الاخبار العاجلةسياسة

استنتاجات صحفي حول الانتخابات النصفية الأميركية .. هذا ما رأيته وسمعته في جورجيا

قالت صحيفة “لوجورنال دي ديمانش” (Le JDD) الفرنسية إن انتخابات التجديد النصفي يوم الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني بالولايات المتحدة تفتح حقبة من عدم الاستقرار والمنافسة الفردية التي من شأنها أن تسمح للرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة.

وتستعرض الصحيفة في مقال للمدون والصحفي فرانسوا كليمنصو ما استنتجه خلال ملاحظاته ومقابلته مع محاوريه على أرض الواقع، من وجود مزيد من الغليان في مرجل الديمقراطية الأميركية.

حساسية الأقليات تجاه الحزب الجمهوري

من خلال حواراته مع بعض الشخصيات في جورجيا، يلاحظ الكاتب أن الديمقراطيين يلقون تنافسا شرسا على تصويت الأقليات، علما بأن الحزب الجمهوري كان دائما يسعى لوجود إستراتيجية حقيقية لقهر الأقليات السوداء واللاتينية والآسيوية، حتى انتهى بتعيين رجل أسود، مايكل ستيل، ليكون أول أميركي من أصل أفريقي ينتخب نائبا لحاكم ولاية ماريلاند.

ولكن مايكل ستيل الآن في معسكر مشروع لنكولن، المنظمة التي تحارب عودة ترامب إلى السلطة، لأنه مقتنع بأن ترامب عنصري بشدة، غير أنه يدرك أن هناك مزيدا من السود واللاتينيين في البلد ممن تغريهم الرسائل المحافظة للحزب الجمهوري وممن تجذبهم “الأذرع المفتوحة” من قبل ترامب، وإلا لماذا أصبح النجوم السود، مثل كاني ويست ونجم كرة القدم الأميركي السابق هيرشل ووكر، حاملي الشعلة من أجل الترامبية؟ إنهم يرون فيه -كما يقول الكاتب- معطلا يريد قلب الطاولة.

وكان ترامب قد حصل في عام 2020 على 8% من أصوات الناخبين السود، بزيادة نقطتين على عام 2016، و”لن أُفاجأ إذا استمرت هذه النتيجة في الارتفاع هذا العام” كما يقول الكاتب، وكذلك الأمر لدى الناخبين اللاتين، حيث يبدو أن جهود جيري غونزاليس، رئيس منظمة “غاليو” غير الحكومية التي تناضل من أجل تمثيل أفضل للمجتمع الإسباني في الهيئات المنتخبة، تأتي بنتائج عكسية في عصر الترامبية اللاعقلانية.

ويعرف جيري جيدا -كما يقول الكاتب- أن ترامب يجتذب مزيدا من الناس داخل مجتمعه، خاصة بين المهاجرين المستقرين المندمجين المحافظين من حيث الأخلاق والرأسماليين من أنصار أقل ضريبة ممكنة. ففي عام 2020 اختار ما يقرب من 39% من الناخبين اللاتينيين ترامب، بزيادة قدرها 8 نقاط مقارنة بعام 2016، أما الآسيويون، ومعظمهم من أصل صيني أو هندي، فيصوّتون للجمهوريين.

اقرأ ايضاً
الكويت: أحمد النواف يتعهد المحافظة على المكتسبات الوطنية والدستور

استمرار حرب الثقافة

وتساءل فرانسوا كليمنصو: هل يمكن أن يكون التحول إلى اليسار الملحوظ في الحزب الديمقراطي هو الذي سيؤدي إلى إرباك الناخبين المعتدلين أو المحافظين أو حتى أولئك المستقلين المشهورين الذين يشكلون الآن ما بين ربع وثلث الناخبين الأميركيين؟ ليصل إلى أن الشعارات التي يرفعها الديمقراطيون هي فقط صدى لشعار ترامب مثل “اجعلوا أميركا مرة أخرى أكثر إنسانية” المقابل لشعار “اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى”.

ولاحظ الكاتب أن جميع المحاورين وعلماء السياسة والدبلوماسيين والمسؤولين المنتخبين والناشطين بدوا متشائمين للغاية بشأن مصير بلدهم مهما كانت نتيجة الانتخابات النصفية، لأن انتصارا ضيقا لليمين ومعسكر ترامب يعني أن المعركة ستستمر عامين آخرين، في حين يعني انتصار الحزب الجمهوري الهائل -الذي جعل الكونغرس ملحقا للبيت الأبيض قبل الأوان- في انتظار عودة ترامب المظفرة، وفي كلتا الحالتين ستبقى أميركا هشة وسؤثر سرطان الاستقطاب على علاقتها بالعالم.

نقاط التقارب.. الحمائية والصين

وأشار الكاتب إلى أنه توصل، من خلال خلاصة لجميع استطلاعات الرأي التي أجريت في البلاد حول الطريقة التي ينظر بها الأميركيون إلى العالم من حولهم، إلى أن هناك رغبة في استعادة التحالفات وصورة الولايات المتحدة في العالم، وأن أجندة أميركا أولا ما زالت موجودة كما كانت دائما، وأن الصين و”الحمائية هي أكثر الأشياء المشتركة اليوم بين الديمقراطيين والجمهوريين”، حسب أحد مصادر الكاتب.

وخلص الكاتب بعد عودته من أتلانتا -كما يقول- إلى أن مانهاتن هي أسوأ مرآة لأميركا، وأنه أدرك حقيقة غير مفهومة بشكل جيد في العاصمة الفدرالية وفي نيويورك، هي أن الواقع اللامركزي هو هذا المشهد من خيبة الأمل والكراهية والتبسيط والعنف اللفظي والجسدي والشيطنة الشاملة، بحيث يبدو الادعاء بأن التضخم في الولايات المتحدة هو تضخم “بايدن”، كما لو أن الرئيس قد اخترعه لمعاقبة المستهلكين الأميركيين، من دون أن تكون له أي صلة بالمشهد الدولي ولا سيما الحرب في أوكرانيا، وهذه حجة شعبوية سيدفع بايدن ثمنا باهظا لها، مثل ما يزعم أحد مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة على نطاق واسع من أن بايدن أنفق المليارات “للدفاع عن سيادة أوكرانيا” ولكنه لم يخرج دولارا “لحماية الحدود مع المكسيك”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى