توماس هاليداي: نعم مسألة فناء البشرية مطروحة
نشر باحث بريطاني في الحفريات وعلوم الأرض كتابا شرح فيه الدور الذي تلعبه البيئة في تطور الأنواع، وحذر في مقابلة مع مجلة فرنسية من أن انقراض البشرية أصبح مطروحا بشكل جلي.
وقال توماس هاليداي، وهو أستاذ حفريات بجامعة برمنغهام، إن عالمنا شهد بالفعل 5 حالات انقراض جماعي.
وأضاف في حديثه لمجلة لوبوان Le Point أنه لا شيء يمنع من انقراض سادس للكائنات الحية، مشيرا إلى أن مسألة فناء البشرية مطروحة الآن بوضوح، ولم تعد مجرد تخمين، “لكن هذا لا يعني أن الحياة ستختفي من على وجه الأرض”، على حد قوله.
وعلقت لوبوان على ذلك بقولها إن كتاب هاليداي “عوالم الأمس” يعيدنا إلى 550 مليون سنة من تاريخ الحياة على الأرض، واصفة هذا الكتاب بأنه “قصة يتردد صداها”.
وفي معرض رده على سؤال حول سرده لتاريخ العالم على مدى نصف مليار عام قال هاليداي إن الناس إذا علموا أنه عالم حفريات يطرحون عليه في الغالب السؤال التالي: “في أي حقبة كنت تود أن تعيش؟”.
وعلق على ذلك بقوله إن الجواب بسيط وهو أنه كان يتمنى لو أنه عاش اللحظة التي امتلأ فيها البحر الأبيض المتوسط بالمياه، مشيرا إلى أن ذلك حدث قبل 6 ملايين سنة.
ولفت إلى أن القليل من الكتب يتناول هذا الموضوع وأن ما يريد هو توضيحه في كتابه ببساطة، كيف أن الحركات التكتونية، من خلال خلق تضاريس جبل طارق الحالية، عزلت هذه المنطقة التي تربط أوروبا وأفريقيا عن المحيط الأطلسي.
وأضاف أنه أراد أن يظهر كيف أن التراكم الهائل للملح حوّل المكان إلى منطقة قاحلة عمليًا، وهو ما يسميه الجيولوجيون أزمة ملوحة العصر الميوسيني.
وقال إنه أراد، بعد ذلك، أن يصف بأكثر الطرق الملونة الممكنة كيف وصلت المياه، ليدرك من خلال ذلك أنه يمكنك سرد قصة العالم بطريقة شبه رومانسية، على حد تعبيره.
وعما إذا كان متفائلا أو متشائما بشأن فناء البشرية قال هاليداي: “أنا، مثل (الفيلسوف الإيطالي) أنطونيو غرامشي، متشائم بالتجربة ولكنني متفائل بالإرادة. لأنني أعتقد أن المتشائمين يستسلمون، وأنا أفضل أن أظل ناشطًا”.