونا اختبار الديمقراطية الأميركية الأهم في الانتخابات النصفية؟

فينيكس/أريزونا- تعد ولاية أريزونا واحدة من أكثر المعارك السياسية أهمية في الانتخابات النصفية بالنسبة لمستقبل الديمقراطية الأميركية، إذ من المتوقع أن تثير الانتخابات الاستثنائية -هذه المرة- جدلا كبيرا مع زعم المرشحين الجمهوريين الثلاثة الكبار، الذين يتنافسون لقيادة الولاية، تزوير انتخابات عام 2020 وتشككهم في شرعية حكم الرئيس جو بايدن.

وفي الوقت الذي يختار فيه ناخبو أريزونا سيناتورا لتمثيل الولاية في مجلس الشيوخ من بين السيناتور الديمقراطي الحالي مارك كيلي، ومنافسه الجمهوري بليك ماسترز، في سباق متقارب تعتبره قيادات الحزبين حاسما لآمالهم في السيطرة على أغلبية مجلس الشيوخ، سيختار الناخبون في أريزونا حاكما جديدا، وسكرتيرا للولاية، ومدعيا عاما، ومن المتوقع أن يتخذ كل منهم قرارات مصيرية بشأن الإجهاض وانتخابات 2024.

ويشير تاريخ أريزونا إلى تقارب كبير في نتائج الانتخابات خلال الدورات السابقة، لذلك يمكن أن يكون للتغييرات المحدودة في قوانينها الانتخابية تأثير كبير، ولم يفز الرئيس بايدن بالولاية إلا بفارق ضئيل يزيد قليلا عن 10 آلاف صوت عام 2020.

مقعد حاسم بمجلس الشيوخ

“إذا كنت ترغب في إدخال المجرمين وأصحاب السوابق عبر الحدود الجنوبية لمنطقتك، فعليك باختيار كيلي، وإذا رغبت في السماح بإنفاق أموال التقاعد الحكومية على المهاجرين غير الشرعيين، فعليك باختيار كيلي، وإذا رغبت في استمرار شراء الطعام بأسعار مرتفعة فعليك باختيار كيلي”. هكذا يقول الإعلان الانتخابي الذي يموله الحزب الجمهوري، ويبث عدة مرات كل ساعة بالمحطات التلفزيونية المحلية بمختلف أنحاء ولاية أريزونا، ويرد الديمقراطيون بإعلان مقابل يدعي تأييد ماسترز لجماعات التطرف اليمينية مثل براود بويز وحراس العهد، ممن قاموا باقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.

وتعكس الإعلانات التلفزيونية سخونة المعركة الانتخابية حيث يواجه كيلي (رائد الفضاء السابق والسيناتور الحالي) تحديا كبيرا في محاولته للاحتفاظ بمقعده أمام الجمهوري ماسترز رجل الأعمال المغامر في قطاع التكنولوجيا.

وتحظى ماسترز بتأييد الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وتتبنى ماسترز إستراتيجية ربط كيلي بالرئيس بايدن وبسياساته التي لا يفضلها أغلب سكان أريزونا مثل ارتفاع نسب التضخم، وتجاهل أمن الحدود. وعلى النقيض يصور كيلي ماسترز على أنها متطرفة للغاية في قضايا مثل الإجهاض والضمان الاجتماعي.

مخاطر على انتخابات 2024

مع انتهاء ولاية حاكم أريزونا الجمهوري دوغ دوسي، يأمل الديمقراطيون أن تتمكن المرشحة الديمقراطية كاتي هوبز من تحويل وجهة الولاية، بينما يريد الجمهوريون تثبيت حاكم أكثر تحفظا هي المرشحة لايك كاري.

وتخوض السيدتان معركة ساخنة، لشغل أعلى منصب في الولاية، مليئة بالهجمات السلبية المتبادلة، وتحاول كاري تصوير هوبز على أنها ضعيفة في مواجهة ارتفاع معدلات الجريمة وتدهور الاقتصاد، في الوقت الذي تصف هوبز كاري بأنها خطيرة وغير مؤهلة بسبب ادعاءاتها حول تزوير انتخابات 2020 دون تقديم أي دليل، وجاءت هوبز من النخبة السياسة الديمقراطية بالولاية، في حين أمضت المرشحة الجمهورية كاري 22 عاما مذيعة أخبار بمحطة شبكة فوكس المحلية بالولاية.

ويتنافس الجمهوري مارك فينشيم مع أدريان فونتيس الديمقراطي، على منصب سكرتير الولاية. وتقليديا يملك المرشحان وجهات نظر متقاربة حول كيفية إجراء الانتخابات وتوثيقها، إلا أننا إزاء حالة نادرة تتناقض فيها مواقف المرشحين بصورة كبيرة للغاية.

وسيلعب المرشح الفائز بهذا المنصب دورا كبيرا بانتخابات 2024 الرئاسية. ويدعم ترامب بشدة فينشيم رجل الأعمال وضابط الشركة السابق الذي يدعم كل ادعاءات الرئيس السابق حول تزوير انتخابات 2020، وكان ضمن المتظاهرين يوم 6 يناير/كانون الثاني، إلا أنه لم يشارك في اقتحام الكابيتول.

اقرأ ايضاً
عاجل.. وكالة الصحافة الفرنسية: توقف الرحلات الجوية بالكامل في مطار جنيف بسبب عطل معلوماتي

وعلى منصب المدعي العام للولاية، يتنافس الجمهوري أبراهام حمادة، ضابط الاستخبارات العسكرية والمحامي السابق ذو الأصول السورية، ضد الديمقراطية كريس مايز، وسيمثل الفائز الولاية بقضايا هامة تتعلق بالهجرة والإجهاض وإدارة الانتخابات، ولديهما وجهات نظر متباينة للغاية حول الإجهاض ونزاهة الانتخابات الأخيرة.

معضلة ناخبي أريزونا

التقت الجزيرة نت عددا من الناخبين في أريزونا ممن أبدوا وجهات نظر مختلفة تجاه اختياراتهم المتوقعة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني، في الوقت الذي عبروا كذلك عن صعوبة الاختيار لغياب مرشحين مثاليين سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين.

وذكرت كايل (إخصائية اجتماعية بيضاء بجامعة جراند كانيون الدينية المحافظة) أنها تصوت عادة للجمهوريين اتساقا مع التزامها الديني المحافظ خاصة فيما يتعلق بقضية الاجهاض.

غير أنها قالت للجزيرة نت “يصعب علي أن أصوت للحزب الذي يقف مترصدا ومعارضا للمهاجرين واللاجئين الذين يتطلعون للوصول للأراضي الأميركية بحثا عن الأمن والسعادة لهم ولأطفالهم”.

وأضافت “نجمع في الكنيسة الأموال ونتبرع بملابس وأدوات منزلية ومدرسية لدعم عائلات اللاجئين المنتشرة في مناطق عدة بمدينة فينيكس، إلا أن المرشحين الجمهوريين يريدون أغلاق كل السبل في طريق وصول هؤلاء الأبرياء إلى هنا، ومع ذلك لا يمكن أن أصوت للديمقراطيين الذين يبررون الاجهاض وقتل الأجنة والأطفال، ويبررون ويروجون لزواج المثليين”.

ولا تختلف رؤية عامل الاستقبال بأحد فنادق المدينة عما ذكرته كايل لكن من الزاوية المقابلة، حيث يقول سانتوس أورتيز للجزيرة نت “إنني من أصول مكسيكية مثل الكثيرين في أريزونا، وتقليديا يذهب صوتنا للديمقراطيين”.

ويستدرك “لكن في الوقت ذاته، لا أرضى عن الأداء الاقتصادي لبايدن والذي سبب معاناة لي ولعائلتي خاصة فيها يتعلق بأسعار وقود السيارات، لدينا سيارتان، ولا يمكن إلا أن نتحرك بهما طوال الوقت، ومع زيادة أسعار المواد الغذائية بصورة غير طبيعية، افتقدت فترة حكم ترامب عندما كانت الأسعار منخفضة، لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن أصوت لمن يرغبون في غلق الحدود الأميركية أمام المكسيكيين وغيرهم من دول الجنوب”.

أريزونا وحالة اختبار لديمقراطية أميركا

إذا حقق كاري وفينشيم وحمادة الفوز، فقد يمكنهم ذلك من خلال مناصبهم التنفيذية من إجراء تغييرات هائلة على قوانين التصويت وإدارة الانتخابات في أريزونا، وسيمنحهم ذلك معا سلطة غير محدودة على نتائج انتخابات 2024 الرئاسية. وقد قال الثلاثة، في مناسبات مختلفة وبطرق مختلفة، إنهم لم يكونوا ليصادقوا على فوز بايدن بولاية أريزونا في انتخابات 2020.

ويقول خبراء الانتخابات إن أيا من المرشحين الجمهورين الثلاثة، إذا انتخبوا، يمكن أن يحاولوا دفع نتائج الولاية بانتخابات 2024 نحو ترامب حال ترشحه مرة أخرى للرئاسة. ويمكن أن يحدث ذلك من خلال رفض التصديق على الانتخابات إذا خسرها، أو قبل ذلك بوقت طويل من خلال تغييرات وقائية في العملية الانتخابية، وذلك عن طريق تغيير قواعد تسجيل الناخبين أو التوقف عن إجبار المسؤولين المحليين على التصديق على النتائج، فضلا عن أي قوانين جديدة من المجلس التشريعي للولاية الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليا.

وخلال فعالية انتخابية قبل أسابيع، قالت كيلي المرشحة لمنصب حاكم الولاية “عندما تتم سرقة الانتخابات يكون لدينا عواقب وخيمة، وربما عواقب مميتة. ولسوء الحظ لدينا انتخابات مسروقة، ولدينا في الواقع رئيس غير شرعي يجلس في البيت الأبيض”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى